المتهرب من سحب الثقة في أيار ٢٠١٢، يواجه سحب ثقة جديد في نيسان هذا.
لقد عرف ان اللحظة ستحل، لكنه حاول خلال العامين الماضيين، ان يثأر لصورته المهزوزة ومهاراته الناقصة، ويستعد بشكل افضل، الا ان المحاولات دوماً تأتي بمردود عكسي، اذا عجز المرء عن تعريف المشكلة!
وقد عجز المتهرب هذا، عن تعريف المشكلة أمام الجمهور، بداية من تلعثمه مع شباب شباط ٢٠١١، فمرة يقول لهم: انكم مندسون.. ومرة يعلن التنازل عن نصف مرتبه.. وثالثة يطلب ١٠٠ يوم فقط ويتناسى آلاف الأيام التي ضاعت مع تدابيره السيئة وفريقه منقوص الحكمة.
وظل يواصل التهرب. نقول له: أين حساباتنا الختامية المليارية، فيشاغل الجمهور بمطاردة الهاشمي. نطلب منه توضيحاً حول سيل الأكاذيب في ملف الأمن الرث، فيبشرنا بـ "تحرير" طوزخورماتو من الأكراد. نقترح عليه ان ينخرط في تسويات معتدلة مع السُنة، كالتي يتحدث عنها بقوة زعماء شيعة لا ريب في حرصهم على الطائفة، فيتهم الحكيم والصدر والجلبي بأنهم "لا يفهمون في السياسة".. وأنهم غير حريصين على "أبناء الحسين" في مواجهة "أمة يزيد".. وحين نسأله: من هو الذي يفهم في السياسة اذن، وعن أية سياسة تتحدث انت المزهو بقيادة "سوات".. ينخرط في فصل اعتراف مليء بالأسف، دون ان يتردد في اتهام فريقه الخاص بتوريطه في كل الأخطاء، بداية من الشهرستاني، وليس انتهاء بضباط الجيش الذين لم يحرروا الانبار من داعش في ٧ أيام.
المتهرب من سحب الثقة، يواجه استفتاء على نهجه في السلطة، ويوهم نفسه ان لحظة الملل من تبريراته، لم تحن بعد عند الجمهور. وأن التغيير الذي يتحدث عنه الناس، يمكن ان يحصل دونما حاجة لترك كرسيه..
لم يبق لديه ما يقوله ليثبت للجمهور انه يمتلك "عبقرية فذة" تجعله يستحق حكم العراق ١٢ عاماً وربما اكثر، فراح يكافح ليثبت انه يمتلك ارض العراق وحكومته، ليوزع بسخاء، ارضاً بلا سندات، وتعيينات على ميزانية غير مقرة، وسيلاً من الكذب الذي يتعلم الدعاة انه حرام!
المتهرب هذا، لن يحظى برفيق ليسأله حين سنسحب عنه الثقة بعد ٣٠ أيار، عما اذا كان الأمر يستحق كل هذا؟ ذلك ان رفاقه من الدعاة، يخوضون هذه اللحظة، سجالاً داخلياً حول سيناريوهات التسلل والتملص، بعد خلع الحاج، ويحاول اكثرهم ذكاء ان يفتح خطوط اتصال مسبقة مع خصوم المالكي، للتنسيق من وراء ظهره، والتبرؤ من كل ما حصل.
لن يتاح للمالكي سائل يسأله، عما اذا كانت "المسخرة" تستحق كل ما فعل، لكننا نحن سنظل نطالب باعتبار المسخرة التي حصلت، درساً محفوظاً اشد الحفظ، نعيد قراءته على الحاكم المقبل، لنوفر ما تبقى من الدماء والأعراض وفرص التهدئة.
المتهرب من عملية خلعه، يعلم قبل غيره، ان العدة اكتملت للتغيير، لان العراق يستحق فصل استراحة من الحمق والارتجال، ولأن العقلاء في كل مراكز القوى، يدركون ما يمكن لحزمة الاصلاحات المتأخرة بسببه منذ ٢٠١٠، ان تفعله حين نشرع بترميم الثقة، ونعيد الى الواجهة، تلك التسويات التي حقنت الدماء في أعوام الهدوء النسبي. لسنتذكر حينها الأسباب الأنانية والعجرفة، التي منعت المالكي من رعاية تلك التسويات وحمايتها، ورهاناته ومبالغاته الفارغة، التي أعادتنا في ٢٠١٣، تحت رحمة تنظيمات الموت، فظل عاجزا أمام نتائج أفعاله، لا هو امتلك بطشاً كافياً يقر الأمان، ولا عرف كيف يسوس التدابير ليخفف صدمة داعش واخواتها.
المتهيب من سحب الثقة، سيخسرها رسمياً، وسيدرك متأخرا فشله العميق في قياس الزمن السياسي، وفي تقدير قوة خصومه، وفي الاعتقاد بأن المال والخوف المجردين عن استشارة العقول الراجحة، يمكنهما ان يديرا بلداً بتعقيد العراق.
سيرحل، وربما سيجد وقت فراغ طويل ليسأل نفسه: هل كان الأمر يستحق هذا؟
ارحل.. هل كان الأمر يستحق هذا؟
[post-views]
نشر في: 26 إبريل, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 6
حنا السكران
أردوغان لم يمنعه الدستور من الترشح للمرة الرابعة في اب المقبل ، دستور حزبه يمنعه من الترشح من جديد ، الدول الحية اذا كان نقصا ما في دساتيرها احزابها الوطنية تعدله لمصلحة اوطانها
اأبو سعد
المتهرب من سحب الثقة،...أستاذ سرمد هو لم يهرب من سحب الثقه لان حكومته غير شرعيه وشكلت على أساس المحاصصه ب 159وهي غير قانونيه لان ال 50 زائد.1. 163 ولو تم سحب الثقه من حكومته لتعود اليه ثانية ولكن ال 30 من نيسان سيكون هو اليوم العراقي من اجل سحب الثقه وبنا
خليلو...
سيقرا عليه رفاقه الدعاة وهم يودعونه. : اعطيت ملكا فلم تحسن سياسته. كذاك من لا يسوس الملك يخلعه
ياسين عبد الحافظ
لى صديق طفولة قديم,عشنا سويا حتى انتهينا من الجامعة,هو اكمل الفنون الجميلة وانا اكملت الصيدلة,لكنه هرب من البلد بسبب الحرب الايرانية,وبعد سنين من الحرب استطاع الدخول للعراق, لكنه اضطر لتركه خلال 10سساعات والا الاعدام ,عليه ترك العراق مشيا على الاقدام الى
علي كريم عاجل
وماذا بعد من خلال متابعة الاحداث هذا اليوم 30-04-2014 احسست بالنشوه وشعرت بفرحة العراقيين باصرارهم على المشاركة في الادلاء باصواتهم لتغيير واقعٍ فرقهم واثخن فيهم الجراح. ان من اكثر مااثلج الصدر هذا الاصرار على الوحده واللحمه الوطنيه وادراك الاخطار المحتمل
farid mohamad
الأخ سرمد لا أخفيك سراً التغير جيد وبتكاتف الكل ولكن ما أرتابني حين سمعت أول كلمة خطابية لعمار الحكيم(مع رفع الألقاب) لايوجد تقديس للأشخاص.. كلمة حربية لاتخلوا من العنف بدون مبرر وهي الرسالة الأولى يجب أن تكون مهذبة الى جمهور متعب بفقره ومتعب بسلوكياته وم