وانا أتوجه مع عائلتي الى المركز الانتخابي بلهفة وحماسة وفرح حقيقي سيطرت علي مشاعر الامل بالتغيير ..ليس رأس السلطة فحسب بل ملحقاتها وتبعاتها واسلوب تشكيل الحكومة السابقة وطريقة توزيع الأدوار لإرضاء جميع الأطراف او (جفيان شرهم)..
بعد مرور يومين من الانتخابات بدأ الأمل يخبو تدريجيا بأحداث تغيير حقيقي فالإعلان عن نتائج الانتخابات لن يكون قريبا جدا ما يمنح فرصة كافية لإعداد طبخات سرية واتفاقيات تحت عباءات متعددة المناشئ والألوان وسيرمي ربما طوق نجاة لمن احس باقتراب خطر الخسارة منه فسلك مختلف السبل للتشبث بالسلطة وقد يسعى الى قطع وعود جديدة لحل بعض المشاكل العالقة التي لم تكفه ثمان سنوات لحلها لإنجاز تحالفات ناجحة مع اطراف سبق وان انطبقت عليها مقولة ( اتفقوا على الايتفقوا)..
سأعرض لكم بدوري بعض المشاهد التي شاهدتها مصادفة وكلي امل ان يجعل أبناء الحكومة الجديدة منها ومن غيرها رسائل تذكير لهم لأحداث التغيير المطلوب في بلد ارهقته لعبة السياسة كالعراق ..
*قررت مديرة مدرسة زيارة معلم مريض يرقد في الطابق التاسع من مستشفى بغداد التابعة لمدينة الطب للاطمئنان عليه فاضطرت الى صعود السلالم لعطل المصاعد الأربعة كلها طوال الوقت وما ان وصلت حتى أصابها الإغماء وانقذها الأطباء بصعوبة بعد ان اكتشفوا أصابتها بذبحة صدرية.
* في مستشفى آخر ، حيث يرقد مرضى يعانون من نقص في المناعة ويتوجب حمايتهم من كل رائحة غريبة او فايروس يلوث أجسادهم ، زكمت رائحة المجاري الطافحة انوف المرضى والزوار وتعذر عليهم لعدة ايام دخول المرافق الصحية او غسل اوانيهم او الاغتسال ولم تحرك ادارة المستشفى أي ساكن ..
* أمام مدخل ناحية النصر والسلام ، استخدمت قوات الجيش بعد تطويق المنطقة اسلوب الصفعات والصراخ لمنع من يحاول الدخول بسيارته فاضطر السكان الى الدخول سيرا على الاقدام وقطع مسافات طويلة للوصول الى مساكنهم ..على صخرة قريبة ارتمى رجل بساقين خشبيتين في منظر يصعب وصفه لعدم السماح له بالدخول في سيارة اجرة !
* في منطقة اخرى من مناطق حزام بغداد ، افترشت ارملة مع اولادها الصغار الارض وهي تبكي خوفا من هبوط الليل بعد ان غرقت منطقتها ولم تجد مأوى لها ولا تملك ما يعينها على اللجوء الى منطقة اخرى !!
هذه المشاهد وغيرها كثير تضع أمامنا تساؤلات عدة ..هل ستحسن الحكومة المقبلة الخدمات ، وهل ستجعل من قوات الجيش درعا يحمي البلد بدلا من استخدامهم لضرب المدنيين وترويعهم ، وهل ستجد حلولا لمن صاروا ضحايا لفشلهم السياسي ...هل ستدرأ الفتنة وتعالج الجرح الطائفي ..هل ستبني وتعمر ام ستنشغل بالسرقات والصفقات المشبوهة ..؟ مازالت تساؤلاتنا بلا أجوبة فنتائج الانتخابات لم تحسم بعد واللهفة والحماسة التي رافقت الاقتراع بدأت تتحول الى هدوء نسبي وترقب يائس الى حد ما ..واذا كنا نعتقد ان الثورات هي سبب التغيير فالعكس هو الصحيح لأن التغيير هوما يمهد للثورة على ارض الواقع اذ عندما تتغير المواقف الداخلية لعقول البشر ، يمكن ان تتغير الجوانب الخارجية من حياتهم ..
سنعقد الأمل في التغيير اذن على تغير المواقف الداخلية لعقول العديد من العراقيين عسى ان يمهد ذلك لثورة تغير ارض الواقع ..
في انتظار الثورة
[post-views]
نشر في: 2 مايو, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 1
ابو سجاد
لاتعقدي الامل ياست عدوية على التغيير لاالشعب اراد الغيير ولا مايسمى بالسياسيين يريدوا التغيير وستباع الاصوات للمختار وباسعار زهيدة جدا والذين جمعوا الاصوات غايتهم بيعها وليس الا حتفاظ بها وسنرى من سيبيع بابخس الاثمان اصوات ولد الخايبة