اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > في انتظار الثورة

في انتظار الثورة

نشر في: 2 مايو, 2014: 09:01 م

وانا أتوجه مع عائلتي الى المركز الانتخابي بلهفة وحماسة وفرح حقيقي سيطرت علي مشاعر الامل بالتغيير ..ليس رأس السلطة فحسب بل ملحقاتها وتبعاتها واسلوب تشكيل الحكومة السابقة وطريقة توزيع الأدوار لإرضاء جميع الأطراف او (جفيان شرهم)..
بعد مرور يومين من الانتخابات بدأ الأمل يخبو تدريجيا بأحداث تغيير حقيقي فالإعلان عن نتائج الانتخابات لن يكون قريبا جدا ما يمنح فرصة كافية لإعداد طبخات سرية واتفاقيات تحت عباءات متعددة المناشئ والألوان وسيرمي ربما طوق نجاة لمن احس باقتراب خطر الخسارة منه فسلك مختلف السبل للتشبث بالسلطة وقد يسعى الى قطع وعود جديدة لحل بعض المشاكل العالقة التي لم تكفه ثمان سنوات لحلها لإنجاز تحالفات ناجحة مع اطراف سبق وان انطبقت عليها مقولة ( اتفقوا على الايتفقوا)..
سأعرض لكم بدوري بعض المشاهد التي شاهدتها مصادفة وكلي امل ان يجعل أبناء الحكومة الجديدة منها ومن غيرها رسائل تذكير لهم لأحداث التغيير المطلوب في بلد ارهقته لعبة السياسة كالعراق ..
*قررت مديرة مدرسة زيارة معلم مريض يرقد في الطابق التاسع من مستشفى بغداد التابعة لمدينة الطب للاطمئنان عليه فاضطرت الى صعود السلالم لعطل المصاعد الأربعة كلها طوال الوقت وما ان وصلت حتى أصابها الإغماء وانقذها الأطباء بصعوبة بعد ان اكتشفوا أصابتها بذبحة صدرية.
* في مستشفى آخر ، حيث يرقد مرضى يعانون من نقص في المناعة ويتوجب حمايتهم من كل رائحة غريبة او فايروس يلوث أجسادهم ، زكمت رائحة المجاري الطافحة انوف المرضى والزوار وتعذر عليهم لعدة ايام دخول المرافق الصحية او غسل اوانيهم او الاغتسال ولم تحرك ادارة المستشفى أي ساكن ..
* أمام مدخل ناحية النصر والسلام ، استخدمت قوات الجيش بعد تطويق المنطقة اسلوب الصفعات والصراخ لمنع من يحاول الدخول بسيارته فاضطر السكان الى الدخول سيرا على الاقدام وقطع مسافات طويلة للوصول الى مساكنهم ..على صخرة قريبة ارتمى رجل بساقين خشبيتين في منظر يصعب وصفه لعدم السماح له بالدخول في سيارة اجرة !
* في منطقة اخرى من مناطق حزام بغداد ، افترشت ارملة مع اولادها الصغار الارض وهي تبكي خوفا من هبوط الليل بعد ان غرقت منطقتها ولم تجد مأوى لها ولا تملك ما يعينها على اللجوء الى منطقة اخرى !!
هذه المشاهد وغيرها كثير تضع أمامنا تساؤلات عدة ..هل ستحسن الحكومة المقبلة الخدمات ، وهل ستجعل من قوات الجيش درعا يحمي البلد بدلا من استخدامهم لضرب المدنيين وترويعهم ، وهل ستجد حلولا لمن صاروا ضحايا لفشلهم السياسي ...هل ستدرأ الفتنة وتعالج الجرح الطائفي ..هل ستبني وتعمر ام ستنشغل بالسرقات والصفقات المشبوهة ..؟ مازالت تساؤلاتنا بلا أجوبة فنتائج الانتخابات لم تحسم بعد واللهفة والحماسة التي رافقت الاقتراع بدأت تتحول الى هدوء نسبي وترقب يائس الى حد ما ..واذا كنا نعتقد ان الثورات هي سبب التغيير فالعكس هو الصحيح لأن التغيير هوما يمهد للثورة على ارض الواقع اذ عندما تتغير المواقف الداخلية لعقول البشر ، يمكن ان تتغير الجوانب الخارجية من حياتهم ..
سنعقد الأمل في التغيير اذن على تغير المواقف الداخلية لعقول العديد من العراقيين عسى ان يمهد ذلك لثورة تغير ارض الواقع ..

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. ابو سجاد

    لاتعقدي الامل ياست عدوية على التغيير لاالشعب اراد الغيير ولا مايسمى بالسياسيين يريدوا التغيير وستباع الاصوات للمختار وباسعار زهيدة جدا والذين جمعوا الاصوات غايتهم بيعها وليس الا حتفاظ بها وسنرى من سيبيع بابخس الاثمان اصوات ولد الخايبة

يحدث الآن

ليفربول يخسر وديا أمام بريستون

مجلس الخدمة ينشر توزيع حملة الشهادات والاوائل المعينين حديثا

البرلمان يشكل لجنة إثر التجاوزات على اقتصاد العراق وأراضيه

بايدن يرفض دعوات الانسحاب من الانتخابات الامريكية : انتظروني الأسبوع المقبل

وفاة محافظ نينوى الأسبق دريد كشمولة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram