اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العراق لن يينى بـ " فديو" محمود الحسن

العراق لن يينى بـ " فديو" محمود الحسن

نشر في: 2 مايو, 2014: 09:01 م

الفيلم الفضيحة والذي قام ببطولته النائب محمود الحسن لا يعنى شيئاً أكثر من أن النظام السياسي، الذي يصر ان يحكمنا بتوزيع الهبات والمنح والعطايا، أصبح خارج الصلاحية.
أقول هذا ليس تعليقاً فقط على فديو مكارم محمود الحسن الذي نشرته مواقع إخبارية عديدة، شاهدنا فيه" سركال الشيخ نوري المالكي " يقف وسط مجموعة من المواطنين البسطاء والفقراء ليملي عليهم شروط الشيخ للعيش بأمان ورغد حيث يحمل احد مساعدي " السركال " رزمة أوراق يقال أنها سندات تمليك أراضٍ زراعية ، فيما السركال محمود الحسن يبلغ المحيطين به من ان "الحكومة تريد أن تختبركم، ويوم 30 نيسان سنكون في المراكز الانتخابية ونشوف اذا صدقتوا الوعد ويانا ام لا،، وانا كلفني رئيس الوزراء وقال لي تاخذ السندات وتوزعها بيدك وتكمل معاملاتها، ولكن انا ايضا عندي شرط معكم، راح يجي يوم 30/4 ونتحاسب ونشوف وفيتوا بالعهد لو ما وفيتوا"، ثم يبدأ بتوزيع سندات تمليك الأراضي المملوكة للدولة على الحاضرين في التجمع الذي قيل انه جرى في محافظة السماوة .
بعيداً عن ماراثون الابتذال الذى شاهدناه في شريط الفديو، وقبله شريط رئيس مجلس الوزراء الذي توعد وارعد.. بحكومة أغلبية سياسية لامكان فيها لمن يقول كلمة لا ، ثم تراجع ونفى أن يكون قد سعى بشكل شخصي للبقاء في السلطة، الا إذا طلب منه الناس ذلك، فانه سيضطر الى حكمهم اربع سنوات جديدة. فأن شرائط الفديو التي شاهدناها تثبت ان اصحابها لايملكون من ثقافة الحكم إلا شهوة الجلوس على الكراسي.
بالأمس سمعنا وشاهدنا ما قاله هؤلاء المرشحون الذين يدعون السهر على مصالح العباد، وفي الوقت نفسه لا يتورعون عن الرقص ليل نهار مع الفساد. عانينا منهم كثيرا، وتعددت صورهم وأشكالهم، يلبس بعضهم عباءة الفضيلة ليداري الرذيلة، ولكن روائح فسادهم الكريهة ملأت أروقة مؤسسات الدولة، وتسربت منها إلى الشوارع والأقضية والنواحي والمدن وتحول بعضهم إلى مصيبة وقعت على رؤوس العباد، من ذلك مثلا أن الناس البسطاء الذين يحاصرهم الإحباط والعوز والبطالة من كل اتجاه.. نجد من يريد ان يقايض سني معاناتهم بقطعة ارض هي ملك للشعب قبل ان تكون ملكا للمالكي وسراكيله الذين قرروا ان يغيروا قواعد اللعبة السياسية، وبدلا من يقدموا للناس مشروعهم الانتخابي، قرر ان يخبروهم بان الأراضي التي سيحصلون عليها،، ستصادر منهم لو انهم انتخبوا قائمة غير قائمة دولة القانون ... وكأننا لم نبرح عصر صدام الذي كان يعتبر العراق ملكا صرفا له يتصرف به كيفما يشاء .
وانا ابحث عن سجل إنجازات السيد محمود الحسن لأهالي محافظة السماوة لم اجد غير انه ساهم بإشاعة الخراب والفساد، وان المحافظة تعاني بفضل "انجازاته العملاقة" من سوء الخدمات والإهمال، وانها في اسفل سلم المحافظات من حيث الاستثمار والتنمية..
والان دعونا نتساءل ما علاقة توزيع الأراضي بالانتخابات؟ لكن في الدول التي ترفع شعار الرجل الواحد والحزب الواحد، فأن سقوط مفهوم الدولة الحديثة يبدأ من التعامل مع الدولة على أنها غنيمة.. توزع فيها المصالح والمغانم.
فديو محمود الحسن يكشف لنا كيف تدار الدولة في الغرف المغلقة، وكيف يريد البعض تحويل العراق الى شركة للمقاولات بما يوحي بحنين إلى فترة "القائد الضرورة"، أو صعود نجم حسين كامل وصدام كامل لننتهي بصعود نجم شخصيات جديدة تنتمي الى نفس المواصفات، كلها فترات من فترات الفشل المتعددة في تاريخ العراق.
لست ضليعا في شؤون منجزات السادة اعضاء ائتلاف دولة القانون، لكنني أعرف كما يعرف الكل أن وطنا يقوده فصيل من المتزلفين والمتملقين مثل وطننا لم يحتمل وجود صباح الساعدي وصفية السهيل وسنان الشبيبي وغيرهم المئات من الكفاءات الوطنية النزيهة، لكنه وضع سراكيل دولة القانون ودعاة مشروع "زواج القاصرات" من ان يكونوا في صدارة المشهد السياسي والحكومي.
والان دعونا نتساءل ماذا سيحدث عندما يتعامل البعض مع مؤسسات الدولة على أنها شركة خاصة، لا دولة مضى على تأسيسها قرن من الزمن.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 5

  1. ابو همام

    مقالات رائعة من السيد علي حسين الا اننا لم نعرف عن صفية السهيل اي كفاءة او وطنية او نزاهة يجعلها تقترن باسماء مثل صباح الساعدي وسنان الشبيبي وتحياتي للكاتب

  2. محمدسعيد

    ان استمرار القوي السياسية المتسلطة بالاعتماد علي الانتماءات الطائفية والعشائرية لن ينجم عنه تغيير حقيقي في هيكل وبناء نظام الحكم السائد والذي ارتضته القوي النافذة وبناء علي نصائح قوي الاحتلال ومدارسه الفكرية التي عملت علي اقناع الجميع بان لا يو

  3. رمزي الحيدر

    كيف يمكن للعراقيين أن يثقوا بهذه السلطة ، إذا القاضي بيهم و المقرب من المالكي ،في هذا المستوى الضحل ،فكيف بالبقية في دولة القانون ، سبق و قد كتبت لك أن هذه الزبالة بعيدة كل البعد عن إجراء أنتخابات نزيهة.

  4. ابو سجاد

    بعد هذا الفيديو الذي شاهدنا محمود الحسن بوق المختار يقوم برشوة الناس وثم تهديدهم اليست هذه جريمة كاملة وموثقة انا لااعرف بالضبط لماذا كل هذا السكوت من جميع الاطراف السياسية اللا يدل ذلك على ان مساومات بين جميع الاطراف من اجل تقاسم السلطة هو الذي اسكتهم وا

  5. صحفي

    الاخ همام .. لااعرف كيف تزن الامور باعتراضك على السيدة صفية ومع احترامنا للدكتور سنان قل لي بربك ماذا قدم الساعدي، هل تعرف انه بطل تهريب نفط البصرة مع شقيقه وعندما انهت الدولة سيطرة شقيقه على التهريب انقلب على الحكومة، وعندما لم يمنحه حزب الفضيلة المنصب

يحدث الآن

"الأبنية متدهورة".. سجون العراق تعاني اكتظاظاً يفوق 300% من الطاقة الاستيعابية

اجتماع هام لديكو لحسم صفقة جديدة لبرشلونة

العمليات المشتركة تكشف تفاصيل هجوم "الفصائل" على قاعدة عين الأسد

السجن 15 سنة بحق مدان أطلق النار على مفرزة أمنية

آفة تتفاقم.. الداخلية تعلن القبض على (31) متسولاً في بغداد

ملحق منارات

الأكثر قراءة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

مقترح تعديل قانون الأحوال الشخصية العراقي.. في المنطق القانوني

العمودالثامن: درس تشرين ودرس بنغلاديش

 علي حسين ما هو الفارق بين ما جرى في تشرين عام 2019 في بغداد والمحافظات.. وما جرى في البلاد الفقيرة بنغلاديش خلال الأيام الماضية؟ في العراق جرى قتل أكثر من 700 شاب.. وجرح...
علي حسين

متى تتكلم الأغلبية الصامتة؟ وماذا بعد قانون الأحوال الشخصية؟

د.غادة العاملي يثار جدل واسع حول تعديل قانون الاحوال الشخصية وخطورة التداعيات الاجتماعية التي تسبب بها، ويبدو من السجالات والمناظرات والندوات التي ترافق النقاشات المرتبطة بقانون الاحوال الشخصية، ان حزمة قوانين اخرى تنتظر التمرير...
د.غادة العاملي

عشر أفكار حول تطييف قانون الأحوال الشخصية

علي المدن لا أحد يعلم على وجه الدقة انطباعات العراقيين حول مقترح تطييف قانون أحوالهم الشخصية، وأنا شخصيا لم أقرأ حتى الآن أي أستطلاع للرأي العام حول هذا الموضوع المعقد، وعليه؛ ستبقى مسألة مقاومتهم...
علي المدن

في مواكبة الـ (المدى)..

لاهاي عبد الحسين يوافق الاحتفال بالذكرى الحادية والعشرين لانطلاق "المدى" كمشروع ثقافي واعلامي وطني مسؤول مع الضجة التي أحدثها تقديم مشروع تعديل قانون الأحوال الشخصية المرقم 188 لسنة 1959 في مجلس النواب العراقي. هذا...
لاهاي عبد الحسين
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram