TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > شكـراً للمفوضيـة

شكـراً للمفوضيـة

نشر في: 2 مايو, 2014: 09:01 م

بغض النظر عما ستؤول إليه النتائج، كان يوم الانتخابات حدثا فريدا. واجد نفسي مضطرا للانحناء لهذا الشعب الذي كان كريما في خروجه، شجاعا في تحديه، متساميا على جراحه، من اجل عيون الوطن لا من اجل المرشحين:
والله على مودك كل العذاب يهون.
أما آل المفوضية الكرام فلا نعرف كيف نوفيهم حقهم من الشكر والتقدير على الجهود الجبارة التي بذلوها لتأتي الرياح حسب ما تشتهي بعض السفن.
في يوم الحرية الذي يجب أن تتساوى فيه الناس في أقدارها وان لا يكون هناك لحم غال وآخر رخيص كما يقولون، كان هناك مركز اقتراع خمس نجوم لأهل الخضراء في فندق الرشيد. شكرا للمفوضية التي نصبت لهم مركزا (VIP) عند أبواب بيوتهم حتى لا يشعروا بما يشعر به أي انسان كادح بسيط من الشعب. يبدو ان "جدمة" الخضراء ستظل جاثمة على صدر بغداد ولا امل في هدم أسوارها ليعيش الناس فيها مثلما يعيش باقي العراقيين. أكاد أرى في السماء طائرات سيعيدها أولادهم من حيث أتت.
هناك نوع من التزوير غير المباشر يسميه المختصون بتقييم نزاهة الانتخابات بـ "تزوير الإرادة". كيف؟ استبعاد المرشحين أصحاب الشعبية العالية الذين ينتقدون المالكي. سباق الترشيح والتنافس ليس مفتوحا للجميع. أصحاب السلطان في الميدان ومنتقدوه الخطرون خارجه. شكر آخر للمفوضية.
الأمر الثاني الذي له علاقة بـ "تزوير الإرادة" ان الناخبين أيضا ليسوا كلهم في الميدان. حتى تكون الانتخابات نزيهة يجب ان توفر للناخبين فرصا متساوية من ناحية الأمن وسهولة الوصول الى مراكز الاقتراع. وهنا أسأل: هل فرصة الناخب في الحلة او الكوت او الناصرية أو أربيل من حيث الأمان متساوية مع فرصة الناخب العراقي في الأنبار وديالى والموصل؟ الجواب اتركه لتقديركم. أما بطاقة الناخب التي أصدرتها المفوضية فاتضح أنها كانت بوابة الكترونية لتتحكم المفوضية اكثر بدخول الناخبين الى ميدان التصويت او منعهم. شكر ثالث للمفوضية.
في يوم انتخابات الخارج قامت المفوضية بتسجيل اسمي في دفتر ووضع رقم تسلل مقابله. وسجلت هذا الرقم على ظرف وضعت فيه ورقة الاقتراع التي صوت بها. وهذا يعني انه لو أرادت الحكومة مثلا معرفة لمن صوّتُ أنا او غيري فسيكتشفونه وان سرية تصويت الناخبين في الخارج منتهكة تماما. ولأني اعرف تماما إنني لو تقدمت بشكوى فان المحكمة الاتحادية لن ترى في ذلك أي انتهاك للدستور، لذلك سأكتفي أيضا بشكر المفوضية للمرة الرابعة.
اللهم احفظ صناديق أحلامنا من شر كل هافٍ ومتعافٍ.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. ابو سجاد

    اي انحاء هذا وامام من تنحني امام ناخب ذهب لينحني امام جلاده ويقبل يده الكريمة التي طالما اذلته واهانته وسفكت دمه وسرقت ماله وانتهكت عرضه الم يكن لك علما ان ثلاثة ارباع الذين خرجوا للانتخابات ذهبوا ليصوتوا له رغم كل تحذيرات المرجعيات والمثقفين والوطنيين وس

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram