مرت أول من أمس الجمعة ذكرى تولي رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم البحريني سلمان بن إبراهيم منصبه الجديد بعد انتخابات ملغمة بالمفاجآت شهدتها العاصمة الماليزية كوالالمبور في 2 أيار 2013 ، وتستمر ولايته حتى اجتماع المكتب التنفيذي للاتحاد عام 2015 على هامش انطلاق بطولة أمم آسيا التي ستجرى في كانون الثاني العام نفسه ، وهي مناسبة تعني الكثير للاتحادات الوطنية التي ما فتئ سلمان عن تأكيده أن قوة الاتحاد من قوة تلك الاتحادات لتعزيز مكانته وإنجاح خططه وتفعيل برامجه التي وعد بتطبيقها أثناء حملته الإعلامية.
ومن خلال متابعتنا للحراك المستمر لتنقلات الرئيس سلمان خلال الفترة الأخيرة لوحظ انه لم يتوان عن التدخل السريع لفض أية أزمة تصب لمصلحة الاتحاد الوطني والقاري ومنها ما حصل في اندونيسيا، وكذلك مساندة اتحادات من شرق آسيا لتنفيذ مشاريعها التي تهدف للنهوض بمنتخباتها للفئات العمرية فضلاً عن مهمته الكبيرة بكتابة فصل جديد في تاريخ كرة القدم الآسيوية من خلال بناء علاقة أوثق بين الاتحاد القاري والاتحادات الوطنية كما جاء في بيانه لمناسبة مرور عام على تولي الرئاسة.
وفي ظل الاهتمام الشخصي لسلمان وسعيه لبناء منظومة جديدة من العمل المتكامل بين الاتحادات الوطنية في القارة التي منحته 33 صوتاً من أصل 46 ظلت القضية العراقية لغزاً محيراً لجميع المراقبين المنصفين لاسيما الإعلاميين الخليجيين والعرب الذين نتواصل معهم عبر المواقع الاجتماعية حيث لم يكن للاتحاد الآسيوي الحالي وحتى سلفه أي اهتمام في أزمات الكرة العراقية التي غالباً ما تدفع ثمن الاختلاف السياسي لمجمل القضايا التي مرت بها المنطقة منذ عام 2003 حتى الآن الأمر الذي وضع مصداقية تنفيذي الاتحاد القاري على المحك ولاحت مؤشرات شبه مؤكدة انه ينأى بنفسه عن التقارب مع الاتحاد العراقي وعدم وجود رغبة في حل مشاكله وفي مقدمتها ملف الحظر الدولي المفروض على ملاعبنا
الذي وعد سلمان رئيس اتحاد الكرة المنحل ناجح حمود ببذل أقصى الجهود من أجل رفعه ليعمّ الاستقرار جميع المنتخبات العراقية التي تعاني في تنقلها الخارجي التزاماً بالمشاركة في المسابقات الآسيوية من جهة وعرفاناً لمنح الأخير صوته له في انتخابات العام الماضي من جهة أخرى.
لن نجافي الحقيقة إذا ما قلنا إن ميول سلمان تجاه اتحادات شرق آسيا وآسيان البالغ عددها 22 اتحاداً باتت واضحة للعيان من خلال متابعته الدقيقة لظروفها وزياراته لدولها وإقامة احتفالات الاتحاد الآسيوي في عواصمها وآخرها قراره بتنظيم احتفالية الذكرى 60 لتأسيسه في الفلبين تشرين الثاني المقبل وإسناد لجنة الإصلاح الإداري في الاتحاد لخمسة أعضاء ليس بينهم سوى عربي واحد من دولة الكويت أما الأربعة الآخرون من دول ( إيران والفلبين وكوريا الجنوبية واندونيسيا) وغيرها من دلالات التقارب ولا نقول المجاملة لتلك الاتحادات التي يغمز سلمان في قناة استمالة أصواتها في يوم المصير بعدما أسهمت معركته الانتخابية نيسان 2013 في تكريس انطباع مخيف لديه أن أصوات العرب عُرضة للانقلاب على الحسب والنسب !
إن خارطة الرئيس لم تكن عادلة مع غرب آسيا طوال مدة ولايته التكميلية، ولا نريد أن نقلّب مواجع المناكفة الأخيرة مع نائب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم عن قارة آسيا رئيس اتحاد غرب آسيا علي بن الحسين فهي مؤشر خطير لحرب باردة غير مأمونة وإن حاول البعض ( تطييب الخواطر) فالأشهر المقبلة حُبلى بمواجع أشد ما لم تقف اتحادات غرب آسيا تحت مظلة قرار واحد لمواجهة سلمان وحثه على اتخاذ تدابير منصفة للاتحادات العربية ومنها الاتحاد العراقي كجزء فاعل على الخارطة الآسيوية، فالإهمال العمد لدور الاتحاد الآسيوي تجاه الكرة العراقية لم يعد يحتمل السكوت من ناحية فقر دعمه للمدربين والحكام وقاعدة الموهوبين والبُنى التحتية واللجان الستراتيجية للارتقاء باللعبة في بلد يعاني ظروفاً خاصة لم تمنع شبابه من تشريف الكرة الآسيوية ليكونوا يوما ما طرفاً في نهائي بطولة الأمم عام 2007 ويرفعوا كأسها في أوج اشتعال الحرب الطائفية ولم تزل كرتهم المحلية تواصل الدوران وسط دوي المفخخات وتناثر الدماء وعدم صفاء البال الذي يعد من أهم عوامل التفوق للاعب كرة القدم.
نترقب استجابة سريعة من رئيس الاتحاد الآسيوي سلمان بن إبراهيم لزيارة بغداد والوقوف بجدية على أهم المشكلات الإدارية والفنية التي تعانيها اللعبة واتحادها الوطني لاسيما في أزمة الانتخابات المضطربة وما ألقت بظلالها على مجلس الإدارة المنحل نفسه من انقسام وتبادل اتهامات ومحاولة البحث عن مساعدة خارجية لإنقاذ المصالح من الضياع ، وهي فرصة مهمة لسلمان ليشيع الأمان في سلوكه وتصرفاته من دون شكوك ويعبّر عن تضامنه الإنساني والرياضي في العاصمة بغداد..الأعرق تاريخاً وحضارة.
حرب سلمان بلا أمان
نشر في: 3 مايو, 2014: 09:01 م










