نعم أيها العراقي الطيب انها باطلة وفقا للمادة (5) من الدستور التي تنص على ان " السيادة للقانون، والشعب مصدر السلطات وشرعيتها، يمارسها بالاقتراع السري العام المباشر وعبر مؤسساته الدستورية". لم يكن الاقتراع سريا وهاكم الدليل:
بعد الانتخابات مباشرة كتبت في عمودي "شكرا للمفوضية" أنه "يوم انتخابات الخارج قامت المفوضية بتسجيل اسمي في دفتر ووضع رقم تسلل مقابله. وسجلت هذا الرقم على ظرف وضعت فيه ورقة الاقتراع التي صوت بها. وهذا يعني انه لو ارادت الحكومة مثلا معرفة لمن صوّتُ انا او غيري فسيكتشفونه وان سرية تصويت الناخبين في الخارج منتهكة تماما".
حين نشرته على صفحتي في فيسبوك رد علي القارئ وليد خالد، ورده ما زال موجودا على صفحتي، انه "ليس ناخبو الخارج فحسب يا دكتور، إنما من صوت في الداخل ضبّطولة شغلة اكثر تقنية. فبعد ان ابصم في الجهاز فان بصمتي خزنت مع معلوماتي في بطاقتي اﻻنتخابية ولحد اﻻن ﻻ يوجد غبار على العملية ولكن بعدها قام الموظف بسحب ورقتي التي سانتخب بها وفيها بار نمبر حاسبة يضعوه على الحاسبة لتسجل رقمها وتخزن مع معلومات البطاقة. حينما حاججت الموظفين استغربوا والظاهر انهم فوجئوا".
ماذا يعني الـ "بار نمبر"؟ هو "رمز شريطي، أو (بالإنجليزية: barcodeوتنطق باركود) وهو تمثيل ضوئي لبيانات قابلة للقراءة من قبل الحاسبات".
لنسأل كيف تم إعداد البطاقة الانتخابية؟ منحت البطاقة الانتخابية لكل مواطن بعد ان ملأ استمارة فيها ما يثبت عمره وجنسه وعنوانه ثم أفرغت كلها في "شريحة" الكترونية تم ربطها بجهاز خاص "سيرفر" سيكشفها من خلال مسح الشريحة ضوئيا. من يمتلك حق الدخول على السيرفر الرئيسي يستطيع قراءة كل ما يخصك أيها المواطن. ما كان ينقصهم شيء لمعرفته سوى من هي القائمة التي ستنتخبها او الشخص الذي ستنتخبه. وهذا الفراغ تم ملؤه في محطات الانتخابات لتكمل السبحة. أين اذن هو "الاقتراع السري" الذي نادى به الدستور؟
كلنا او اغلبنا سخر من مهزلة محمود الحسن الذي كان يحاكم صدام بالأمس لأنه لعب بمقدرات الناس ليظهر وهو يرشي الناس بالصوت والصورة. لو كان لدينا حاكم او مجلس نواب اخو اخيته فيجب ان يظهره اليوم في القفص ذاته الذي حاكم به صدام لانه اتعس منه. المهم اننا سخرنا وقلنا كيف يمكن له كشف من انتخب "سيده" ام لا؟ الحقيقة المرة نعم انه يستطيع الآن وبكل سهولة. لا يحتاج الحاكم غير برنامج بسيط ورخيص جدا مع حاسبة يربط بها "قارئ بار كود" او حتى عن طريق ادخال الرمز الشريطي يدويا ليعرف من انتخبه من عدمه وأين يسكن وفي أي محطة انتخب.
وعزائي لك أيها المواطن الذي استفرد بك الطائفيون وانتهكوا حتى خصوصياتك باسم الطائفة. غدا حين تقدم لوظيفة او تريد الالتحاق بالجيش فأول ما يفعلونه لتزكيتك هو اكتشاف ولائك لانهم من شدة ظلمهم وغبائهم معا يعتبرون التصويت ولاء.
وان مر بك حيف واردت ان تشتكي عند رأس السلطة، مثلا، فتوقع أن تمر مظلوميتك أولا على "الأستاذ" ابن "دولته" ليهمش بسهوله، شفويا او خطيا، بواحدة من اثنتين: أما حيل وياه لأنه لم ينتخب "الوالد"، أو ديروا بالكم عليه هذا من جماعتنه. عاتبوني ان لم تظهر بعد حين طبقة جديدة في العراق اسمها "أصدقاء الحجي" أو "أصدقاء السيد" خلفا لطبقة "أصدقاء الريّس" سيئة الذكر!
أكرر لو أني اعلم ان محكمتنا الاتحادية تحرص على الدستور لناشدتها ان تأمر بإعادة الانتخابات لأن إجراءاتها قد انتهكته.
الانتخابات باطلة دستوريا .. فوا عزائي
[post-views]
نشر في: 4 مايو, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 2
عراقي
أخواتي وإخواني العراقيين، وأخص منهم المشككين بالعملية الانتخابية رغم معارضتي وعدم رضايَ على النتائج المتوقعة ، وعدم افتخاري بمستوى الوعي السياسي للشعب لأسباب احتفظ بها لنفسي هنا الا اني افخر والجدير بالجميع الفخر بمستوى الحرفية والشفافية التي جرت بها الع
حارث السعد
الأمم المتحدة وفرق المرافبين الدوليين والكيانات السياسية قالت عكس ذلك !