TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > أين الادعاء العام؟

أين الادعاء العام؟

نشر في: 5 مايو, 2014: 09:01 م

إذاً فقد ثبت الجُرم على مرتكبه، وتوفر الدليل القاطع الذي استندت اليه المفوضية العليا للانتخابات في قرارها بتغريم المرتكب مبلغ 50 مليون دينار (يزيد قليلاً عن 40 الف دولار)، بعدما ضبطت المرتكب بالجرم المشهود عبر شريط الفيديو الذي تداولته الخاصة والعامة.
عن قضية النائب – القاضي محمود الحسن (دولة القانون) أكتب هذه المرة أيضاً. ومبرر العودة إلى الكتابة في هذا الموضوع أن قرار المفوضية لم يتناسب في عقوبته مع طبيعة الجرم المرتكب.. في مرات سابقة فرضت المفوضية غرامات بمثل هذا المبلغ على مترشحين في الانتخابات البرلمانية الأخيرة خرقوا نظام الحملات الانتخابية بانتقادهم، أو لنقل تطاولهم على، مترشحين آخرين بينهم رئيس مجلس الوزراء زعيم ائتلاف دولة القانون، أو توجيههم انتقادات، او لنقل تجاوزات كلامية، في حق مفوضية الانتخابات نفسها.
لكن، جرم النائب – القاضي محمود الحسن ليس كمثل جرم أولئك المترشحين... أولئك انتقدوا أو تطاولوا كلامياً، أما الحسن فانه ارتكب جرماً يندرج في خانة جنايات الفساد المالي والابتزاز.. النائب المترشح محمود الحسن، وهو قاض سابق، سعى لشراء أصوات الناخبين لصالحه ولصالح رئيس ائتلافه، رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي، مقابل قطع أراض وعد بتوزيعها على الناخبين المصوتين.. بل انه مضى الى أبعد من ذلك - بحسب شريط الفيديو الذي استندت اليه مفوضية الانتخابات بفرض الغرامة على الحسن – بتهديد الناس وابتزازهم. هذا جرم يُفترض أن يكون مخلاً بالشرف، ويُفترض أيضاً أن يُحال مرتكبه الى القضاء لينال جزاءه العادل.
ليس عقاباً رادعاً فرض غرامة مالية على مترشح يمارس الفساد والابتزاز، كما لو انه ارتكب خرقا عادياً لنظام الحملات الانتخابية.
أفترض ان هيئة الادعاء العام معنية بإحقاق الحق العام وتحقيق العدالة.. لا أدري كيف تبرر هذه الهيئة لنفسها اتخاذ موقف المتفرج حيال جرائم وجنايات تطال الحق العام فلا تسعى لتحقيق العدالة في خصوصها! .. منذ أشهر عاد الى البلاد وترشح في الانتخابات شخص من المفترض أن يكون مشمولاً بأحكام قانون مكافحة الارهاب، هو مشعان الجبوري، ولم يتحرك الدم في عروق هيئة الادعاء العام لتقاضي هذا المحرّض علناً على ارتكاب أعمال الارهاب في البلاد. الجبوري قيل انه حضر أمام المحكمة وبرأ نفسه من التهم التي حُكم بها، ولم تكن بينها تهمة تتعلق بالتحريض على الطائفية والارهاب، فهذه جريمة ارتكبها خارج البلاد بعد صدور الاحكام القضائية في حقه في قضايا أخرى. والان فان النائب المترشح القاضي يمارس عملاً من أعمال الفساد المالي والابتزاز فلا تتحرك هيئة الادعاء العام لتقاضيه! كيف ولماذا؟ ألأنه من ائتلاف رئيس الوزراء؟
هل لنا أن نعرف لماذا كانت هيئة الادعاء العام؟ وما هو دورها؟ وماهي مهمتها وواجباتها اذا لم تكن ملاحقة مرتكبي الجرائم في حق المجتمع وتقديمهم الى القضاء؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 8

  1. كاطع جواد

    انها بوادر الدكتاورية يا أستاذنا الفاضل و ما خفي كان اعظم و قادم ألايام ستكشف ما هو اسؤ ..تحياتي أيها القلم الجرئ

  2. محمد صبيح البلادي

    1- قانون التقاعد 9 غير دستوري يتجاوز الحقوق المكتسبة والقياس وغير موحد الاحكام http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?t=0 aid=413305

  3. حيدر الساعدي

    الحمد لله اننا نستطيع ان نعبر عن راينا من خلال الانترنيت لانه باعتقادي سوف ياتي الزمان الذي لو فكر الانسان بمجرد انتقاد القائد الضروره مسيلمه الكذاب اذا كان عذرا للقول شيعيا فهو عميل للسعوديه وقطر وقد باع نفسه للنواصب واذا كان سنيا فببساطه داعشي اربع ارها

  4. ابو اثير

    استاذنا الفاضل .. هذا غيض من فيض مما أرتكب قبل ألنتخابات وأثناء ألأنتخابات في مراكز التصويت وما بعد ألأنتخابات وكل الدلائل تشير الى التلاعب والتزوير والمماحكات في تزوير نتائج ألأنتخابات والتأثير على نتائجها النهائية وكل هذا يجري تحت مرأى وسمع المفوضية الع

  5. محسن حسين

    لقد حكم على الادعاء العام بالموت بعد إحالة السيد غضنفر حمود الجاسم على التقاعد فلو كان الان موجود في الساحة القضائية وماشهده وسمعه من خروقات وتجاوزات على القانون لسارع بتحريك الشكوى الجزائية وهذا ماشهدناه سابقا بإجراءته القانونية في مختلف المجالات ولكن لل

  6. د. محمد معارج

    سلمت اخي العزيز على هذا العمود الرائع الذي يفضح ما هو فاسد . لكني اود ان اقول ان هؤلاء لا حس لهم ولا يخجلون من شيء بل والادهى من ذلك فانهم اتبعوا طريقة يعملون فيها ما يشاؤون ويغفلوا كل نقد وفضيحة صحفية (انها طريقة التغليسه ) كما يقال وهي طريقة لا اخلا

  7. ابو سجاد

    لو كان هناك شرفا للقضاء العراقي لحوكم محمودالحسن ورئيس ااتلافه بنفس القفص الذي حوكم به الطاغية المقبور للنظام السابق فماذا تبقى للقضاء العراقي الذي اصبح مثالا لااسوء قضاء في العالم ولكن المصيبة الاكبر كيف ارتضت الملايين ان تصوت لهكذا فاسدين وان يجعلوهم ام

  8. يحيى الكبيسي

    عزيزي الأستاذ عدنان، الامر لا يحتاج إلى مدعي عام. فقانون الانتخابات نفسه، وفي المادة 32/ ثانيا منه المعنون بالجرائم الانتخابية يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنة كل من (أعطى أو عرض أو وعد بان يعطي ناخبا فائدة لنفسه أو لغيره ليحمله على التصويت على وجه معين أو

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram