بعث لي أحدهم ببوست نشره كاتب عراقي، لا أخفى احترامي الشخصي له، على فيس بوك انه قال "خصم الحجي إذا كانت أخبار فوز المالكي بمليون صوت في بغداد صحيحة فعلى المثقفين أن يعترفوا أنهم أكبر الخاسرين في هذه الجولة"! مقدما لا أخالفه الرأي واعترف إنها خسارة للوطن وليس للمثقفين وحسب، لكني أتساءل: هل ان كاتبنا في قوله هذا حزين أم شامت؟ فان كان حزينا فإني أواسيه من كل قلبي وأقول له لا تحزن فلقد تمكن الإسلام السياسي من الانتصار على مثقفي ايران وتركيا ومصر، ولو الى حين، قبل ان ينتصر علينا بالعراق.
صاحبنا الكاتب العراقي نسي ان التصويت الشعبي، في أي زمان او مكان، ماهو الا طريقة لاختيار الحاكم وليست طريقة للفصل بين الصواب والخطأ. والدليل ان سقراط الذي اخترع أداة الفصل بين الصواب والخطأ، وهي المنطق، اعدم بالسم بعد ان صوت قضاء أثينا، التي قدمت الديمقراطية للعالم، على اعدامه.
وما دمت قد مررتُ على ابي المنطق، فإني، وبعد ان قرأت بوست صاحبنا للنهاية، أيقنت ان منطقه الشماتة وليس الحزن. قالها بصراحة " أنهم (يقصد المثقفين) لا يعرفون نبض الشارع ويثردون بصف اللكَن صار لهم ثماني سنوات.. لا تبرير يعزّيهم". شكرا له على هذه الشتيمة لكنها اعتراف جميل منه باننا لم نثرد في "اللكَن" واني اعترف باني كذلك. ادعوه ان يمر على سوق الصفافير ليجد ان هناك انواعا كثيرة من " اللكَنات". وللطائفية "لكَنها" الذي اتشرف اني لم اثرد به. كلام الرجل لا يخلو من "الحسجة"، التي لا اعلق على تمكنه منها او عدمه، لكني ساجرب "حسجتي" المتواضعة في توضيح رأيي للناس، فأقول:
لا شيء اقدر من الطائفية على قلب الحقائق وجعل الأسود ابيض او العكس. انها قادرة على قلب العقول فهل يصعب عليها ان تقلب "لكَن"؟ الحدس الشعبي التفت الى ذلك وخرج بالقول او المثل الشائع " حجي لكَن .. جعب ابريج". وما ادراك ما "حجي لكَن"؟
لنفترض ان قوما جاءوا حاملين "لكَنا" بأيديهم هاتفين: أيها الناس ان 1 + 1=3. وواجهتهم جماعة، وان كانت اقل منهم عددا وعدة وبدون "لگن"، وصاحت: كلا ان 1+1=2. انتهى الرأي الى الاستفتاء او التصويت واذا بأصحاب الصيحة الأولى يكتسحون أصحاب الصيحة الثانية بملايين الأصوات. فهل يجب علي وانا من أصحاب الثانية ان أقول بانه نعم 1 +1 =3؟
كلا والله سأظل أثرد خارج "لكَنهم" حتى آخر دقيقة في حياتي. واني لأفضل مرارة الثرد خارجه حتى وان كانت سما زعافا وشمت بي اهل السماء والأرض.
يا صاحبنا، الذي لم تبين لنا معنى المثقف عندك كي افهمك جيدا، أقول لك ان المثقف برأيي من يكون اعزلا الا من سلاح التفكير الحر. والتفكير الحر، في أبسط معانيه، هو ان تقف بوجه ظلام يجمع العالم على انه نور. شرف له ان يغرد خارج سرب الطائفية الذي اسميته حسب قولك "لكَنا".
للكلام بقية.
جميع التعليقات 1
حارث السعد
أستاذي العزيز.... لنا أقارب غادروا العراق في السبعينيات وعادوا بعد 2003 وعلى كولتك مثقفين لا يختلف فكرهم وما يدور في أذهانهم عنك كثيراً . العراق الان مختلف وما تسوقة قنوات الاعلام المتلفزة والمقرؤة ليس كلة صحيح ، جل احترامي لك ،ولكن يوجد وعي عند الناس ول