تمثل الصحافة الرياضية ركناً مهماً من أركان صناعة البطل الأولمبي لما تسلطه من أضواء النقد التحليلي والتحقيق لظواهر رياضية مختلفة مستندة إلى شهادات حية لرموز ومتخصصين ورواد ونجوم حتى أصبحت صاحبة الجلالة (الرياضية ) أكثر تأثيراً في سياستها وثوابت مبادئه
تمثل الصحافة الرياضية ركناً مهماً من أركان صناعة البطل الأولمبي لما تسلطه من أضواء النقد التحليلي والتحقيق لظواهر رياضية مختلفة مستندة إلى شهادات حية لرموز ومتخصصين ورواد ونجوم حتى أصبحت صاحبة الجلالة (الرياضية ) أكثر تأثيراً في سياستها وثوابت مبادئها ضمن محيط العمل بفضل نخبة كبيرة من العاملين في كنفها الذين شهدوا سلسلة طويلة من المتغيرات الفنية شكلاً ومضموناً لعشرات المطبوعات كل حسب ظروف البلد عبر العهود الماضي بدءاً من عام 1869 حتى يومنا هذا. وللحفاظ على تاريخ الصحافة الرياضية في العراق وتماشياً مع نهج (المدى) في إعادة كتابة التاريخ الرياضي نقدم اليوم الحلقة (10) من سلسلة الدراسة التاريخية للتطور التاريخي للصحافة الرياضية في العراق.
متابعة الوصي
تسنم الوصي عبد الإله زمام الحكم (الملكي) في العراق على إثـر وفاة الملك غازي ابن الملك فيصل الأول يوم 3 نيسان عام 1939 حيث لم يبلغ الملك فيصل الثاني السن القانونية لتسنم الحكم آنذاك.
ويبدو إن الصحافة الرياضية والأندية المعتمدة في عهد الوصي عبد الإله قد تطورت كثيراً عمّا كانت عليه في الحقبتين الماضيتين من حكم الملك فيصل الأول والملك غازي حيث أظهر الوصي عبد الإله اهتماماً كبيراً بمتابعة السباقات والمباريات وخاصة تلك التي تقام في ملعب الكشافة في العاصمة بغداد إشارة مهمة ويشير كتاب التاريخ المصور لكرة القدم العراقية لإسماعيل محمد وسمير الشكرجي إلى اهتمام الصحافة بمباريات المنتخب العراقي وإن كان لم يعلن عنه رسمياً (كانت باكورة الانتصارات العراقية هي فوز المنتخب العراقي على منتخب الحبانية الانكليزي في مباراة قوية جرت يوم 12 كانون الثاني عام 1940، وأشارت جريدة العراق في عددها المرقم 5777 في 13 كانون الثاني 1940 للمباراة ) وجاء في الوصف الذي أشارت إليه جريدة العراق الآتي :
- أُقيمت بعد ظهر أمس في ساحة الألعاب حفلة لعبة كرة القدم التي نظمها النادي الأولمبي برعاية الدكتور سامي شوكة وزير الشؤون الاجتماعية بين المنتخبين العراقي والحبانية الانكليزي وقد حضرها ما يزيد على أربعة آلاف متفرج اكتظت بهم مدرج الساحة العظيم، وقسِّمت اللعبة على شوطين كالعادة لكل شوط 35 دقيقة فاز الفريق العراقي في الشوط الأول بإصابتين ولم يفز الفريق البريطاني بشيء.. وفي الشوط الثاني فاز الفريق البريطاني بإصابة واحدة وكان الحكم ضابطاً بريطانيا وبذلك خرج الفريق العراقي فائزاً في هذه اللعبة. وكان المشاهدون يتابعون سير اللعب باهتمام وانتباه وتعلو هتافاتهم للفريقين كلما ضرب احدهم ضربة مصيبة وأخذ منهم التحمّس مأخذه حينما خرج العراق ظافراً. وعلا الهتاف والتصفيق حتى سار الفريقان بعد انتهاء اللعب وكانوا يهتفون للفريقين العراقي والبريطاني على السواء وقد بدأت الحفلة في الساعة الثالثة وانتهت نحو الساعة الرابعة والنصف.
رسالة إلى الوصي
ابرز ما جاء في عهد الوصي عبد الإله تلك الرسالة التي أبرقها معتمد النادي الأولمبي خليل كنـَّه عام 1940 إلى الوصي عبد الإله يطلب منه فيها أن يضع كأسا تتبارى عليه الفرق الرياضية آنذاك يحمل اسم كأس الوصي لكرة القدم.
وجاء في الرسالة التي أبرقها معتمد النادي الأولمبي خليل كنه إلى رئيس الديوان الملكي ما يأتي : (أتشرف بأن أرجو فخامتكم لعرض ما يلي على أنظار حضرة الأمير الوصي المعظم .. كان ولا يزال الأمير الوصي المعظم اكبر المشجعين للحركة الرياضية في العراق ولا يترك فرصة تمر من دون أن يُبدي عظيم اهتمامه بها ورغبته في رفع مستواها وكثيرا ما تفضَّل برعاية الألعاب الرياضية مما كان له اكبر الفضل في حماسة اللاعبين وحرصهم على أداء ما يطلب منهم بروح رياضية تبشر بمستقبل زاهر للرياضة في هذا البلد الأمين..إني وباسم النادي الأولمبي وجمهرة الرياضيين في هذه الربوع أرجو أن يتفضل الأمير الوصي المعظم بإهداء كأس المباراة النهائية واني لواثق من ترحيب سموه المعظم لهذه الفكرة وعطفه السامي عليها لما لها من أثر بليغ في تشجيع الرياضة ورفع مستواها وغرس الروح السامية بين الشباب.. كما واني أرجو أن يتفضل سموه برعاية المباراة النهائية وان يتفضل بتقديم الكأس إلى الفرقة الفائزة وتوزيع الميداليات على اللاعبين بيده الكريمة إتماما للفوائد المتوخاة من مثل هذه الحفلات.
وختاماً أرجو أن تتفضل يا صاحب الفخامة بقبول احترامي وولائي.
وجاء في الرد من رئيس الديوان الملكي رشيد علي الكيلاني بالموافقة على الاقتراح :
- حضرة خليل كنة معتمد النادي.. إشارة الى كتابكم المؤرخ في 28 كانون الثاني 1940 يسرني أن أخبركم بأن حضرة الوصي المعظم قد تفضل بالموافقة على رعاية المباراة النهائية التي ستقيمونها في كرة القدم وأمر بإهدائكم كأسا وميدالياتها تشجيعاً لكم ولإخوانكم الرياضيين ، كما أن الأمير سيقوم بتوزيع الميداليات على اللاعبين بيده الكريمة هذا ودمتم موفقين.
ركـن الرياضة
وكانت جريدة الإخاء أول صحيفة سياسية تخصص ركنا للرياضة في صفحاتها عام 1948 ومن ثم صحف الغــد ولواء الاستقلال وصدى الاتحاد والشعب والزمان وأخبار الساعة.. وتميَّز عهد الوصي عبد الإله بكثرة الصحف والمطبوعات المتخصصة في حقل الرياضة مقارنة بفترات الحكم الملكي الأخرى (الملك فيصل الأول والملك غازي وحتى الملك فيصل الثاني) حيث صدرت في عهد الوصي عبد الإله خمسة مطبوعات رياضية سنأتي إلى استعراضها تفصيلا وهي :
مجلة الثقافة الرياضية
صدرت أولى المطبوعات الرياضية في عهد الوصي عبد الإله يوم 10 تشرين الثاني عام 1945 وهي مجلة الثقافة الرياضية التي كانت تصدر مرتين في الشهر بـ(16) صفحة، ومجلة الثقافة الرياضية كانت تعنى بالأخبار الرياضية والثقافية وصاحبها المسؤول إبراهيم خضير المحامي لكنها لم تنتظم الصدور وتوقفت في عام 1948.
مجلة النادي الرياضي الملكي
صدر العدد الأول من مجلة النادي الرياضي الملكي في تشرين الأول عام 1947 بعد أن حصلت على الامتياز في 24 تموز عام 1947 وكانت تصدر عن النادي الأولمبي الملكي وهي مجلة شهرية أدبية رياضية صاحبها ورئيس تحريرها عبيد عبد الله المضايفي الذي ترأس أول تشكيلة للاتحاد العراقي لكرة القدم وهو أيضاً أول رئيس للجنة الأولمبية العراقية يوم تأسيسها عام 1948 ومديرها المسؤول محمد محسن الحردان المحامي وسكرتير التحرير نعمان ماهر الكنعاني وأُلغي امتيازها بعد صدور قانون المطبوعات في 17 كانون الأول عام 1954 وأبرز من كتب فيها صبري الخطاط وعبد الخالق العزاوي ومجيد محمد السامرائي وناظم الطبقجلي.
مجلة الاتحاد الرياضي
صدر العدد الأول من مجلة الاتحاد الرياضي في أيلول من عام 1950 وهي مجلة رياضية ثقافية أدبية تصدر شهرياً عن نادي الاتحاد البصري ورئيس تحريرها سامي الهلالي ومديرها المسؤول عبد العزيز هاشم النقيب، ابرز كُتـّاب مجلة الاتحاد الرياضي سامي الهلالي ومحسن فرج ومحمد باقر الحسني وعبد المجيد لطيف وعبد الرضا البدر ويعقوب حداد وعبد الله لفتة والدكتور احمد خالد البدر.
جريدة الرياضي
صدر العدد الأول من جريدة الرياضي في 18 أيلول عام 1950 وهي جريدة رياضية فنية تربوية تصدر بشكل أسبوعي مديرها المسؤول نجم الدين السهروردي ورئيس التحرير عبد الخالق العزاوي وابرز من كتب فيها صبري الخطاط ونعمان ماهر الكنعاني وفايق ميخائيل وإسماعيل محمد السامرائي وإسماعيل حمودي.
مجلة الشباب
المطبوع الرياضي الأخير الذي صدر في عهد الوصي عبد الإله هو مجلة الشباب التي صدر العدد الأول منها عام 1952 وهي مجلة شهرية صدرت عن نادي الشباب الرياضي ورأس تحريرها ناظم بطرس.