TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > مشمش دبش

مشمش دبش

نشر في: 6 مايو, 2014: 09:01 م

الأشقاء المصريون عندما يقول احدهم بـ "المشمش"  يختزل وجهة نظره في التعبير عن صعوبة تحقيق  المزاعم والادعاءات وخاصة الصادرة من المسؤولين ، ويقابله القول العراقي الشائع" اقبض حسابك من دبش".
المصريون لهم معاناتهم وهمومهم ، بعد ان شهدت  بلادهم أحداث عنف وتفجير مفخخات ، ودولتهم  بقواتها المسلحة تمتلك القدرة على بسط الأمن ، وعلى الرغم من ذلك  يصر الأشقاء على ترديد مفردتهم المفضلة ربما  لحث المؤسسة الأمنية على  تنفيذ واجباتها بكل دقة تزامنا مع بدء  الحملة الدعائية لانتخاب رئيس الجمهورية .
قبل الانتخابات  التشريعية سمع العراقيون تصريحات مسؤولين وقادة  الجيش أشارت الى تنفيذ عملية عسكرية  بعد التصويت العام  لملاحقة الجماعات المسلحة الإرهابية وتطهير الفلوجة والانبار من فلولهم ، ونقل شريط اخبار الفضائيات انباء تفيد بمصرع  عشرات  الإرهابيين ، والقبض على اخرين سواء من العراقيين ام حاملي جنسيات عربية واخرى أفغانية وشيشانية وباكستانية .
شريط اخبار الفضائيات على مدار الساعة ينقل عن قادة عسكريين ومسؤوليين أمنيين تصريحاتهم المتفائلة بان الأوضاع الأمنية في غضون الايام  القليلة ،  ستشهد تحسنا ملحوظا  باعتماد خطط جديدة  وأسلحة ومعدات حديثة ، من شانها ان تعزز القدرات  القتالية للجيش والشرطة ،  ولن  تبقى سوى الرفسة الأخيرة  لثور الإرهاب ،  وبعده سيحل السلام والأمان في ربوع الوطن ، اما على الصعيد السياسي ، وبعد اعلان نتائج الانتخابات ، ويأخذ كل طرف "استحقاقه الجماهيري" سيدخل الفائزون الكبار في مرحلة مفاوضات تشكيل الحكومة ،  يراها  المتفائلون من الساسة  بانها لن تحتاج الى سقف زمني طويل ، وبإمكان حسمها بقبول فكرة الأغلبية السياسية ، اما المتشائمون، فيقدرون لها  سنة كاملة او اكثر لتشكيلها  لوجود خلافات وملفات شائكة معقدة ، خلفت ازمات سياسية ، واضطرابا امنيا  في مدن العراق الغربية والسؤال الاهم المطروح في ظل هذه الظروف وتداعياتها ،  هل من خطوات  جدية لتجاوز الأزمة ؟ او في اقل تقدير هل توجد إمكانية لبلورة  اتفاق موحد  يكون قاعدة  لتحقيق استحقاقات المرحلة المقبلة ؟
المشهد العراقي  صاحب العلامة الفارقة المتمثلة بالاضطراب على المستويات كافة ، يشهد في على الدوام تصريحات لمسؤولين  تؤكد ان تدهور  الملف الامني  يعود الى الخلاف السياسي ،فيفسر المسؤول  الماء بعد الجهد بالماء ، وفي  اغلب الأحيان  يتهم دولا خارجية  بالوقوف وراء دعم وتشجيع المجاميع الارهابية وتلك حقيقة  لا يختلف عليها اثنان ، ويتناسى الاشارة الى سوء ادارة الملف الأمني ، وتشخيص مواطن  الخلل في الجهد الاستخباري ، واستنادا الى  معادلة  بسط الأمن  بإنهاء الخلاف السياسي  ، تبرز حقيقة واحدة يدركها جميع العراقيين،  بان امنهم هو الاستحقاق الاهم ، ومشاركتهم الواسعة  في الانتخابات أعطت رسالة واضحة لجميع السياسيين بان  يضعوا المصلحة الوطنية في صدارة قائمة  الاستحقاقات ، فهل وصلت الرسالة للجميع ، يبدو  انها وصلت الى طرف واحد فدفعت  احد الأعضاء المخضرمين في مجلس النواب الى  التصريح  بان تشكيل الحكومة سيكون خلال ايام قليلة بعد اعلان النتائج " بالمشمش  واقبض حسابك من دبش".  

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. كاطع جواد

    التداعيات الأمنية و منذ اعتصامات أهالي الأنبار أخذت منحى سياسي أمني اي ان المشكلة الأمنية تأتي بعد المشكلة السياسية ، لكن للأسف الشديد تغافلت السلطة عن المشكلة السياسية وذهبت للمشكلة الأمنية و هذا ما عقد الوضع الأمني و دفعه نحو الاسؤ ، لا احد ينكر ان هن

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

 علي حسين نحن بلاد نُحكم بالخطابات والشعارات، وبيانات الانسداد، يصدح المسؤول بصوته ليخفي فشله وعجزه عن إدارة شؤون الناس.. كل مسؤول يختار طبقة صوتية خاصة به، ليخفي معها سنوات من العجز عن مواجهة...
علي حسين

قناطر: شجاعةُ الحسين أم حكمةُ الحسن ؟

طالب عبد العزيز اختفى أنموذجُ الامام الحسن بن علي في السردية الاسلامية المعتدلة طويلاً، وقلّما أُسْتحضرَ أنموذجه المسالم؛ في الخطب الدينية، والمجالس الحسينية، بخاصة، ذات الطبيعة الثورية، ولم تدرس بنودُ الاتفاقية(صُلح الحسن) التي عقدها...
طالب عبد العزيز

العراق.. السلطة تصفي الحق العام في التعليم المدرسي

أحمد حسن المدرسة الحكومية في أي مجتمع تعد أحد أعمدة تكوين المواطنة وإثبات وجود الدولة نفسها، وتتجاوز في أهميتها الجيش ، لأنها الحاضنة التي يتكون فيها الفرد خارج روابط الدم، ويتعلم الانتماء إلى جماعة...
أحمد حسن

فيلسوف يُشَخِّص مصدر الخلل

ابراهيم البليهي نبَّه الفيلسوف البريطاني الشهير إدموند بيرك إلى أنه من السهل ضياع الحقيقة وسيطرة الفكرة المغلوطة بعاملين: العامل الأول إثارة الخوف لجعل الكل يستجيبون للجهالة فرارًا مما جرى التخويف منه واندفاعا في اتجاه...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram