المتعاملون في سوق الكتاب يرون ان كتب المذكرات هي الاكثر رواجا بين القراء ، والاقبال على اقتنائها كبير جدا ، للاطلاع على تفاصيل غامضة، ولاسيما في مذكرات الساسة والمسؤولين السابقين كانوا اصحاب قرار ولهم دور كبير ، في الاحداث، تعد بنظر من عاصرها ، بانها تحتوي على مساحات معتمة بحاجة الى المزيد من تسليط الضوء ،وانتفت الحاجة للتكتم عليها واصبحت من الماضي وجزء من مرحلة سابقة ، ولا خوف من رقيب يمنع كشفها ، خاصة انها تمثل تجربة شخصية يحرص الكاتب على تدوينها.
المعتقلون من مسؤولي النظام السابق ومنهم طارق عزيز، عندما كانوا في مركز احتجازخاضع لاشراف القوات الاميركية ، توفرت لهم فرصة الاستماع الى اذاعة تبث برامجها من واشنطن ، وفي احد الايام اعلن المحامي المكلف بالدفاع عن عزيز في تصريح لتلك الاذاعة، ان موكله بدأ بكتابة مذكراته ، والخبر اثار اهتمام اعلاميين اجانب فحاولوا الحصول على موافقة من الجهة المشرفة على مركز الاحتجاز للقاء صاحب المذكرات ، ويبدو ان بعضهم نجح في مسعاه ، والدليل على ذلك ان وسائل اعلام اجنبية، نشرت انباء تتعلق بالوضع الصحي للمسؤول السابق ، وظروف احتجازه ، مع اشارات الى مذكراته.
بعد انسحاب القوات الاميركية نهاية العام 2011 تسلمت السلطات العراقية المحتجزين ،واعلنت وزارة حقوق الانسان انها وفرت لهم ظروف احتجاز تنسجم مع المعايير الدولية ،في ما يتعلق بالرعاية الصحية ، ومواجهة اسرهم ، فضلا عن تحقيق تواصلهم مع العالم الخارجي ، بمعنى ان المحتجزين يتابعون فضائيات ويستمعون الى اذاعات، وقد يطلعون على صحف محلية تخضع بلا بلاشك الى اختيار الجهات الرسمية ، وليس من المعقول اطلاقا السماح بدخول جميع الصحف ومشاهدة الفضائيات على قاعدة "ما يطلبه المشاهدون" فالبث مركزي ، والأجهزة مبرمجة على التقاط ترددات فضائيات محددة .
منح المحتجزين فرصة التواصل مع العالم الخارجي ، حفز احد الصحفيين العراقيين لاجراء لقاء مع المسؤولين السابقين ومنهم طارق عزيز ، وكان هدفه الحصول على معلومات عن مذكراته ، لكن محاولاته باءت بالفشل لمخالفتها الضوابط والتعليمات ،والحاجة الى موافقات من جهات عليا، فاضطر الى الاستعانة باحد المحامين لطرح الاسئلة، عسى ان يحصل على معلومات تخدمه في كتابة قصته ، وهو على استعداد في حال انجازها لطرحها امام المسؤولين في المواقع العليا للاطلاع عليها قبل نشرها .
الصحفيون الاجانب يتمتعون بتسهيلات تمنحهم حركة اوسع في العراق قبل وبعد انسحاب القوات الاميركية ، وربما حصلوا على هذا الامتياز نتيجة تاثير مؤسساتهم في اصحاب القرار، وفي زمن الغزاة نشرت عشرات القصص الصحفية عن المحتجزين من المسؤولين السابقين ، فاثبت" الغزاة " التزامهم بالشفافية ومبدأ حق الحصول على المعلومات ، وتفوقوا على اصحاب " الروح الوطنية" رافعي شعار التكتم على القضايا المتعلقة بالأمن القومي.
مذكرات طارق عزيز
[post-views]
نشر في: 7 مايو, 2014: 09:01 م