تشكيل الحكومة العراقية الجديدة وحسم امر الموافقة على مرشح الكتلة الاكبر في البرلمان ،يمر عبر طريق التحالف الوطني ، وبجهود المكلف بتسوية الخلافات واقناع الاطراف بالتخلي عن الخطوط الحمر ، وفتح صفحة جديدة تتجاوز اخطاء المرحلة السابقة ، واعطاء كل طرف ما يستحق من المواقع والمناصب ، وقد اعلن "التحالف" حرصه على الاحتفاظ بتماسك وحدته ، وانه بصدد عقد اجتماع في وقت قريب لتحديد آليات اختيار مرشحه لرئاسة الوزراء لضمان نجاح مشروعه.
من توفرت له فرصة متابعة بعض الفضائيات العراقية يلمس بكل وضوح بانها "هندست"خطابها بشكل مختلف ، فحصل تحول جذري يهدف الى توطيد وترسيخ التحالفات بين القوى السياسية الممثلة لمكون اجتماعي محدد ، وتخلت عن خطاب اخر اعتمدته قبل اجراءالانتخابات التشريعية فاعطت رسالة بان ليس كل ما يقال صحيحا ، والمواقف خاضعة لمتغيرات جذرية خدمة لمصالح فئوية وطائفية ، اما احترام ارادة الناخبين ورغبتهم في التغيير وابعاد الوجوه القديمة ، والاستعانة باخرى جديدة لادارة الدولة ، وانقاذ العراقمن ازماته السياسية والامنية فستكون في الحفظ والصون وتطبيقها في اقرب فرصة ممكنة، بعون الله وجهود المخلصين اصحاب نظرية اعتماد الهندسة في السياسية لارساء قواعد متينة لعملية بناء الدولة .
في يوم التصويت العام وجه صحفي سؤالا الى احد الناخبين من كبار السن عن سبب قطعه مسافة طويلة للادلاء بصوته ، فقال الرجل :" عمي نريد حكومة من صدك " والجواب المختصر يكشف عن رغبة ملايين العراقيين في ان تكون حكومتهم الجديدة حريصة جدا على خدمة الشعب بصرف النظر عن تسمياتها ، اغلبية سياسية ، وحدة وطنية ، شراكة ومشاركة وتوافقية ، والعامل المهم في نجاحها ان لاتضم وزراء "منبطحين" ، حصلوا على مناصبهم ، بالتخلي عن شعاراتهم ، ومواقفهم، بمزاعم الحفاظ على حقوق المكونات العراقية وتمثيلها في السلطة التنفيذية .
"نريد حكومة من صدك " مطلب شعبي ينسجم مع الشعارات المرفوعة من جميع القوائم قبل خوض العملية الانتخابية ، والتخلي عنها يعني اعطاء دليل واضح على استعداد اطراف للانبطاح ، ومعروف في المنطقة العربية بان "المواقف الانبطاحية" عادة ما تكون تحت ضغط خارجي ، اما في المشهد العراقي فتكون الضغوط الخارجية والداخلية عاملا مهما في منح "المنبطحين" المواقع والمناصب وليس من المستبعد استحداث وزارة دولة تعني بشؤون المنبطحين ، او مستشارية او مفوضية مستقلة تعنى بشؤون المنبطحين لتتولى مهمة تسويقهم للرأي العام بوصفهم اصحاب مواقف وطنية غير خاضعة للتراجع.
ملامح المرحلة المقبلة بدأت تظهر من خلال تصريحات رؤساء كتل ومرشحين بارزين ،والمراقبون للشان العراقي في الداخل والخارج لايرون في الافق بوادر للتغيير ، وورد في افتتاحيات ومقالات نشرت في صحف عربية واجنبية ان العراق لن يتجاوز ازماته السياسية والامنية.
ياجماعة "كسر بجمع" استعدوا لاستقبال "وزارة المنبطحين" وشعارالعراقي ينتخب والسياسي ينبطح.
وزارة المنبطحين
[post-views]
نشر في: 9 مايو, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 1
ابو سجاد
قبل قليل كان لقاء في البغدادية مع باقر جبر الزبيدي واصر الرجل على اعادتنا الى ماكنا عليه قبل الانتخابات كحكومة وبرلمان فاشلين رفض رفضا قاطعا حكومة الاغلبية السياسية ولابد من تشكيل تحالف وطني شيعي جديد يظم جميع المكونات الشيعية واعلمنا ان السنة قد بداؤا فع