انّ النوع الشعري المتفرد يحمل خصائصه الجمالية في نوعيته المختلفة التي تنتجه المخيلة, فذخيرة النصوص التي تحمل خطابها الشعري في وعي الشاعر ولاوعيه يحتال الشاعر على إخفائها في أثر التجديد وتمريره لها في نقطة الالتقاء بالأجناس الأدبية الأخرى.. إن أولى ال
انّ النوع الشعري المتفرد يحمل خصائصه الجمالية في نوعيته المختلفة التي تنتجه المخيلة, فذخيرة النصوص التي تحمل خطابها الشعري في وعي الشاعر ولاوعيه يحتال الشاعر على إخفائها في أثر التجديد وتمريره لها في نقطة الالتقاء بالأجناس الأدبية الأخرى.. إن أولى الأشكال التي اتخذت لها ((قصيدة النثر تتمحور حول النثر مُنطَلقاً لتحرير الشعر, لكنها تفترق عند نقطة الالتقاء بالشعر, حيث يراها الماغوط في تقابل الصور وتداعيها, فيما يراها الشاعر أنسي الحاج في اللغة المتراكمة وتكثيف العبارة حتى على حساب معناها.))
تتسع فاعلية النوع الشعري في اشتغاله على كلَّ الاجناس الفنية كالسينما والمسرح والموسيقى والتشكيل والعمارة والنحت والأجناس الأدبية كالقصة والرواية ويقترح هذا الاشتغال على بعث النص في تحقق ثورته التجديدية واستبعاد التصاديات اللفظية الهلامية وتداعيات الأنا وبخاصة في النص السردي..
إن حمولة النوع الشعري تقع على مستويات البنى الدلالية والأبنية النسيجية التي تعمل على دفع المتن الى تعدد مظاهره وتحويل توالداته الصورية الذهنية الى البصرية, والبحث عن إيقاعات الجمال في ترادف الشكل التعبيري, بعيداً عن تراكم الصفات التي تنبثق من بؤرة النص في أُحادية والمعنى والدلالة.. لقد انعكست مظاهر التجديد في النوع الشعري في المتشظي المتتالي وخلاصة الحركة التعاقبية للفعل الشعري وتداعي البؤر الشعرية الى مديات بؤرية تحيل استثمارات النص من مرجعيات نصية, يكشف من خلالها الشاعر خريطة نصه الجوانّية في محتوياته من الصور والأخيلة والرؤى والأفكار والمداخل والنهايات والاستعانات النصية وغيرها...
تتمظهر جماليات النوع الشعري في ارتفاع النص وامتياحه من موارد الحياة والصور الواقعية والغرائبية في مناطقها الجمالية العالية التوتر, ويتعيّن على الشاعر الحفر في المجهول لتأشير وتبئير مباهج النص ونسوغها في تظافر شروط المكان والزمان والتجانس والثقافة والتأثر والتأثير وعنفوان الصور وتوهجات الصوفية ومنظومة الاستعارات وإشعاع العلامة والتأمل الاستبطاني وتداعي الحروف الذي يشكل موسيقى ذات مناقبية سمفونية من اللغة والتشكيل البصري الذي يحيل الحلم الى واقع (الشاعر طفل حالم) رؤيته تعاند قناعات الناس والزمان والمكان, رؤية طفل, أخيلته يستنبطها من مهاد الطفولة, والتراسل حالة فنية تمثل برم الرؤية بالواقع لصناعة توقع أثيث يحيل عذابات الرؤية الحسية الى مباهج ذهنية صوفية تعلو مشاغل الاخرين.. إنّ النوع الشعري يطمح في تحقيق فتوحاته الدلالية الخارقة دائماً عبر مراحل متعددة تمرّ بها العملية الشعرية.