TOP

جريدة المدى > عام > وجهة نظر..تنافذ الفنون في النص الشعري

وجهة نظر..تنافذ الفنون في النص الشعري

نشر في: 12 مايو, 2014: 09:01 م

انّ النوع الشعري المتفرد يحمل خصائصه الجمالية في نوعيته المختلفة التي تنتجه المخيلة, فذخيرة النصوص التي تحمل خطابها الشعري في وعي الشاعر ولاوعيه يحتال الشاعر على إخفائها في أثر التجديد وتمريره لها في نقطة الالتقاء بالأجناس الأدبية الأخرى.. إن أولى ال

انّ النوع الشعري المتفرد يحمل خصائصه الجمالية في نوعيته المختلفة التي تنتجه المخيلة, فذخيرة النصوص التي تحمل خطابها الشعري في وعي الشاعر ولاوعيه يحتال الشاعر على إخفائها في أثر التجديد وتمريره لها في نقطة الالتقاء بالأجناس الأدبية الأخرى.. إن أولى الأشكال التي اتخذت لها ((قصيدة النثر تتمحور حول النثر مُنطَلقاً لتحرير الشعر, لكنها تفترق عند نقطة الالتقاء بالشعر, حيث يراها الماغوط في تقابل الصور وتداعيها, فيما يراها الشاعر أنسي الحاج في اللغة المتراكمة وتكثيف العبارة حتى على حساب معناها.))
    تتسع فاعلية النوع الشعري في اشتغاله على كلَّ الاجناس الفنية كالسينما والمسرح والموسيقى والتشكيل والعمارة والنحت والأجناس الأدبية كالقصة والرواية ويقترح هذا الاشتغال على بعث النص في تحقق ثورته التجديدية واستبعاد التصاديات اللفظية الهلامية وتداعيات الأنا وبخاصة في النص السردي..
    إن حمولة النوع الشعري تقع على مستويات البنى الدلالية والأبنية النسيجية التي تعمل على دفع المتن الى تعدد مظاهره وتحويل توالداته الصورية الذهنية الى البصرية, والبحث عن إيقاعات الجمال في ترادف الشكل التعبيري, بعيداً عن تراكم الصفات التي تنبثق من بؤرة النص في أُحادية والمعنى والدلالة.. لقد انعكست مظاهر التجديد في النوع الشعري في المتشظي المتتالي وخلاصة الحركة التعاقبية للفعل الشعري وتداعي البؤر الشعرية الى مديات بؤرية تحيل استثمارات النص من مرجعيات نصية, يكشف من خلالها الشاعر خريطة نصه الجوانّية في محتوياته من الصور والأخيلة والرؤى والأفكار والمداخل والنهايات والاستعانات النصية وغيرها...
    تتمظهر جماليات النوع الشعري في ارتفاع النص وامتياحه من موارد الحياة والصور الواقعية والغرائبية في مناطقها الجمالية العالية التوتر,  ويتعيّن على الشاعر الحفر في المجهول لتأشير وتبئير مباهج النص ونسوغها في تظافر شروط المكان والزمان والتجانس والثقافة والتأثر والتأثير وعنفوان الصور وتوهجات الصوفية ومنظومة الاستعارات وإشعاع العلامة والتأمل الاستبطاني وتداعي الحروف الذي يشكل موسيقى ذات مناقبية سمفونية من اللغة والتشكيل البصري الذي يحيل الحلم الى واقع (الشاعر طفل حالم) رؤيته تعاند قناعات الناس والزمان والمكان, رؤية طفل, أخيلته يستنبطها من مهاد الطفولة, والتراسل حالة فنية تمثل برم الرؤية بالواقع لصناعة توقع أثيث يحيل عذابات الرؤية الحسية الى  مباهج ذهنية صوفية تعلو مشاغل الاخرين.. إنّ النوع الشعري يطمح في تحقيق فتوحاته الدلالية الخارقة دائماً عبر مراحل متعددة تمرّ بها العملية الشعرية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

هاتف الجنابي: لا أميل إلى النصوص الطلسمية والمنمقة المصطنعة الفارغة

كوجيتو مساءلة الطغاة

علم القصة: الذكاء السردي

موسيقى الاحد: 14 رسالة عن الموسيقى العربية

تصورات مغلوطة في علم السرد غير الطبيعي

مقالات ذات صلة

السماء ليست حدودًا: قصة هوارد هيوز وجان هارلو
عام

السماء ليست حدودًا: قصة هوارد هيوز وجان هارلو

علي بدرفي مدينة تتلألأ أنوارها كما لو أنها ترفض النوم، وفي زمن حيث كانت النجومية فيها تعني الخلود، ولدت واحدة من أغرب وأعنف قصص الحب التي عرفتها هوليوود. هناك، في المكاتب الفاخرة واستوديوهات السينما...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram