صدرت عن دار المدى للنشر طبعة جديدة من رواية الأديب الفرنسي اندري جيد (الباب الضيق).والرواية ليست في واقع الأمر قصة حب بسيطة تتحدث عن رجل وامرأة يتحابان، جيروم وإليزا ، لكنها تحملنا الى الملكوت الأعلى، ففي بداية القصة يستمع جيروم في الكنيسة الى الأب ي
صدرت عن دار المدى للنشر طبعة جديدة من رواية الأديب الفرنسي اندري جيد (الباب الضيق).
والرواية ليست في واقع الأمر قصة حب بسيطة تتحدث عن رجل وامرأة يتحابان، جيروم وإليزا ، لكنها تحملنا الى الملكوت الأعلى، ففي بداية القصة يستمع جيروم في الكنيسة الى الأب يقرأ: الباب والسبيل اللذين يؤديان الى الحياة ضيقان وقليلون هم الذين يعثرون عليهما.. كانت هذه الكلمات بمثابة الحافز لجيروم كي ينهج في حياته سلوكاً معيناً.. أما إليزا فإيمانها لا يُحد ولا يُقدر وهو املها الذي تعيش عليه حتى نهاية حياتها وهي في ابتهالاتها اقرب الى الصوفية، تبتهل للخالق ان ينقذها من حب جيروم لتتفرغ لحبه وحده وفي النهاية للقائه إذ كل واحد سوف يلاقيه على انفراد.. تجسد الرواية مأساة الإنسان على الأرض قبل لقائه بخالقه ، هذا اللقاء الذي يمثل خلاصاً ليس بعده خلاص. إنها رواية ظاهرة تستحق الاهتمام بعيداً عن جميع الاعتبارات الخاصة للناقد والدارس وللعمل الفني والأدبي لأنها تعكس قضية مصيرية.. ومن ناحية أخرى أثارت اهتمام الكتاب انفسهم بوصفهم المعبرين عن قضايا الملايين متدينين كانوا أو غير متدينين.
ولد أندريه جيد في 22 تشرين الثاني عام 1869 لإحدى الأسر الأرستقراطية الفرنسية، تلقى تربية قاسية ومتزمتة، كان معتل الصحة منذ صغره ويشعر انه مختلف عن الآخرين فعاش طفولة مشوشة ولم تكن دراسته منتظمة، رحل والده وهو في سن الحادية عشرة الأمر الذى ترك أعمق الأثر في نفسه خلال سنوات الطفولة والمراهقة.. فازت رواية (الباب الضيق) بجائزة نوبل في الأدب عام 1947 . وأنشأ جيد المجلة الفرنسية الجديدة التي لعبت دوراً هاماً في توجيه الأدب الفرنسي خلال ما يزيد على ثلاثة عقود. أصدر العديد من الروايات التي حملت في ثناياها الكثير من أحداث حياته الخاصة، كما في روايات: المستهتر عام 1902، الباب الضيق عام 1909 ، سيمفونيتان عام 1919 ، أشعار في الكونغو عام 1927 ، والعودة من تشاد عام 1928. منح جائزة نوبل عام 1947 وتوفي في 19 شباط عام 1951.