TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > زفة مرشح ( 2-2)

زفة مرشح ( 2-2)

نشر في: 13 مايو, 2014: 09:01 م

الكثير من أعضاء مجلس النواب الحالي وبينهم قياديون في أحزاب وقوى وتيارات مشاركة في الحكومة لم يسعفهم الحظ " الأغبر "في الاحتفاظ بمقاعدهم ، وبإعلان النتائج رسميا لن تصل أقدامهم الى عتبة باب البرلمان الجديد ، شخصيات من فئة "القامات الكبيرة " صاحبة الحضور في المشهد السياسي على مدى ثماني سنوات عمر الدورتين التشريعيتين السابقتين ، ستنشغل بتلقي التعازي ، وعبارات ترطيب الخواطر" والمهم المشاركة وليس الفوز " من الرفاق والزملاء والأصدقاء، اما على الصعيد الشخصي فستكون بانتظار الفاشل بالتنافس الانتخابي "ملحمة عائلية" تسرد فصولها الزوجة الأولى بتوبيخ شديد اللهجة، موجه الى الرجل لفشله في تجديد ولايته في المجلس النيابي ، على الرغم من ان دعايته وصلت الى دول الجوار ، وام العيال حصلت على نبوءات تبشر بالخير من العرافات المتخصصات بقراءة الغيب مقابل مبالغ مالية قابلة للزيادة في يوم إعلان البشارة.
خيبة المرشح ستجعل زوجته الأولى تحمل أعباء معاناة "الشماتة" من الأقارب والمعارف ،وقد تكون قادرة على تحمل أقاويلهم وتعليقاتهم مع مرور الزمن ، لكنها ستكون عاجزة عن إحباط مخطط ضرتها بالانتقال الى منزل اخر خارج المنطقة الخضراء ، ولم تنفعها مسبحة 101" في حصول الزوج على منصب حكومي كبير، تقديرا لجهوده وخدمته الجهادية السابقة ، وتنتهي "الملحمة العائلية" بمشهد أخير يجسد حالة "صخام الوجه" ، وتحمل مرارة الخسارة .
من حق المرشح صاحب "جادر تأبين عمره البرلماني" ان يرتدي السواد ويعلن الحداد ، ويخاطب العباد من قواعده الشعبية بتوجيه عبارات اللوم والعتب ، لانهم لم يمنحوه أصواتهم، فانتهى به المطاف الى ان يكون حكما في حلبة مصارعة يومية بين الزوجة الأولى وضرتها ، وهذا المصير التعس احبط حلمه الوطني الكبير بخدمة شعبه "من المهد الى اللحد " وفقدانه منزله في المنطقة المحصنة ، فضلا عن امتيازاته ، وما يحصل عليه من عمولات عندما كان يستخدم نفوذه وتأثيره في حصول الشركات على عقود تنفيذ مشاريع استثمارية ، مقابل مبالغ مالية ضخمة بالعملة الصعبة ترسل الى حسابه في احد بنوك دول الجوار ، وبلا شك فان فاقد هذا المجد سيكون مرشحا لاستقبال أزمات وانتكاسات نفسية وصحية ، قد تدفعه للسفر الى الخارج للراحة والاستجمام ، وسيواجه مشكلة اختيار الزوجة الأولى ام الثانية لمرافقته في رحلته ، ولاسيما انه لا يمتلك القدرة على اتخاذ القرار المناسب لحسم "معركة ام المصايب" ووقف الحرب الدائرة بين زوجتيه .
يحتاج "المرشح المنكوب" الى تعاطف وسائل الإعلام مع محنته ، ينسجم مع قواعد اللعبة الديمقراطية، فهو يعتقد بان نشر عدد ما حصده من أصوات لا تتجاوز العشرات يعد من وجهة نظره محاولة تشهير واستهانة بجهوده طيلة السنوات الماضية ، عندما كان يطل عبر شاشة فضائية حزبه ليلقي على المشاهدين دروسا في الديمقراطية وأساليب إخماد نيران "معركة ام المصايب " وتوطيد السلم بين الحبايب .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram