TOP

جريدة المدى > تشكيل وعمارة > نوري الراوي: من الفن بدأ.. وإلى الفن المنتهى

نوري الراوي: من الفن بدأ.. وإلى الفن المنتهى

نشر في: 14 مايو, 2014: 09:01 م

• كنت أتوقع، وأنا التقي الفنان نوري الراوي (1925- 2014) أن نتحدث عن مشكلات الفن. إلا أنه راح يتحدث بهمّ صادق عن علاقة العمل الوظيفي بالفن، فهناك – كما يرى – ما لا يحصى من السلبيات التي تقف عقبة أمام المبدع أو الإبداع بشكل عام. هذه (

• كنت أتوقع، وأنا التقي الفنان نوري الراوي (1925- 2014) أن نتحدث عن مشكلات الفن. إلا أنه راح يتحدث بهمّ صادق عن علاقة العمل الوظيفي بالفن، فهناك – كما يرى – ما لا يحصى من السلبيات التي تقف عقبة أمام المبدع أو الإبداع بشكل عام.
هذه ((الحالة)) يعتبرها البعض نوعاً من ((الشكوى الدائمة)) يطلقها الفنان الراوي.. بينما يراها هو ((حالة واقعة)).
• لو تحدثني عن أسباب ارتباطاتك بالفن.. أو كيف انجذبت إليه؟
- بقوة لا أعرف سرها. الحقيقة أنني انجذبت إلى الفن منذ الصغر. وقد كنت أجلس ساعات طوال أتأمل الطبيعة من موقع على صخرة تطل على وديان وجزر مدينة عنة.
• وهل لبيئة مدينتك أثر معين عليك؟
- نعم، هي علمتني تأمل الطبيعة، انها البذور الأولى التي منحتني قدرات التخيل وعوالم السحر: العالم الأجمل، عالم الصخور على النهر والبساتين والجزر، عالم رحب بلا حدود، وملون بأسرار الخليفة.
• ولهذا السبب رحت تكرر الموضوعات الأولى للقرية؟
- هو ليس تكراراً. هو التجديد بذاته. لا توجد صورة تماثل أخرى، ولكن هناك الإطار الموضوعي لهذه الأعمال.
• هناك حزن عميق يبلور مضامينك الفنية.. أي سر يكمن خلفه؟
- لا أدري. وليس لدي تعليل لذلك. ولكني أحس بأن الحياة، رغم فرحها الأكبر، فهي حزن أكبر!
• وما هو دور فن الرسم هنا؟
- هو الخلاص.
• شخصياً أم على صعيد اجتماعي؟
- أنا لا أفرق بين الحالتين، ما دمت داخل كيان هذا المجتمع. خلاص الروحي هو خلاص مشترك. السعادة بالفن لابد أن تدخل حياتنا العامة. الفن، الشعر، الموسيقى، المعمار الجماليات كلها هي أدوات لتحرير الذوق ومنحه حرية جمالية أعظم في العمق الإنساني. لا يمكن تهذيب الإنسان إلا بالفن، وعلى المؤسسات الفنية أن تعالج هذا الاتجاه وتسهم به بشكل جاد: صقل الوعي والتربية الجمالية..
• هنا لابد أن نعود إلى بداياتك بالكتابة النقدية والأدبية؟
- طبعاً كانت الكتابة الأدبية سابقة للنقد. لقد بدأت في الثلاثينات، وتحديداً، نشرت أول مقالة في عام 1934 في مجلة الفتوة عنوانها (الفقير في العيد).
• والنقدية؟
- فيما بعد الخمسينات.. منذ عام 1952 بالتحديد بدأت أكتب عن الفن ونقد المعارض الفنية وتحليلها. طبعاً تلك الكتابات توازي تلك المرحلة فنياً.
- ويستدرك متابعاً: كنت أول من حرر أول صفحة فنية في صحافتنا. في (الزمان) وفيما بعد في جريدة (الأخبار).
• وعملك بإعداد البرنامج التلفزيوني للفنون التشكيلية؟
- بدأت أول أعمالي بالتلفزيون خلال صيف عام 1957 حينما غادر الفنان إسماعيل الشيخلي الذي كان يعد البرنامج إلى خارج القطر، فتوليت إعداده خلال غيابه.. ومكثت مستمراً بهذا العمل، لأن الشيخلي، ترك لي هذه المهمة الصعبة!
• كم عاماً استمر البرنامج؟
- ثمانية عشر عاماً.. ولو لم تكن هناك ظروف وظيفية وخاصة لتابعت أعداده..
• كيف تنظر للمحصلة بين الفن وهذا النشاط الاستعراضي له؟
- أنا مؤمن وبالتزام بأهمية إشاعة الوعي الفني بين الجمهور العام، أي إيصال المعرفة الفنية إلى أعماق البيوت، رغم صعوبة المهمة. ومع ذلك أصبح البرنامج أحد الأغذية اليومية للبيت البغدادي، لأنني كنت أوازن بين مستوى المعرفة الفنية ومستويات التلقي عند الجمهور.
• لم أسألك السؤال التقليدي: من هم أساتذتك؟
- أولاً: الطبيعة، الحياة، وبعض أساتذتي في معهد الفنون الجميلة وأساتذة الفن الكبار في العالم.
• على الصعيد الأخير، من تتذكر؟
- ليوناردو دافنشي، روفائيل، روبنس، فان دايك، وهناك من العصر الحديث: سيزان، ماتيس، فأن كوخ، جوجان، ورينوار.
• ومن الفنانين العراقيين؟
- جواد سليم، فائق حسن، وإسماعيل الشيخلي.
• ماذا تعني بالعمل؟
- العمل الفني المتواصل المتأتي الدؤوب غير المستجيب للدعوات الآنية. ليس هناك من بناء فني أصيل ورصين يتم في سياقات الممارسة العاجلة، وإلا أصبح شعارات تخدم مقطعاً صغيراً فقط من المرحلة، ولا تخدم تاريخ المرحلة بكاملها. أننا في العراق بحاجة إلى مثل هذا التأني الصبور الصعب للاجتياز..
• أود أن نتوقف قليلاً إزاء السؤال الذي أقترحه جواد سليم حول المدرسة البغدادية: ألا ترى أنها مساهمة واعية بتأسيس مدرسة عربية؟
- أود أن أؤكد هنا، كما أشرت في مناسبات كثيرة، أن البحث عن هوية فنية عراقية، هو بالتأكيد جزء من الهوية القومية، وجواد سليم هو أول من بصرنا بموضوعية الانتماء.
• ماذا يعني الانتماء هنا؟
- الانتماء للحضارة والتراث العربي والوطن.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

امريكا تستعد لاخلاء نحو 153 ألف شخص في لوس أنجلوس جراء الحرائق

التعادل ينهي "ديربي" القوة الجوية والطلبة

القضاء ينقذ البرلمان من "الحرج": تمديد مجلس المفوضين يجنّب العراق الدخول بأزمة سياسية

الفيفا يعاقب اتحاد الكرة التونسي

الغارديان تسلط الضوء على المقابر الجماعية: مليون رفات في العراق

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

إندونيسي يتزوج 87 مرة انتقاماً لحبه الفاشل 

إندونيسي يتزوج 87 مرة انتقاماً لحبه الفاشل 

شباب كثر يمرون بتجارب حب وعشق فاشلة، لكن هذا الإندونيسي لم يكن حبه فاشلاً فقط بل زواجه أيضاً، حيث طلبت زوجته الأولى الطلاق بعد عامين فقط من الارتباط به. ولذلك قرر الانتقام بطريقته الخاصة....
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram