تمتد معرفتي بالفنان نوري الراوي الى اكثر من خمسة وعشرين عام وكنت قبلها اعرفه كمعد ومقدم لبرنامج فني يقدم من تلفزيون بغداد وكفنان تشكيلي رائد في مجال عمله ومديرقاعة بغداد للفن الحديث.....عندما تعرفنا في اواخر الثمانينات حصل نوع من الانجذاب بينا منذ ال
تمتد معرفتي بالفنان نوري الراوي الى اكثر من خمسة وعشرين عام وكنت قبلها اعرفه كمعد ومقدم لبرنامج فني يقدم من تلفزيون بغداد وكفنان تشكيلي رائد في مجال عمله ومديرقاعة بغداد للفن الحديث.....عندما تعرفنا في اواخر الثمانينات حصل نوع من الانجذاب بينا منذ اللقاء الاول رغم فارق العمر والتجربة والخبرة وجدت فيه قامة كبير من الشفافية والنقاء والرقة والاناقةوفي اوائل التسعينات تم الاتفاق بيننا على انجاز عمل فلم وثائقي يجسد حضارة وادي الرافدين الطينية من خلال نشوء وتطور فن السيراميك عبر تاريخ العراق...وجدته عارفا"في كتابة فن السيناريو وكان قد كتب التعليق للفلم بجانب مشاركته بكتابة السيناريو الذي نال عام 1999 جائزة احسن نص وثائقي عن فترة التسعينات كان الفلم بعنوان أغنية الطين...كان التعامل معه سهل وعذب وشفاف ومرن لانه يجيد فن الاصغاء وكان يرد بهدوء في اقسى المواقف واشدها.......اللقاء الثاني كان اثناء فترة الاحتلال وبعد تغيير النظام السابق عندما حاولت توثيق حركة التشكيل العراقي بمنجز برامجي وثائقي مع قناة حكومية لكنها سرعان ماانسحبت من المشروع لان اهتمامتها تبدو خارج الثقافة..وشيئا"فشيئا"أنزاح موضوع الحركة ليكون نوري الراوي هو جوهر الموضوع ونواته وبالفعل حققنا اكثر من لقاء وتسجيل...كان يملك أكثر من مشروع وهو رغم كبر سنه كان مفعم بالحيوية والحماس والنشاط كان ايضا يريد ان يجمع ماسرقه اللصوص من متحفه الشخصي وكان يحاول ان يوثق تاريخ الحركة التشكيلة بكتاب.......مشروع الفلم تاجل أكثر من مرة وعندما التفت ووجدت ان وزارة الثقافة لم تلتفت اليه بمشاريعها السينمائية ولا القنوات الحكومية قررت أنجاز الذي بدأته على حساب الشخصي فكان الفلم الوثائقي نوري الراوي الشاهد الاخير وخمسة حلقات تلفزيونية توثق تاريخ الحركة التشكيلية في العراق عبر حوارات طويلة تم تسجيلها بين عامي 2006 وكانون الثاني من عام 2014....