صراحة، لم تكن الزيارة التي قام بها وفد (كتلة ناجح حمود) إلى العاصمة البحرينية المنامة ذات جدوى في الوقت الراهن الذي تعيشه الكرة العراقية وهي مقبلة على يوم مصيري يُبعد عنها شبح العقوبات التي لوّح بها (فيفا) والتي سيكون أمدها طويلاً هذه المرة، فما تضمنه بيان الزيارة من فقرات جاءت كإسقاط فرض وتأكيد غير مباشر على صواب الطروحات التي أثرناها بقلق بليغ في مقال نشر يوم 5 أيار الحالي بعنوان (حرب سلمان بلا أمان) ، فعاد الوفد إلى بغداد محملاً بـ(صوغة) الوعود لا سواها!
وكشفت الزيارة دليلاً جديداً على عدم شرعية رئيس الاتحاد العراقي الذي سبق أن مُنع من حضور حفل توزيع جوائز الأفضل في القارة ، تجنب رئيس الاتحاد الآسيوي سلمان بن ابراهيم التورط في استقباله في المكتب الإقليمي بالمنامة وجاءت ضيافته في بيته الخاص في حين تابعنا أنشطة ابن إبراهيم عبر موقع الاتحاد الآسيوي انه استقبل وفوداً من مختلف الاتحادات القارية للتداول في شؤونها ، وليس مستغرباً تعتيم الموقع نفسه عن الإشارة الى الزيارة تلك من قريب أو بعيد وكأن الوفد دخل وخرج من الباب السري!
ما لم يستطع البيان إخفاءه أن حموداً كان يروم جسّ نبض ابن إبراهيم في تأجيل جديد أمده ثلاثة أشهر أو ستة وفق حسابات كتلته التي لم نستشعر من تصريحات أعضائها حرارة الحماسة في إنها أزمة الانتخابات ومدى تأثير تداعياتها على العلاقة بين الاتحادين بعد تورط كتلتهم في مخالفة توجيهات (فيفا) مرتين في 18 كانون الثاني و20 نيسان الماضيين وموافقته أخيراً على تحديد موعد 31 أيار لإجراء الانتخابات ، فجاء رد سلمان متوقعاً بلغة الحسم لوئد أية محاولة تأجيل تحت شتى الذرائع والحيلولة دون التلاعب بمواقيت المؤتمرات الانتخابية احتراماً لمواثيق صريحة تحكم ارتباط الاتحادات الوطنية مع الاتحاد الدولي.
وإذا كان هناك توجه للإصلاح وردم الهوة التي خلفتها إرهاصات التنافس الانتخابي ، ولمد جسور الثقة مع جميع المعنيين والمسؤولين عن مصير الكرة العراقية، كنا نأمل أن يشكل رئيس اتحاد الكرة المنحل ناجح حمود وفده من كلا الكتلتين لتكون النيات صادقة والهدف واحد ويجرى استماع رئيس الاتحاد الآسيوي إلى الطرفين خاصة إن نائب رئيس اتحاد الكرة المنحل عبد الخالق مسعود يشكل طرفاً مهماً في لعبة الصراع الانتخابي باعتباره يتزعم كتلة يتمتع شخوصها بثقة الوسط الرياضي مثلما لزملائهم في كتلة حمود دورهم أيضاً في عملية الإصلاح المرتقبة، ما يؤكد أن هناك فجوة عميقة بين الكتلتين حتى لو كانت بدافع الاستئثار بأصوات الهيئة العامة إلا أنها فضحت المستور بشكل لا لبس فيه إن قرار (كاس) يعني في خلاصة نتائجه لمن يقرأ فحواها إن العلة لا تكمن في النظام الداخلي أو القانونين 16 و20 ، بل في نفوس القائمين على سير أعمال الاتحاد الذين انصرفوا إلى خلافاتهم وأحقادهم وأطماعهم وتركوا مصير اللعبة بين فكي التهديدات والعقوبات.
وباستثناء موقف عضو الاتحاد المنحل كامل زغير بإعلانه أكثر من مرة عزمه الاستقالة من العمل في حال عدم إجراء الانتخابات في موعدها حرصاً منه على إنهاء ملف الأزمة التي عرّضتهم إلى انتقادات إعلامية وشعبية عارمة ، نأمل أن تكون تصريحات بقية الأعضاء المرشحين تنسجم مع الرأي العام (الكروي) الداعم لإقامة الانتخابات في موعدها وتفويت الفرصة على من يبتدع حججاً واهية لكسب المزيد من الوقت هرباً من خوض المواجهة الديمقراطية إما لشعوره بقلة حظوظه إن لم تكن معدومة ، أو مراهنته على وعود من خارج الوسط الرياضي تمهد له الطريق لاحقاً لتحقيق مبتغاه !
ثمة أمر لابد من التنويه عنه ونطالب اللجنة العليا المشرفة على الانتخابات بتنفيذه انسجاماً مع القرارات الوطنية التي تنبذ العازفين على وتر الطائفية والقومية وهو إقصاء أي مرشح لانتخابات كرة القدم يسعى لتوظيف ذلك في حملته الانتخابية أو التصريح بها واستخدامها ورقة للضغط على أعضاء الهيئة العامة وتسقيط الآخرين فذلك يعد خرقاً لتعليمات الانتخابات ، وفي الوقت نفسه يجب أن يعي أعضاء مجلس الاتحاد المنحل إن قرار (كاس) أعادهم إلى نقطة البداية أي أنهم الآن سواسية مع أعضاء الجمعية العمومية حتى فضّ المؤتمر الانتخابي وبالتالي فالشخص الوحيد الذي يتمتع بحرية تمثيل الاتحاد هو الأمين العام طارق احمد واللجنة العليا المشرفة على الانتخابات في اتخاذ الخطوات الناجعة أو إصدار القرارات ذات العلاقة بملف الانتخابات ولهذا فان اللجنة الاولمبية الوطنية تتحمل مسؤولية الموافقة على إيفاد رئيس الاتحاد المنحل إلى المنامة بإصدارها الأمر الإداري فضلاً عن موقف وزارة الشباب والرياضة الصامت حتى الآن تجاه مبادرة ناجح حمود بنقل دعوة الوزير جاسم محمد جعفر إلى رئيس الاتحاد الآسيوي لزيارة بغداد، فهل مُنح حمود تخويلاً بهذا الشأن أم كانت مبادرة طوعية منه خاصة إن المكتب الإعلامي للوزارة لم يصدر بياناً لتوضيح ذلك ، بل لم نلحظ تغييراً في رؤية الوزير جعفر شخصياً تجاه المشهد الخليجي والآسيوي من القضية العراقية ، إذ مازال الرجل يؤكد في مجمل تصريحاته وبياناته هناك تآمر خليجي وآسيوي على الرياضة وكرة القدم خاصة بعدم رفع الحظر الدولي والامتناع عن إقامة البطولات في العراق!
زوار الباب السري
[post-views]
نشر في: 14 مايو, 2014: 09:01 م