TOP

جريدة المدى > عام > موقد الثلج.. الأسطورة في الشعري الكردي الحديث..بورتريت (صورة شخصية) لإيتالو كالفينو

موقد الثلج.. الأسطورة في الشعري الكردي الحديث..بورتريت (صورة شخصية) لإيتالو كالفينو

نشر في: 16 مايو, 2014: 09:01 م

يتناول هذا الكتاب جوانباً مهمة من اشتغالات الشاعر الكردي في وبخاصة في مجال الأسطورة التي يشتغل عليها منذ سنين طويلة الكاتب والباحث القدير ناجح المعموري وقد تناول في هذا الكتاب تجارب شعرية عديدة فابتدأ بالشاعرة ارخوان ويقل بانها ملفته للانتباه ولها حس

يتناول هذا الكتاب جوانباً مهمة من اشتغالات الشاعر الكردي في وبخاصة في مجال الأسطورة التي يشتغل عليها منذ سنين طويلة الكاتب والباحث القدير ناجح المعموري وقد تناول في هذا الكتاب تجارب شعرية عديدة فابتدأ بالشاعرة ارخوان ويقل بانها ملفته للانتباه ولها حس شعري متميز , على الرغم من أنها تشترك مع غيرها من شاعرات كرديات كرسن عبر تجاربهن مشتركات ثقافية/ وجنسانية /مثلما عبرن عن وعي جديد لاستثمار الحرية وفضاءات التنوع ./ ومن يقرأ قصائد أرخوان سيتوصل بيسر وسهولة الى الذاتي / الاجتماعي. وصوت الأنا مرتفع , بلغة رومانسية وظفت الطبيعة واستعانت بها في حدود ما تقدمه من غنى رمزي ومجازي مع ظاهرة التكرر المستمر للثوابت التي ميزت التجربة الشعرية النسوية / واكثر القواسم المشتركة في الشعرية الكردية الحياة , الفصول , الطبيعة, تمركزات الذات وخصوصا الشعرية هي المجال الأهم بالنسبة للأصوات النسائية. وللتعبير عن مشاكلهن والضغوطات التي تتعرض لها باستمرار, حتى بالإمكان دراسة واقع المرأة الكردية والتعرف على جوانب عديدة من خلال ذلك ./
الشاعرة شيرين كاف: باب الجحيم مفتوحة للفصول / ابتدأت الحركة الشعرية النسوية تتضح لي اكثر فأكثر عبر نصوص شاعرات مهمات للغاية مثل كزال احمد/ كزال ابراهيم / شيرين كاف وأرضوان, شعرية تطغي عليها عناصر الحداثة ووعي شروطها في الحياة والمجتمع, كشفت لي هذه الأصوات جرأة عالية بالعلاقة مع الجنسانية, وادراك ما تحتاجه في مجتمع متحول ولكنه مازال مواجهاً وبحدّة معوقات كثيرة . الحركة الشعرية النسوية صوت عالٍ حقق وظائف ثقافية /اجتماعية /وسياسية ,/ وصل التعرف ,الاكتشاف درجة عالية في اليقينية, لكن الشاعرة مازالت طارحة للأسئلة, وهو أمر جوهري للغاية بالنسبة لمشروع شاعرات التحديث في الحركة النسوية الكردية , الإبقاء على السؤال ثورة المغايرة والاختلاف : نصفي نار ونصفي ماء اي منها قلبي "ولأنها طرحت سؤالا انطولوجيا ,له علاقة بالكائن الأنثوي ,والكينونة وتنتصر حوارية الأنثى في النص ويتراجع قرار إغلاق باب الجنة, التي هي تحت أقدام الأمهات . وفي نص شيرين كاف صارت الجنة فوق أقدام الأمهات والدلالة فيها اختلاف , لكن الثنائية مولدة من سياق النص وهي قراءة ممكنة وفرها تطور النص السردي./ كه زال احمد: حضور أناشيد الحب والجنون: ظل اسم كزال احمد بذاكرتي. قرأت لها عددا من النصوص الشعرية نشرت في انطولوجيات/ قصائد تمطر نرجساً , ترجمة صلاح برواري, هو مكن منشورات دار المدى وساعدنس ديوانها على الإمساك بتجربة فنية متجانسة وخصائص حياتية/ اجتماعية مع ملاحظة وجود الأنا/ الذات بحضور بهي ,كاشف عن إمكانات عالية في فهم العلاقات والحياة , ومعرفة ممتازة لما يجب ان تكون عليه المرأة في مجتمع عشائري , ضوابطه وقيمة قاسية ودائما ما تكون المرأة خاضعة لها . ولكن كزال احمد متمردة وغاضبة, وقادرة على رفع صوتها متحدية لكل ما هو سائد , ممثلا بحضوره الآن الماضي القديم . الشاعرة مخترقة وبجرأة عالية للماضي المتمركز في حاضرنا. انها حالمة بعالم تدمره وتصنع عالماً تريده وتراه هي . هذه الخصائص جعلت منها إنموذجا خاصاً في الحياة والشعر , ووجدت من خلال متابعتي لها بأنها ممثلة لتيار شعري خاص بها, تمكنت فيه من أفكارها وتمرداتها ومن كتابة لاتشبه غيرها ومشحونة بالتفجر والشجاعة وكأنها- الشاعرة – صوت لغيرها. لقد امتلكت هذه الشاعرة طاقة مغيرة ومبشرة . التغير للثابت والراكد والتبشير بالمستقبل والحياه التي تريد ومثلما تتصورها ./ الموروث الثقافي والأسطوري حاضر في نصوصها الشعرية , وهي كثيرا ما ذهبت نحو الإرث الثقافي , لان المتلقي اكثر ارتباطاً به وعلاقته معه بسبب حيويته وحضوره في الذاكرة بوصفه شفاهيات متداولة باستمرار./ اشتغلت العلامة في قصائد كزال احمد واستعانت بها لاختصار الكثير والإيجاز بالتعبير عن دواخلها ، وعندما قالت :بان ما تكتبه من شعر مترع بالعلاقات واللقاءات الوهمية ، المتخيلة تراها في كل لحظة. وينطوي هذا التخييل على الإحساس بالتعالي والتمايز عن غيرها من الفتيات /النساء ./ان النقد الأسطوري – الذي رأى الفن فعلاً حضارياً –أفاد من نظرة كاسيرر الفلسفية في الرمز ، التي تعد الفن والأسطورة صورتين رمزيتين من صور الحضارة الإنسانية /كه زال ابراهيم خضر اننطولوجيا الجسد وطوفان الرغبة في "شذرات العشق" للشاعرة لا تختلف الشاعرة كزال ابراهيم خضر عن غيرها من الشاعرات الكرديات بالانشغال بالثنائية بين الذكر / الأنثى باعتبارها أصلا اخضع الحياة للانسجام والتوافق ، منذ لحظة الحضارة الأولى .هذه الثنائية وتبدياتها مركز مهم ، ثقافي /ديني. عرفته الحضارات القديمة، والاهتمام بالاتصال الثنائي ، معنوياً /روحياً / ،ادخالياص يومئ لتفاعمات موجودة وقائمة بين قطبي الحياة ، الذكر / والانثى. /قصيدة ]شذرات العشق[ للشاعرة كزال ابراهيم خضر ذات استهلال شفاف تطفح عليه رومانسية ، لكنها صوغ أسطوري للحظة الكبكرة والأولى في التاريخ الإنساني ، كشفت فاتحة النص عن الجذب الذي جعل آدم / العاشق أمام امتحان الإغواء وسحرية الطاقة في الأنثى / حواء. /انفتح الأسطوري نحو الصوفي والعلاقة بين الاثنين قائمة منذ لحظة تبلور الصوفي فكراً وعلاقة مع المطلق والفرق بين الأسطوري ، والصوفي هي ان الاول له علاقة مع اله متعدد ومتنوع والثاني مقترن مع اله واحد فقط . هذا الاله غير شاخص على العكس من الاله الأسطوري ، بالإضافة الى اختلافات عديدة./ ولذا يتكرر هذا المعرفي مرة ثانية ، الاكتشاف تدريجي ومفاجئ آني ، تستحضره العاشقة حلمياً او تضفي عليه الحلمية والأسطورة . ملهوفة لرقصات أصابعه ومداعبتها . التصريح عن الرغبة واضح وليس مجازياً ،الدعوة حاضرة وساحبة في الروح ، تشف عنها عيناها. انه الوله والوله الذي قلنا به قبلاً. توصلت اليه عبر عينيها وأبصرته قبل ان تكتشف حقيقته .تعرت عليه ، وبالتالي توصلت الى كل شيء منه. يبدو لي بان الإصبع / الأصابع/ رموزاً وظفتها الشعرية النسائية الكردية والإصبع متماه مع القضيب يحل بديلاً موضوعياً له. كما ان البنصر دال على الاقتران بوجود المدورة الذهبية التي وضعتها الزوجة لحظة عقد القرآن . الحلقة دائرة، رمزية ارتضت الدخول حول البنصر/ القضيب/ او العامود المقدس في بدايات العمارة الدينية ./ الشاعر الكردي آوات حسن الخريف أسطورة العمر والحياة .تثير قصائد الشاعر آوات حسن عددا من الملاحظات النقدية ، تتوزع بين الإحساس بالغربة في الوطن والعزلة وسط جغرافية قريبة الى القلب ،هي أمكنة الذاكرة وعلاماتها المعبر عنها بالطبيعة الشمالية ، جغرافيا ملاحقة بالخريف ومطاردة بالحروب انه الموات المادي ، الروحي ، وقدرة الاستعارة الرمزية على رسم توصيف عبر ثنائية الحياة ، الخريف ، الطبيعة ، الحروب ، استعارية رمزية تفضي نحو تأويل واضح ، كاشف عن الخسارات الملاحقة للذات الشعرية ولمحيطها ، ولأن الشاعر أكثر وعيا من غيره بالخسارات والهزائم فإنه استعار الخريف ليعبر به ومن خلاله عن الحياة التي كانت طويلاً مطرودة ولم يبق منها شيء الا في الروح والذاكرة . وثنائية الخريف والحروب هي المنفتحة على تأويل جعل منهما معاً رمزاً كافياً لاستيعاب ما حصل فيهما./ويستل الشاعر آوات حسن سيمياء التدمير الطبيعي ويتحدى كل ظواهرها عبر صورة استعارية يعيد إنتاجها وتخليقها كشكل من أشكال التعبير الضدي الذي يوظفه الشعري لإعادة الحياة وفي هذه الأيقونة كانت الاستعارة اكثر تعبيراً في مجازيتها حيث جعل الموات المندثر المتساقط اوراقاً انتهت وظائفها التي تحكمت بها الطبيعة ، لتجعل منها طاقة أخرى لها وظيفة خلق جديد وإبداع ، وهذا الخلق هو الشعر./" فان ايروتيك أسطورة الثلوج الخضر "أثارت قصائد الشاعر قوباد جلي زاد عصفا في الروح وأمسكت بنا عبر غنائيتها ونحن نلاحق في الأيقونات المنحوتة بدقة متناهية تفاصيل وظائفيات الشعرية وما تنطوي عليه تلك الحكايات البسيطة والشفافة جداً. حكايات تبدو في أحيان وكأنها مرويات طفل امتلك تخيل عال وهذا ما تبدى لي بالنسبة للشاعر قوباد الذي اختزن ذاكرة شمولية ممتدة الى بداية العصر الحجري الحديث واواخر العصر الحجري الوسيط وشيد نص فان الذي هو التكوين الشعري والخلق في هذه النصوص ، وبإمكاننا قراءة النصوص الشعرية بعيداً عنه ، لكن التوصلات والشفرات الافضائية تظل محدودة وبالعكس هو الصحيح ، وادرك الشاعر بان حشد نصوصه لن تكون الا بعد نص خاص بالخلق والتكوين./ ويلمح الشاعر الى ان العشق الجنس عبادة ديانة، يستعيدها من أصولها الدينية في سومر واكد وحضارات الشرق الأخرى ، ديانات كانت فيها الالوهات المؤنثة ذات وظائفية مرتبطة ارتباطا مباشرا مع الجنس الذي حاز صفة القداسة وتم التعامل معه باعتباره جنسا الهيا ، ولذا لا بد للمتلقي من استذكار الوهات معنية بالجنس المقدس في ديانات الشرق ومنها انانا عشتار وعشتروت واناهيت الفارسية وسيبيل غي آسيا الصغرى وايزيس المصرية وافروديت واثينا وديمتر في بلاد الإغريق وتكاد تتفق هذه الالوهات بعضها مع البعض الاخر بالعناصر المتماثلة والخصائص المشتركة لتفضي نحو وظائفيات الخصب والانبعاث والتجدد الحياتي الكوني. وعودة الى قراءة نصوص الشعر السومري تكشف لنا خصائص متماثلة مع ما انطوى عليه نص فان ايروتيك وكأن الشاعر قوباد أعاد إنتاجها وصياغتها وتشكيلها لتكون امتدادا لها ولكن باستثمار معاصر وغير منقطع مع الأصول ، اي ان التحققات الشعرية مزدوجة الوظيفة ، الأصل والينبوع الأول والوقائعيات اليومية المعاصرة. / ومن تبديات الخرق الشعري في الاستثمار الرسي ، تحويل معبد اهورامزدا المقدس الى معبد للعشاق وحصول استبدال للنار الزرادشتية بالقبلات المشتعلة في معبد العاشقين ، قبلات تعويض بدائلي للنار لكنها ذات وظيفة مماثلة للخصائص المعروفة عن النار المزدية وهي وسيلة العشاق للتطهر والبياض والنقاوات الشاملة وهي ايضا القبلات الجنة التي يرومها العشاق ويستوطنوا فيها حتى الابد . من اجل ان يتخلصوا من الخطايا التي اقترفوها ويكونوا قديسين انقياء وظل الشاعر قوباد مهتماً بالثنائيات في كثير من الأيقونات الشعرية لأنها الثنائية أساسيات كل ما هو قائم في الحياة والكون.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

هاتف الجنابي: لا أميل إلى النصوص الطلسمية والمنمقة المصطنعة الفارغة

كوجيتو مساءلة الطغاة

علم القصة: الذكاء السردي

موسيقى الاحد: 14 رسالة عن الموسيقى العربية

تصورات مغلوطة في علم السرد غير الطبيعي

مقالات ذات صلة

السماء ليست حدودًا: قصة هوارد هيوز وجان هارلو
عام

السماء ليست حدودًا: قصة هوارد هيوز وجان هارلو

علي بدرفي مدينة تتلألأ أنوارها كما لو أنها ترفض النوم، وفي زمن حيث كانت النجومية فيها تعني الخلود، ولدت واحدة من أغرب وأعنف قصص الحب التي عرفتها هوليوود. هناك، في المكاتب الفاخرة واستوديوهات السينما...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram