خلال سفرتي الأخيرة الى العراق في الفترة من كانون الأول 2013 وحتى أواسط كانون الثاني 2014 قضيت معظمها في بغداد ونحو أسبوعين منها في البصرة، جمعت من المشاهدات ما أود إيصاله الى كل من يستطيع ان يضم صوته الى حملة لدعم الإصلا
خلال سفرتي الأخيرة الى العراق في الفترة من كانون الأول 2013 وحتى أواسط كانون الثاني 2014 قضيت معظمها في بغداد ونحو أسبوعين منها في البصرة، جمعت من المشاهدات ما أود إيصاله الى كل من يستطيع ان يضم صوته الى حملة لدعم الإصلاح وإعادة روح المواطنة للعراقيين. ان الانطباعات التي تكونت لي توحي بان التخلف الذي أصاب العراق قبل وبعد نيسان 2003 ترك آثارا سلبية عميقة في المجتمع والتي نتج عنها، من بين مظاهر أخرى، ظهور قيادات غير كفوءة وغير متنورة ما يزيد من صعوبة إصلاح الوضع الاجتماعي/السياسي الحالي الذي سيحتاج إلى سنين طوال، إن بقيت هذه القيادات مؤثرة ومتنفذة. يمرّ العراق بأوقات عصيبة في الوقت الذي لا تلوح في الأفق حركة وطنية إصلاحية جامعة وشاملة. يعاني العراق منذ عقود عديدة من تناقضات ومفارقات كثيرة، ولعل أهمها المفارقة بين وفرة الثروة الهايدروكاربونية، (نفط وغاز)، والفاقة في جميع مناحي الحياة و من أسباب العيش الكريم وتوفير الخدمات العامة للمواطنين في بلد ارتفعت عوائده النفطية من 12 مليار دولار في عام 2004 الى اكثر من 100 مليار في عام 2013. وهذا يشير بكل وضوح الى سوء ادارة الموارد المالية وانتشار الفساد المالي والإداري في أجهزة الدولة.