11 عاما ومازلنا نبحث عن حكومة توافق ، ما زال تأثير الطائفية أقوى من الديمقراطية والحرية ، ما زلنا ننتظر رئيس وزراء يخرج من معطف الائتلاف الوطني حصرا .. بالأمس قرانا خبر المحكمة الاسرائيلية التي امرت بسجن رئيس وزراء اسرائيل السابق إيهود أولمرت 6 سنوات بتهمة استغلال المنصب ، واليوم بعد عقد من التغيير لايمكن استدعاء رئيس وزراء العراق الى البرلمان لسؤاله عن أحوال الوطن، في السابع من هذا الشهر انطلقت الانتخابات الهندية ، وبالأمس أعلنت النتائج، فازت المعارضة، وكان اول شيء فعله رئيس وزراء الهند، ان كتب على صفحته في الفيسبوك يهنئ بفوز المعارضة، لا شتائم، لا تهديد بالاجتثاث، ولا مفوضية مستقلة تميل حيث ما مالت سفن الأقوياء.
خسر حزب المؤتمر الانتخابات، لم يقل للناس انه قاد الهند الى التحرر من الاستعمار البريطاني، ظل محافظا على وصية مؤسسة جواهر ال نهرو حين كتب : " سوف أنشئ حزبا مهمته النضال من أجل الحرية، والحفاظ على النظام الديموقراطي والمرجعية البرلمانية واحترام الحريات".. وظلت عائلة نهرو، ترث الزعامة السياسية في الهند، تربح حينا وتخسر أحيانا كثيرة، لكنها لا تشتم الآخرين، ولا تسخر من الخصوم.
أقرأ في كتاب غاندي " قصة تجاربي مع الحقيقة " كلمات المهاتما عن التسامح " أحسست أن تسامحي ينقل شيئين للذين يظلمونني ويسيئون معاملتي، أولا: مدى قدرتي على تقبل الآخر، وثانياً: قناعتي أن قوتهم ستسقط يوما ما ".
لو أعدنا قراءة التاريخ مرة أخرى، لوجدنا أن الحوار هو الذي ينتصرغالباً على يـد رجال كلماتهم اقوى من المدافع، أفكر طبعاً في غاندي ونهرو، ومانديلا ولي كوان وسليفا .
الذين هزموا الفوضى وكسروا خوف الناس وأعلوا كرامة شعوبهم، لم يكونوا قادة معارك المصير، ولا رافعي لافتات "ما ننطيها" كانوا رجالا يحبون شعوبهم لا مقربيهم، ويعملون لأوطانهم لا لأحزابهم، لم يقطع نهرو صلة شعبه بالماضي ولم يجتث المختلفين معه في الرأي، بل أنشأ دولة تعرف معنى الحرية والاختلاف بالرأي.
بعد عقود من الاستبداد لانزال نبحث عن منقذ، ومازالت الناس عاجزة مستكينة لقدرها... وقبل أن أضع مقارنات بين الديمقراطية العراقية الراسخة، وبين ديمقراطية الهند العرجاء، أود أولا أن أشير إلى خبر قد لا يلتفت إليه البعض، وهو ان الفائز في الانتخابات الهندية هو سياسي كان يتبنى في الماضي مفهوماً متصلباً ومتطرفاً، انضم في ايام شبابه الى منظمة قومية، تم حظرها عدة مرات، لكن لا احد في الهند طالب باجتثاثه، لم يخرج رئيس الوزراء على الفضائيات ليقول ان خصمه ارهابي، فقط قال لمؤيديه: "اننا نقبل بهزيمتنا واننا مستعدون للجلوس في مقاعد المعارضة"، فيما المراقب للمشهد السياسي العراقي يكتشف أننا ننتظر نتائج الانتخابات لندخل جميعا في المجهول، والسبب لأن لدينا سياسيين لا يملكون الحد الأدنى من القدرة على ترجمة طموح الناس بدولة ذات مؤسسات قادرة على إدارة البلاد.. اليوم ينظر المواطن العراقي إلى متصدري واجهات المسؤولية والسلطة.. يتمعن في ملامحهم.. إنهم متجهمون.. يعتبرون أنفسهم في مهمة مقدسة، تستحق من الشعب السمع والطاعة.. بينما الكثير منهم في الحقيقة فاشلون.. يعيشون في الخيال الذي يصور لهم أن "التجهم" وتقطيب الوجه والخطابات النارية، هي التي ستحل مشاكل الناس..
اليوم نجد الجميع يتناوبون على افتراس حق المواطنة عند الناس، وإشعال النار في البلاد من اجل ان يتدفأوا هم وجماعتهم، وفي أجواء شديدة القتامة والبؤس فمن الطبيعي ان يخرج علينا من يحذر من المساس بمنصب رئيس الوزراء ، لان الطريق الاخر سيؤدي حتما الى الفوضى.. انها الدولة التي يريدون ان يبنوها فوق أحلام وآمال العراقيين.. يعتقدون ان الخلاف مع السلطة ليس اختلافا مع اشخاص يصيبون ويخطئون.. لكنه سيكون خلافا مع شيء مقدس له مطلق السلطات.
السيد المالكي نريد ان تجيبنا على سؤال: ماذا الذي تريده من الولاية الثالثة، قبل ان تخرج علينا حنان الفتلاوي وهي تصرخ: ولاية ثالثة ولتضربوا رؤوسكم في "الحائط".
لماذا ولاية ثالثة ؟
نشر في: 16 مايو, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 4
خليلو...
يريد ان يطمئن انه لن يجلس على الكرسي الذي جلس عليه سلفه الذي ظل يسير في طريقه الذي وضع له معالمه مستشاروه الذين ورثهم من فرسان الدكتاتور الاول........وسيجلس عليه لا محالة
ياسين عبد الحافظ
استاذ على المحترم:ماذا كتب عبد المحسن السعدون فى وصيته الى ابنه قبل الانتحار؟كتب:(العراقيون يريدون الاستقلال والانكليز لايعطونه)ماذا تريدون اكثر؟لم نستطع فى الماضى القريب,لقد انتحر الرجل ماذا تريدون اكثر؟لم نتمكن ولن,نحن بحاجة الى مساعدة,بدونها سنبقى ندور
ابو اثير
بعد أحد عشر سنة من ألأحتلال وبعد ثلاث جولات أنتخابية للحكومة لم نرى على المشهد السياسي سوى الوجوه التي لم يسمع بها الشعب العراقي سابقا ما عدا ألأخوة ألأكراد الذين كانوا في المعارضة منذ الستينات من القرن الماضي ولست أدري كيف أن هذه الوجوه على المشهد السياس
الشمري فاروق
هناك مقوله للشهيد تشي جيفارا.... يقول فيها( قل لي من هو صديقك ومن هو عدوك.. اقول لك من انت وأين تقف.).... فهنيئا للسيد المالكي عندما تكون... الرفيقه حنان الفتلاوي هذه الماجده كما يصفها المفبور صدام من طاقمه وامقربة اليه