TOP

جريدة المدى > غير مصنف > هادي العلوي: المثقف العربي منخلع عن تراثه والتصوف تجربة فردية

هادي العلوي: المثقف العربي منخلع عن تراثه والتصوف تجربة فردية

نشر في: 30 سبتمبر, 2009: 05:34 م

حوار: شاكر الأنباريrnالراحل هادي العلوي، باحث ومفكر وسياسي بطريقته الخاصة، عاصر تحولات مجتمعاتنا الفكرية والسياسية والاجتماعية فكان مشاركا نشطا في النقد والتنظير والحوار، يستخدم في تحليلاته واستنتاجاته مناهج عديدة يحاول أغلب الأحيان التوفيق بينها أو دمجها، ماركسية وماوية وصوفية ومشاعية وتاوية،
وهو من كل ذلك يروم الوصول الى مقام المثقف الكوني، جوهرا لفلسفات الانسانية والاديان، المدافع عن المظلومين والفقراء والمضطهدين في عصر بدأ ينأى فعلا الى الكونية لكن دون وعيها الانساني، كونية تكنولوجية، عقلانية، دون قلب أحيانا، لا توجهها فلسفة كما يقول هادي العلوي في هذا الحوار. وتلك أخطر ما يواجه الجنس البشري في هذه اللحظة من تاريخه، لأنه صار يمتلك القدرة على تدمير الحياة تماما في كوكب الأرض. ومصطلح المثقف الكوني ولد من رحم الصوفية، والصوفية الاسلامية تحديدا، لذلك كان حوارنا ضمن هذا الجو، الصوفية منهجا وممارسة، ماضيا وحاضرا،باعتبارها جانبا من الجوانب المضيئة في ثقافتنا العربية الاسلامية. rn000 تعتبر الصوفية، بمختلف اتجاهاتها، واحدة من ركائز التراث العربي الاسلامي، برأيك ما الذي جعل لها هذه الخصوصية، الأنها امتلكت رؤية متميزة حول الانسان والوجود؟ الأنها خلقت لغتها الخاصة ومفاهيمها وطقوسها؟ هل تعتبر نقلة معرفية للانسان المسلم؟rn- لهذه الأسباب جميعها، امتلاك رؤية متميزة حول الانسان والوجود. لغتها الخاصة ومفاهيمها دون طقوسها فالتصرف لا طقوس له. دائما كانت الطقوس عند انتكاس التصوف الى دروشة، ولكونها اخيرا نقلة معرفية للانسان المسلم وقد تناولت كل ذلك، تفصيلا، في كتابي الجديد مدارات صوفية. أما أن الصوفية خلقت لغتها الخاصة فهذا أمر لا يشك به، فلغة التصوف تميزت بالرمزية الشديدة، أعطت المفردات معاني ودلالات توليدية بقرائن بعيدة عن أصولها القاموسية ضمن اتجاه المتصوفة لاختراق المسلمات في العقائد والأفكار واللغة، وقد يكون لدينا معجم صوفي بعيد كل البعد عن المعجم العادي للمفردات لا يفهم إلا من خلال التمرس في كلامهم لفهم مراميه وأبعاده، واضطر كتاب التصوف منذ وقت مبكر الى تأليف قواميس صغيرة أو كبيرة لشرح مصطلحاتهم وأهمل المتصوفة الكثير من أصول اللغويين المقننة بما فيها بعض حالات الاعراب واقتربوا أكثر من اللغة المحكية من غير أن يخرجوا على البنية العامة للغة الكتابة التي لا يمكن تجاوزها لانتاج نص معرفي مضبوط وهم أول من اتجه لاستعمال اللغة الوسطى التي تجمع بين المحكي والمكتوب فتتخلص من تقعر اللغويين وتفاصحهم ومن غير أن تسقط في العامية الصرفة التي لا تفي بطلب النص المعرفي. ويرتبط ذلك باقترابهم من العامة. ان الكثير من النصوص الصوفية لرمزيتها، السائبة أحيانا، تدخل فيما يذاق ولا يفسر، كما قال ابن عربي: علوم أهل الأذواق لا تنقال ولا تنحكي.rn000 عندما نقول صوفية اسلامية يتبادرالى الذهن فورا الحكمة الهندية والزرادشتية والمانوية وغيرها من الفلسفات ذات العلاقة بالزهد والاشراق وصراع النور والظلمة، والمحبة المسيحية والغنوصية، هل لكل ذلك وشائج وتداخلات مع الصوفية الاسلامية؟rn- لا علاقة للصوفية الاسلامية بالحكمة الهندية ولا بالزرادشتية ولا بالمانوية، إلا أن لها وشيجة بالمحبة المسيحية، مسيحية الأناجيل، ولها أفق عالمي موافق المسيح نفسه كما نقرأه في الأناجيل لا في الكنيسة والأناجيل لا تحسب على الدين إلا بصعوبة وهكذا التصوف والمحبة الصوفية هي الغاء الفروق بين الأديان والمذاهب واعتبارها صحيحة كلها أو أنها كلها تنشد الحق. وهذا هو حب ابن عربي:rn (أدين بدين الحب أنى توجهت ركائبه فالحب ديني وايماني).rnوالحب مصطلح صوفي يراد به غايتان: التسامح بين الأديان والحب الالهي والأخير شأن آخر يدخل في الاهتيامية الصوفية ومقصود ابن عربي في هذا البيت هو المعنى الأول:rnالتسامح بين الأديان. أما الحب الالهي فقد سلكه من خلال حبيبته الكونية نظام وله قصة أوردناها في المدارات.rnأقرب المذاهب الى الصوفية الاسلامية هي التاوية الصينية _ التاوية الفلسفية دون التاوية الدين وبينهما جذر المشاعية والكفاح ضد سلطة الدولة وسلطة المال قاسم مشترك للمتصوف والتاوي. الحكمة الهندية والزرادشتية والمانوية هي منحى غنوصي ضعيف التأثير على التصوف بمناحيه الثلاثة: المعرفي وا لاجتماعي والاهتيامي المقارنة تتم فقط مع التاوية الفلسفية.rn000 كثيرا ما توصف الصوفية الاسلامية بأنها فلسفة باطنية، برأي هادي العلوي هل مرد ذلك يعود الى التقية من العرف الديني السائد، أم لأنها  تجربة فردية بحتة؟rn- باطنية التصوف تجربة فردية فقط. الأولى هي اندماج المتصوف بروح الكون الذي يسميه الحق. (وهو التأو عند الصينيين) ومن عناصرها الاشراق والفناء والتجلي والرؤية والرؤيا. المتصوف روح خالصة تستنبط الوجود بتجلياته ومطلقيته. والمتصوف من أهل الباطن وباطنيته في هذا المنحى ليست باطنية الاسماعيلية التي تشترك معه في التأويل الباطن للأصول الدينية ولا تشاركه الاشراق أو الفناء أو الرؤيا الاسماعيلية التي تشترك معه في التأويل الباطن للاصول الدينية ولا تشاركه الاشراق أو الفناء أو الرؤيا، فالاسماعيلية حركة سيا _ اجتماعية

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

"إعادة العرض": لوحات فنية ترصد مأساة العراق

اعتقال صاحب منزل اعتدى على موظف تعداد سكاني في الديوانية

مقالات ذات صلة

غير مصنف

"إعادة العرض": لوحات فنية ترصد مأساة العراق

بغداد/ المدىيعرض معرض "إعادة العرض" الفني، الذي يجمع أعمال فنانين عراقيين من داخل الوطن وخارجه، لوحات حية من تاريخ العراق المعاصر.ويسلط المعرض الضوء، من خلال لغة السينما، على التحديات التي واجهها الشعب العراقي على...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram