استأثرت قضية استمرار دوري كرة القدم الممتاز اهتمام الوسط الكروي الى الدرجة التي عدّها البعض أهم من أزمات كثيرة ضربت اللعبة في الآونة الأخيرة سواء ما تعلق بانتخابات اتحاد الكرة المنحل أم رفع الحظر عن اقليم كردستان ، وفي كل الاحوال تبقى أية مسألة تتعلق بكرة القدم تستحوذ على نصيب أكبر من المتفاعلين لكونها ملهمة عقول الناس وموحدة قلوبهم في السراء والضراء.
ومن خلال لقائنا بنائب رئيس اتحاد الكرة المنحل عبد الخالق مسعود هنا أمس الأول مع جمع كبير من نجوم الكرة السابقين المقيمين بالدوحة لتوديع وفد نادي أربيل بعد تأهله الى دور ربع نهائي كأس الاتحاد الآسيوي ، شعرت من خلال حيرة الرجل مدى حراجة الموقف الذي يواجهه الاتحاد لاسيما عدد كبير من الاندية ترى أن طول فترة المسابقة وازدياد درجة الحرارة عاملان مضران على صحة اللاعبين من جهة ويسببان ارباكاً حقيقياً لتداخل شهر رمضان الكريم في وقت لاحق مع توالي ادوار المنافسة وحدّة الصراع من جهة أخرى.
وكان من بين الطروحات التي تحدث بها مسعود ان موقف الاندية سيكون صعباً في حال ايقاف الدوري او الغائه لانها مرتبطة بعقود صريحة مع اللاعبين المحليين والمحترفين مثبت فيها تواريخ انتهاء التزامهم القانوني بتمثيل انديتهم فضلاً عن عدم وجود آلية مناسبة يستطيع الاتحاد من خلالها أن يحل التزامه من الدوري بطريقة لا تعرضه لانتقادات موجعة قد تصل الى شكاوى قضائية مع انه ( أي مسعود ) ابدى مساندته لأية مبادرة تطلق هنا أو هناك تهدف الى اسدال الستار على الموسم الحالي من دون مشكلة، فيما طالب المدرب عدنان درجال بالغاء منافسات الدوري 2013 -2014 وعدم هبوط اي فريق شريطة ان تنزل اربعة فرق في الموسم المقبل مستشهداً بحالة مماثلة اتخذ فيها اتحاد الكرة الأسبق قراراً بالغاء الدوري موسم 1984-1985 حيث توقفت المسابقة قبل انتهائها لمنح المنتخب الوطني الفرصة الكاملة للتحضير الى تصفيات ونهائيات كأس العالم التي جرت في مكسيكو سيتي عام 1986.
شخصياً أرى الحل يكمن في إيقاف الدوري الحالي واعتماد تسلسلات الاندية ضمن مرحلة الاياب حتى تاريخ ايقافه، ويقرر الاتحاد عدم هبوط اي فريق وفي المقابل يتيح الى الفرق الستة الاولى التباري فيما بينها لإحقاق الترشيحات الخاصة بتمثيل العراق في مسابقتي دوري ابطال آسيا وكأس الاتحاد الآسيوي وبذلك نكون قد حافظنا على لاعبينا من الإصابات وحالات الإعياء الخطرة احياناً والتزمنا بتوجيه الاتحاد الدولي لكرة القدم بانهاء جميع المسابقات في انحاء العالم قبل بدء المونديال الذي حدد في 19 أيار الحالي بعدما أخذ بنظر الحسبان وجود مباراة واحدة او مباراتين حاسمتين بعد نفاد الموعد المذكور.
اعتقد وربما يتفق معي الجميع ان التضحية بهدف صغير من اجل هدف أكبر هو قمة القرارات السليمة التي تتخذها الاتحادات الوطنية في العالم ومن بينها الاتحادات الخليجية لكرة القدم التي عمدت الى ترجمة فورية لتوجيه (فيفا) آنف الذكر منذ صدوره العام الماضي وانجزت روزنامة المسابقة بالشكل الذي اتاحت لها اقامة حفلات التتويج باللقب بوقت قياسي من دون اللجوء الى ضغط المباريات او تأجيلها مثلما أوقع الاتحاد نفسه في هذا المطب لسنين طوال لم يتعظ من درسه كل مرة ، تاركاً حسم الأمور بيد الاندية دائماً.
صراحة آن الأوان للهيئة العامة لاتحاد الكرة ان تأخذ زمام المبادرة وتطالب اتحاد كرة القدم الجديد بعد 31 أيار الحالي الى جلسة طارئة يتم التصويت في انتهائها لاتخاذ قرار صائب يحدد مصير دوري كرة الممتاز بما ينسجم مع القرار الدولي ويتناغم مع مصلحة الاندية ولا يضعف قيمة المسابقة التي تمثل أغلى البطولات المحلية منذ عام 1973 وحتى الان ، وبذلك يأخذ الاتحاد الجديد وقتاً كافياً من المناقشة والتحليل ليتم في ضوء الجلسة الطارئة إصدار تعليماته التي استمد شرعيتها من الهيئة العامة بعيداً عن تعنت بعض الاندية بموقفها السلبي الداعي الى انهائها حسب الموعد المقرر لضمان عدم ارتباك عقودها وتعاطيها مع المحترفين،لانها بذلك تكون قد وضعت العصي في دولاب اللعبة وتفكر بكياناتها ومكاسبها وخسائرها غير آبهة للخسارة الكبرى لقيمة التنافس تحت جحيم الصيف العراقي.
صوتك مصيرك
[post-views]
نشر في: 17 مايو, 2014: 09:01 م