باتت ظاهرة عودة الطلبة الذين انقطعوا عن الدوام في الدراسات الصباحية، الى إكمال دراستهم في المدارس المسائية شائعة، اذ يحرص غالبية الشباب وحتى من تقدم بهم العمر بعض الشيء على العودة لمقاعد الدراسة وإكمال تحصيلهم العلمي. يقول مدير مدرسة (دابان) المسائي
باتت ظاهرة عودة الطلبة الذين انقطعوا عن الدوام في الدراسات الصباحية، الى إكمال دراستهم في المدارس المسائية شائعة، اذ يحرص غالبية الشباب وحتى من تقدم بهم العمر بعض الشيء على العودة لمقاعد الدراسة وإكمال تحصيلهم العلمي.
يقول مدير مدرسة (دابان) المسائية للبنين في محافظة السليمانية بيشرو عبد الله: افتتحت مدرسة تابان في عام 2003 واستقبلت في البداية 65 طالباً، وللصف السابع وحتى التاسع الأساسي، ولكن بفضل افتتاح المزيد من المدارس المسائية للبنين والبنات تم افتتاح الصف العاشر والحادي عشر والثاني عشر للقسمين العلمي والأدبي، حتى ارتفع عدد الطلبة الى 565 طالبا يدرسون في 14 صف مخصصا لجميع المراحل
.
من هم طلبة الدراسات المسائية؟
يفيد عبد الله ان الطلبة المتقدمين للدراسات المسائية هم على نوعين: الاول هم الطلبة الراسبون لأكثر من ثلاث سنوات متتالية في الدراسة الصباحية، والنوع الاخر هم الطلبة الذين يعملون في شتى المهن لتوفير متطلباتهم المعيشية ولا يتمكنون من إتمام دراستهم صباحاً.
المستوى العلمي لطلبة الدراسات المسائية
وأوضح مدير مدرسة دابان ان المستوى العلمي لطلبة الدراسات المسائية جيد الى حد ما، لانهم يتحملون أعباء حياتية تضاف الى أعباء الدراسة وخاصة اولئك المتزوجين وممن لديهم مسؤوليات إعالة اسرهم. ويضيف بالقول ان لدينا تدريسيون كانوا في السابق طلبة في هذه المدرسة، مبينا ان المدرسة تستقيل أعدادا كبيرة من الطلبة ونحن بدورنا نسعى لحثهم وتشجيعهم على الاستمرار في الدراسة، على الرغم من ان بعضهم يدرس لمجرد الحصول على الشهادة.
ويشير عبد الله الى انه خلال العام الدراسي الماضي تم قبول 21 طالبا من خريج مدرستنا في الجامعات، فيما تم قبول 19 منهم في المعاهد.
ويشير الى انه نزولا عند رغبة الطلبة تم عزل الشباب عن أولئك المتقدمين بعض الشيء في السن، مبينا ان بعض التدريسيين يعتقدون ان طلبة الدراسات المسائية هم مثل أقرانهم من طلبة الدراسة الصباحية، ولذلك عزف بعض التدريسيين عن إلقاء محاضراتهم لدينا، في حين هناك تدريسيون على العكس من ذلك يرحبون بالتدريس المسائي.
مبنى خاص
وأفاد عبد الله بالقول : نفضل ان تكون لنا بناية خاصة، وان نجري اختبارات الطلبة بصورة خاصة بنا، لان طلبتنا ليس بإمكانهم الجلوس براحة على المقاعد المخصصة للطلبة الصغار.
من جانبه، يقول نجم الدين علي المدير العام لتربية السليمانية: ليس بالإمكان تخصيص مبنى خاص لطلبة الدراسات المسائية، لان دوامهم يقتصر على الفترة المسائية فقط، اما بالنسبة لصغر حجم المقاعد المخصصة للطلبة الصغار، فان بالإمكان نقل طلبة المسائي الى صفوف الدراسة الإعدادية، لان حجم مقاعدهم مناسب لهم. التدريسي عدنان ابراهيم، مدرس اللغة الإنكليزية في مدرسة دابان المسائية: بسبب انقطاع طلبة الدراسة المسائية لسنوات طوال عن الدراسة، نتفهم ان يكون استيعابهم ضعيفا بعض الشيء فهم ليسوا مثل أقرانهم في الدراسة الصباحية، الا اننا نتعامل معهم بلطف ونقدم لهم الدعم والمساعدة ما امكننا ذلك. فيما يقول تدريسي اللغة الكردية نبز ابراهيم: ينبغي علينا تحمل المهام مع الطلبة وتلخيص الدراسة لهم، اذ اننا نتعاطف معهم كونهم يأتون من مقرات عملهم الى صفوف الدراسة.
التدريسيون متعاونون
يقول الطالب سيروان محمود في الصف العاشر الأساسي، وهو موظف في الوقت نفسه: اقضي أوقات ساعات الصباح الى ما بعد الظهر في مؤسستي باعتباري موظفا، فيما أتوجه عند الرابعة مساء لإكمال دراستي المسائية، لأعوض نفسي عن خسارة السنة الماضية، والفت هنا الى انه بالرغم من الإجهاد والمعاناة فان التعامل الطيب للتدريسيين يجعلني انسى كل متاعبي.
غالبيتهم يهدفون الى الحصول على الشهادة
يقول شورش علي احد منتسبي وزارة البيشمركة: في ظل عملنا المرهق وواجباتنا الوظيفية، الا اننا مطالبون بشهادة علمية، ولذلك ترى ان مسؤوليتنا كبيرة في العمل والدراسة.