TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > المالكي .. لا حامض حلو لا شربت

المالكي .. لا حامض حلو لا شربت

نشر في: 18 مايو, 2014: 09:01 م
يندر ان يعمّ الخير بلدا يتمسك حاكمه بالكرسي. ويندر أيضا ان تجد حاكما استقتل من أجل البقاء على كرسيه سنين طوال ولم يُذل. يضرب المنصب شو بيذل.
وفي المقابل، ما من رئيس غادر كرسيه طوعا إلا ووقف التاريخ احتراما له، رغم ندرة هذا النوع من الرؤساء. شخصيا لا أتذكر من الحكام العرب من فعل ذلك غير سوار الذهب السوداني وفؤاد شهاب اللبناني.
وان كانت اغراءات الجاه والمال، وحب التسلط، وغريزة الاستبداد، والخوف من كشف ما خلفه الحاكم وراءه من فساد مالي واخلاقي، من بين الأسباب المعروفة لتمسكه بالسلطة، الا ان هناك دوافع سيكولوجية أخرى قد تدفعه لذلك. هذه الدوافع تختلف من حاكم الى آخر. فبعض لم يكن له أول فوجد بالسلطة أوله. وبعض عاش طفولة مهمشة ومهشمة فالتصق بثدي الاستبداد ليعوض نقصا عميقا بداخله.
من جانبي، أرى ايضا ان الحاكم الذي لا يعرف طعم الفرح يتشبث بالسلطة. الحاكم الكئيب تتعلق روحه بكرسيه لدرجة تجعلك تحتار: هل هو انسان تحول إلى كرسي، أم كرسي أصبح انسانا من خشب؟
خطر ببالي "فقدان الفرح"، كسبب للتشبث بالكرسي، بعد ان قرأت تصريحا للرئيس اللبناني ميشال سليمان قال فيه انه ينتظر يوم انتهاء ولايته بـ "فرح". هنياله. كم مثل هذا السليمان عندنا في العراق؟
على الضد من ذلك اذكركم مرة أخرى بصاحب الوجه الطويل "بدري أبو كلبجة" مأمور مركز الشرطة في المسلسل السوري القديم "حمام الهنا". بكى ولفه الحزن من كوكة رأسه حتى أخمص قدميه يوم أحالوه على التقاعد. ضاعت السلطة من بين يديه وضاع وياها فرحها.
الكاتب الأمريكي دكستر فيلكينس نشر مقالا في مجلة "نيويوركر" بتأريخ 28/4/2014 قال فيه أن أحد شركاء نوري المالكي لفترة طويلة اخبره أن الحجي "لا يبتسم أبدا، ولا يقول شكرا أبدا، وانه لم يره مرة اعتذر". الرجل لا يعرف الفرح.
انه: لا خبر .. لا جفية .. لا حامض حلو .. لا شربت.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. الدكتور سعد حسون الحيالي

    نسيت الجنرال الامين زروال رئيس جمهورية الجزائر شخصية الرئيس زروال بسيطة ومنضبطة، وقد أعطت رزانته ثمارها في إدارة أخطر أزمة شهدتها الجزائر في تاريخها. يعرف زروال أيضا بأنه مفاوض قوي، وذو هيبة حيث رفض لقاء الرئيس الفرنسي شيراك في ظل شروط مهينة وضعها هذا ال

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram