أعلنت وكالة "انترفاكس" الروسية امس أن الرئيس فلاديمير بوتين أمر القوات الروسية التي شاركت في مناورات في ثلاث مناطق على الحدود مع أوكرانيا بالعودة إلى قواعدها.وأعلن الكرملين أن بوتين أمر وزارة الدفاع بسحب القوات الى ثكناتها،  بسبب انتهاء المناورا

أعلنت وكالة "انترفاكس" الروسية امس أن الرئيس فلاديمير بوتين أمر القوات الروسية التي شاركت في مناورات في ثلاث مناطق على الحدود مع أوكرانيا بالعودة إلى قواعدها.
وأعلن الكرملين أن بوتين أمر وزارة الدفاع بسحب القوات الى ثكناتها،  بسبب انتهاء المناورات، مضيفا أن روسيا تطالب بوضع حد فوري لعملية القمع ولاعمال العنف في شرق أوكرانيا بالاضافة الى سحب القوات منها.
من جانبه قال متحدث باسم حلف شمال الأطلسى (ناتو) امس الاثنين إن الحلف لم يلحظ أي دلائل حتى الآن على انسحاب القوات الروسية من الحدود مع أوكرانيا.
وأفاد المتحدث بأنه ليس هناك "أي دليل على انسحاب جنود روسيا من المنطقة الحدودية" ، مشيرا إلى صور التقطتها الأقمار الاصطناعية صباح اليوم .
وفي سياق اخر حذر بوتين من  محاولات تمجيد النازية ستؤدى إلى عواقب مريعة، كما في أوكرانيا، حيث أطلق عنان الإرهاب ضد المدنيين".
وأشار بوتين ، بحسب ما نقلته وكالة أنباء " إيتار ــ تاس " الروسية امس الاثنين، إلى أن القوى النازية الجديدة في أوكرانيا تنفذ حربا ضد السكان المدنيين، وأضاف "أن هذا يؤكد من جديد ضرورة حماية تاريخ الحرب العالمية الثانية من محاولات إعادة التدوين والتشويه، لافتا إلى أن روسيا والصين أصدرتا قبل 4 سنوات بيانا مشتركا بمناسبة مرور 65 عاما على انتهاء الحرب العالمية الثانية أعلنا فيه رفضهما لإعادة النظر فى نتائج تلك الحرب لان العواقب ستكون في غاية الخطورة". وأكد الرئيس الروسي أن "بلاده ستواصل لاحقا التصدي لمحاولات تزوير التاريخ ومحاولات تمجيد الفاشيين ومن تعاون معهم ومحاولات تشويه الذكرى الطيبة للأبطال المحررين". وأعرب بوتين عن شكره "للأصدقاء الصينيين" على وفائهم وإخلاصهم لذكرى الآلاف من أبناء الوطن، الذين قضوا نحبهم وضحوا بأرواحهم من اجل تحرير شمال شرق الصين من المحتلين".
فيما  أعربت أوكرانيا عن أملها بأن تتراجع موسكو عن إجراء مناورات عسكرية من شأنها أن "تشحن الأجواء أكثر في وقت تشهد كييف فيه انتخابات رئاسة الجمهورية".
وقالت الوزارة الخارجية الأوكرانية - في بيان أمس الاثنين نقلته وكالة أنباء (نوفوستي) الروسية  "نناشد الجانب الروسي إلغاء مناورات أفيادارتس 2014".
وكانت وزارة الدفاع الروسية قالت في وقت سابق إن مقاطعة فورونيج، وهي منطقة روسية تتاخم أوكرانيا، ستشهد في فترة ما بين 21 و26 ايار سباقاً للطائرات العسكرية يعرف باسم "مناورة أفيادارتس 2014" تشارك فيه 71 طائرة ومروحية للقوات الجوية الروسية.
وتتضمن فعاليات سباق الطائرات قيام الطائرات المتسابقة بمهاجمة أهداف أرضية تمثل الطائرات والآليات العسكرية والدبابات والمدافع ومخابئ العدو، واختراق دفاعات العدو الجوية.
وكان من استولوا على السلطة في العاصمة الأوكرانية كييف عن طريق الانقلاب في نهاية فبراير عام 2014 قد حددوا يوم 25 ايار موعدا لانتخابات رئاسة الجمهورية.
من جهة اخرى أعلن موفد منظمة الامن والتعاون في أوروبا الى أوكرانيا الديبلوماسي الألماني فولفغانغ ايشينغر انه يتوقع سير الانتخابات الرئاسية في شكل "طبيعي تقريباً"، الا في قسم من شرق اوكرانيا الذي يشهد حركة انفصالية موالية للروس. وقال ايشينغر للاذاعة الالمانية العامة داتشلاندفونك "اظن بحسب التقارير التي لدينا (...) اننا ننطلق من مبدأ ان الانتخابات ستجري في قسم كبير من البلاد في شكل طبيعي تقريباً".  وأضاف ان "في بعض مدن الشرق لن يكون الامر كذلك، اننا نتحدث عن نسبة قد تكون على الارجح اقل من عشرة في المئة من المدن"، اذ ستكون الانتخابات متعثرة. وأوضح ان "في هذه الظروف ان مجرد تنظيم الانتخابات امر جيد لأن نتائجها ستجعل من الصعب جداً على الذين يعارضون كييف وصف الحكومة والرئيس اللذين سينتخبان بانهما غير شرعيين". غير ان الديبلوماسي الالماني حذر من انه "لا مجال لتوقع ان تحل الانتخابات كل المشاكل". وقال: "يجب ان نكون واقعيين ان الانتخابات بطبيعة الحال لن تحمل الانفصاليين على القاء السلاح، لكنني اظن انها ستكون خطوة مهمة كي نتوصل يوما ما الى حل تفاوضي واسكات السلاح". واشتهر ايشينغر بأنه خبير في العلاقات الدولية بعدما تولى لفترة طويلة منصب سفير المانيا في الولايات المتحدة وبريطانيا وشارك في مفاوضات دايتون حول البوسنة وتوسيع حلف شمال الاطلسي في شرق اوروبا ويرأس مؤتمر ميونيخ حول الامن، الذي يجمع سنوياً قادة سياسيين وعسكريين من العالم اجمع. واوكلت اليه مهمة تشجيع المباحثات مع ممثلي السلطات والبرلمان الاوكراني والمناطق الاخرى، وخصوصاً الشرق، وفق ما اعلن الرئيس الحالي لمنظمة الامن والتعاون في اوروبا السويسري ديدييه بروخالتر خلال إعلان تعيينه اثناء اجتماع مع وزراء خارجة الاتحاد الاوروبي في بروكسيل.
من جانب اخر قالت مجلة دير شبيغل الألمانية نقلا عن مصادر قريبة من حلف شمال الأطلسي ووثيقة وضعها إن الحلف سيواجه صعوبات في الدفاع عن دول البلطيق في مواجهة اي اعتداء روسي "بالوسائل التقليدية".
وتشعر دول شرق أوروبا بالقلق بعد أن ضمت روسيا منطقة القرم الأوكرانية وحشدت نحو 40 الف جندي على الحدود الأوكرانية.
وأرسلت الولايات المتحدة 600 جندي إلى دول البلطيق الثلاث إستونيا ولاتفيا وليتوانيا بالإضافة الى بولندا للمشاركة في تدريبات لتعزيز وجود الحلف في شرق أوروبا.
وقالت المجلة نقلا عن وثيقة للجنة التخطيط الدفاعي بالحلف "تمثل قدرة روسيا ونيتها القيام بعمل عسكري كبير دون إنذار مسبق تهديدا كبيرا للحفاظ على الأمن والاستقرار في منطقة اوروبا والمحيط الأطلسي وأضافت مسودة الوثيقة أن روسيا قادرة على تشكيل تهديد عسكري محلي أو إقليمي في وقت قصير.