نجم هوى من سماء الكرة العراقية بعد أن سطع كثيراً وتلألأ حاله كحال بقية النجوم التي لم تبرح ذاكرة عشاق الساحرة المستديرة لأنها برزت كثيراً إبان الحُقب الماضية التي سارت على خطاها بقية النجوم.
فقد فُجِع الوسط الرياضي قبل يومين بوفاة أحد عمالقة الزمن الجميل بعد أن وافته المنية لتخطفه من أهله ومحبيه وزملاء جيله السابق انه صاحب الرأس الذهبية اللاعب الدولي السابق طارق عزيز الذي تألق إبان العقدين الستيني والسبعيني من القرن الماضي وبقي يعيش على إطلال ما اختزنته ذاكرته وذاكرة العراقيين ممن يعشقون بجنون تلك الكرة التي أذهلت الملايين بسحرها الأخاذ وجمال دورانها عندما تتدحرج على أديم الملاعب الخضراء .
عزيز لا يمكن أن تتناساه الأجيال مهما حُيينا لاسيما وانه ترك أرثاً كرويا ولم يكتفِ بما قدمه هو ذاته للكرة العراقية ليجعل خليقته نجله الأكبر اللاعب الدولي السابق زياد طارق الذي ذاد كثيراً عن اسم الكرة العراقية سواء مع منتخبنا الوطني الذي وقف إزاءه مدافعاً صلباً يحسب له جميع مهاجمي المنتخبات العربية والأجنبية ألف حساب لأنه كان بالفعل صخرة الدفاع العراقي إبان تسعينات القرن الماضي وكذلك الألفية الثالثة التي شهدت سنواتها الأولى تواجده بقوة على المستطيل الأخضر خصوصاً مع ناديه المفضل ونادي والده المرحوم وهو نادي الشرطة الذي خرَّج وما زال يُخرِّج كبار اللاعبين ليقترن اسم الوالد والابن باسمه وتتغنى به جماهير القيثارة الخضراء التي اعتادت عزفهما كل على انفراد .
طارق عزيز اسم كبير في عالم الكرة العراقية حيث مثـَّل منتخباتنا الوطنية وفريق آليات الشرطة لكن للأسف لم نتمتع بفنونه فقد لحقنا على شيء بسيط منها لكننا وجدنا فنونه الجميلة وقد تركزت بما اختزنه ولده زياد بقدرة وكفاءة الوالد الذي كان يحرص كثيراً على متابعته أينما حلّ وارتحل ليوصله لأبعد نقطة في عالم الساحرة المستديرة، وبعد أن أفل نجم نجله الأكبر توقع الجميع أن الزمن قد طوى تلك العائلة الرياضية مع مَن طواهم من قبل أمثال عائلة رياض نوري وإخوانه وكذلك الأخوين علاوي والأخوين خلف والأخوين هادي وغيرهم من العوائل الرياضية لتصهر لنا الأيام طاقة جديدة وإمكانية بزغت مجدداً من حيث يأتي اللاعبون أي من منجم المواهب ومصنع اللاعبين نادي الكرخ الذي خرَّج اغلب عمالقة اللعبة في العراق لنرى ما خبأته لنا الأيام ليفاجأ الوسط الرياضي بموهبة جديدة نشأت وترعرعت في كنف هذا العملاق الكبير ليكتب لنا التأريخ اسما جديدا ألا وهو اللاعب عبد القادر طارق وكما يحلو لمحبيه ان يسمونه (عبودي) وهو النجل الأصغر للمرحوم طارق عزيز ليقول للزمن قف يا زمن فإني سأعيد ما خطته أقدام أبي وأخي من قبل ليذود عبودي عن اسم فريق الكرخ ويُبدع ويتفنن في طرق مرمى الخصوم وهز شباكهم كيفما اتفق ليعيد لنا خلطة سحرية مما قدمه الوالد والأخ موهبة رائعة ليكون له جمهوره الذي يؤآزره أينما حلَّ وارتحل لاسيما انه برز قبل ذلك مع منتخبنا الوطني للناشئين وكان له حضور متميز على المستطيل الأخضر ، لنقول للاعب الدولي السابق وداعاً يا عزيز وليعلم الجميع اذا كان جسده قد فارقنا لكن روحه ما زالت تحوم في ملاعبنا وتتجلى بما يقدمه عبد القادر من عروض تذكرنا بعملاقنا الراحل.
وداعاً يا عـزيـز
[post-views]
نشر في: 26 مايو, 2014: 09:01 م