هذه ليست خطة أمنية.. واذا كانت بخلاف ذلك فأنها ليست خطة أمنية ناجحة كما أعلنت قيادة عمليات بغداد سعياً لإرضاء نفسها ولتضليلنا.. الخطط الأمنية الناجحة تتجلى فيها براعة الخبراء والأخصائيين في ميدان الأمن والدفاع وحنكتهم، وهذا ما لم يتوفر في آخر الخطط الأمنية التي تفاخرت بها قيادة عمليات بغداد.
أي مفوض شرطة بإمكانه وضع خطة كالخطة الأمنية الخاصة بزيارة مرقد الامام موسى الكاظم الأخيرة .. ببساطة لأنها نسخة مكررة مرات عدة عن الخطط السابقة.. وهل أسهل من أن تُقطع الشوارع ويُمنع مرور السيارات عليها؟ .. شرطة المرور وحدها قادرة على القيام بهذه المهمة اليسيرة التي لا تتطلب أي جهد فكري أو جسدي من قيادة عسكرية من نوع قيادة عمليات بغداد.
ليست خطة أمنية ناجحة أن تُغلق الشوارع من دون أي إعلان مسبق ومن دون أي اعلان عن توقيت بدء الاغلاق وتوقيت انتهائه.. وهذا ما فعلته قيادة عمليات بغداد، إذ اغلقت شوارع رئيسة وحيوية في العاصمة منذ يوم الاربعاء، أي قبل اربعة ايام من يوم الزيارة، وأبقت على الاغلاق قائماً حتى صباح أمس الاثنين، أي بعد أكثر من 12 ساعة من انتهاء مراسم الزيارة.. من أبسط حقوق الناس أن يتبينوا على نحو واضح الإجراءات التي تؤثر في نظام حياتهم اليومية.
ليست خطة أمنية ناجحة تلك التي تتسبب في حبس آلاف العائلات في منازلها رغماً عنها خمسة أيام متتالية بلياليها، وتحول دون اداء واجبات اجتماعية لازمة تتعلق بالمتوفين والمرضى مثلاً... انها خطة أمنية ظالمة وجائرة في الواقع في حق الذين يُضارون منها.
ليست خطة أمنية ناجحة هذه التي تتسبب في قطع أرزاق الآلاف من الكسبة والعمال اليوميين وأصحاب الاعمال الذين تتوزع أعمالهم على امتداد نصف أو أكثر من الشوارع الاكثر حيوية في بغداد.
ليست خطة أمنية ناجحة تلك التي لا تأخذ فيها قيادة عمليات بغداد في الحسبان أن ليس كل سكان العاصمة مسلمين، وليس كل المسلمين شيعة، وليس كل الشيعة يشاركون في مراسم الزيارة، أي زيارة، وان قيادة عمليات بغداد ليست خاصة باتباع دين معين أو مذهب محدد، ما يفرض عليها مراعاة مصالح الجميع من دون أي استثناء أو تمييز.
قيادة عمليات بغداد وسائر القيادات العسكرية والأمنية تبرّر اتخاذ اجراءات أمنية مشددة في الايام العادية بمواجهة الارهاب والسعي لضمان أمن الناس، مثلما تتذرع وزارة الداخلية بالحجة نفسها في عدم منحها اجازات التظاهر، وهو حق دستوري، أو تحديد هذه الاجازات باوقات وأماكن ضيقة للغاية، فلماذا لا تسري هذه القاعدة على مناسبات الزيارة بأن يجري التوجيه، بالتعاون مع الهيئات والمؤسسات الدينية، بالحدّ من الزيارة وبتحديد مسافات المشي، بسبب الظروف الأمنية الاستثنائية التي يمر بها البلد؟
خطة أمنية؟ ... فااااااشلة!
[post-views]
نشر في: 26 مايو, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 4
زائر رغما عنه
دخلنا في ازمة صمون حادة للانقطاع عن العالم فجاءة...اقرباء تبرعوا باستضافتنا لتزجية الوقت وللتخلص من ازمة الغذاء المؤقتة التي دخلت علينا , توجب علينا السير لعدة كيلومترات واختصرنا الطريق للمرور في الافرع , الجيش يمنعنا من المرور في الازقة وكل المختصرات اغل
farid mohamad
أستاذ عندنان.أسألك بالله هل الدين الذي تدين به الشيعة فقط(الزيارات) وتسقيط المعاملات بين الناس بالتقوى والعبادات بالجوارح أم أنه دين الطقوس المؤلمة الذي يستغله جهلة القرون الوسطى للسيطرة على كل شيئاً يخص الإنسان وتكوينه الشخصي في ماله وكرامته وعرضه بلا مب
ابو اثير
هذه هي أحدى الضرائب التي يدفعها الشعب العراقي من ماله العام ومن حريته في التنقل ومن الفوضى والتخبط واللا معقولية في حرمان الملايين من الناس من التمتع بأبسط حرياتهم الفردية التي أقرها الدستور ومنظمات حقوق ألأنسان حيث أخذت هذه المناسبات التي نراها ونلمسها ف
ابو سجاد
انا متاكد لو جلست ياسيد عدنان مع المرجعية تحديدا وطلبت منها تحديد نسبة معينة من الزائرين لرحبت به ولكن صدقني لو تفوهت المرجعية بذلك لكفرها الجميع وصرخوا باعلى اصواتهم انها كافرة وخرجت عن الملة وخير دليل على ذلك عندما حذرت من انتخاب المختار ورهطه فماذا كان