مازلت عند رأيي أن رئيس الاتحاد الآسيوي البحريني سلمان بن إبراهيم ينظر للاتحادات الوطنية المنضوية تحت لواء اتحاده بزوايا مختلفة حسب المزاج بغض النظر عما أبداه من دعم معنوي لوفد (كتلة ناجح حمود) أثناء زيارته الأخيرة إلى العاصمة البحرينية المنامة، فما أسهل الكلام حينما يكون بالمجان من دون أن يرتبط بفعل ثمنه باهظ في معيار المسؤولية الحقة لرجل يضطلع بواجبه كما يفترض لحماية نزاهة منظومة آسيا خاصة إذا كانت تُعنى بعملية انتخابية عسيرة حامت حولها الشكوك في نوايا القائمين عليها وهددت حياة ممثل دولي وصعّدت لغة التحذير داخل أروقة (فيفا) لمعاقبة اللعبة، فكيف يمتنع الآسيوي من توفير الغطاء الرقابي لواحد من أهم ممارسات ديمقراطية كرة القدم في العراق التي يُراد اختطاف كرسيها الأعرج لكثرة اهتزازه بفضائح هدر المال في عقود خاسرة ونكسة المونديال وقتل الدوري وتخريب العلاقات الإنسانية وشخصنة التصويت الخارجي ونسف المشروع الخليجي في البصرة !
وإزاء الموقف الآسيوي الغريب من قضية انتخابات الشيراتون السبت المقبل ، لم نجد أي توضيح في بيان رسمي من اتحاد كرة القدم أو رئيسه بعد زيارته (الحميمية) إلى المنامة بشأن الخيارات البديلة عن سحب الممثل الدولي د.شامل كامل ، لماذا لا يصار إلى تسمية ممثل جديد توّفر له جميع الضمانات أثناء حضوره إلى بغداد قبل 28 ساعة من بدء الانتخابات ويفضل من دول الجوار كالأردن والكويت ممن لهم تمثيل قاري ودولي على غرار حضور الكويتي حيدر فرمان لانتخابات المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية الوطنية في 15 آذار الماضي ولم تدم زيارته سوى يومين ، فقد أشاد بنجاح عملية التصويت واستقرار الأجواء المحيطة بها.
وبالرغم من الثقة الكبيرة التي يتحلى بها أعضاء اللجنة المشرفة على الانتخابات لكونهم مستقلين ولا ناقة لهم في فوز هذه الكتلة أو تلك ، إلا إن المخاوف والشكوك اللتين أبداهما عضو اتحاد كرة القدم المنحل محمد جواد الصائغ من محاباة اللجنة لصالح كتلة المنافس لابد أن تؤخذ على محمل الجد من دون أن يكشف عن أسانيد تهمته تلك سوى إشارته إلى تضامن أعضاء اللجنة مع قرار تأجيل الانتخابات إلى يوم 31 أيار وهي تهمة غير كافية لإدانتهم لأنهم غير معنيين بأية خطوة خارج صُلب مهمتهم في الإشراف على الانتخابات ، بل واحدة من مساوىء قرار (كاس) انه جعل مصير التحكم باللجنة نفسها بيد المتهم !
ونظراً لخطورة الإجراءات التي ستلحق بكرة القدم سفيرة الرياضة العراقية في حال عرقلة الانتخابات وحصول فوضى أثناء إدلاء أعضاء الهيئة العامة بأصواتها واحتمالية تبادل الاتهامات في القاعة إذا ما جاءت النتائج بعكس ما خططت له الكتلتان وما وعدتا به من المؤيدين ، وفشل الممارسة برمتها التي ستثير غضب (فيفا) وتدفعه لإيقاع عقوبات قاسية بحق الكرة العراقية كما حذر من عواقبها في بيانه الأخير ، نرى وجوب حضور الدكتور قصي السهيل نائب رئيس مجلس النواب وحامل ملف الرياضة للإشراف على سير العملية الانتخابية وانجازها مثلما أنجز ملف اللجنة الاولمبية واتحاداتها المركزية سابقاً ، وهي مناشدة مخلصة له قبيل انتهاء ولاية مجلس النواب في 15 حزيران المقبل لاسيما انه تعهد بتصفية جميع المعوقات التي تحول دون إنهاء الملفات الرياضية ومنها اتحاد كرة القدم.
ولا تكفي إشارة وزير الشباب والرياضة المهندس جاسم محمد جعفر بضرورة إجراء الانتخابات بشفافية تامة لتتجلى الممارسة الديمقراطية بأرقى صورها فالمسؤولية الوطنية تحتم عليه ان يكون في طليعة صفوف الشاهدين على تلك الممارسة ويُبطل تهمة محاباته للمرشح ناجح حمود الذي اصطحبه في حملته الانتخابية البرلمانية في قضاء الطوز تزامناً مع تحضيرات حمود نفسه للمنافسة على رئاسة الاتحاد بُعيد صدور قرار تأجيل الانتخابات إلى 31 أيار الحالي ، وبذلك سيُعبّر الوزير عن تضامنه مع الهيئة العامة ودعم سعيها لانتخاب المرشح الكفء لإنقاذ اللعبة من شبح العقوبات التي تضرّ بسمعة الدولة ويسارع لأن يكون أول المتصدين لحمايتها وليس الهروب من مواجهة الموقف تحت ذريعة (تجنب التدخل الحكومي) وإلا فأنه أول المسؤولين عن اختطاف الديمقراطية في الشيراتون!
ولن يُعفى رئيس اللجنة الاولمبية رعد حمودي عن المسؤولية نفسها في المشاركة بترسيخ انتخابات نظيفة فصمته ووقوف اعضاء مكتبه التنفيذي على خط الفرجة يؤكد ضلوع الأولمبية في مخطط اقل ما يوصف بأنه غير مسؤول وله تبعات سلبية تدين الرئيس بالتقصير في عدم المساهمة باستقرار اتحاد رياضي مهم لا يجوز ان يستفرد اعضاؤه بسياسة الانتخابات خارج عصمة الأولمبية!
لننتظر السبت الموعود بصبر السنين الثلاث لما يفرزه من نتائج تُنهي (ألاعيب) البعض بمصير الكرة العراقية وتُسقط مناورات الصراع المحموم حول قيادة الاتحاد ونأمل أن تعيد أصوات الهيئة العامة الرشد والحكمة لمن فقدهما وتتوج المخلصين بتاج الثقة لكي تستعيد كرتنا الهيبة والوقار بعد أن ذلّـت بتصرفات صبيانية بين الغرباء وأبناء الجار!
اختطاف بعلم الوزير !
[post-views]
نشر في: 27 مايو, 2014: 09:01 م