عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" طرح أحد الزملاء، هو عمار السوّاد، سؤالاً عمن سيكون بيضة القبّان في عملية تشكيل الحكومة الجديدة بعدما كان التحالف الكردستاني، من وجهة نظره، بيضة قبّان التشكيل الحكومي الأول للسيد نوري المالكي، وكتلة الاحرار الصدرية بيضة قبّان التشكيل الثاني المنتهية ولايته الآن.
السؤال مهم للغاية، فما من أحد من الكتل السياسية الرئيسة الفائزة في الانتخابات الأخيرة قادر بذاته على تشكيل الحكومة الجديدة التي يتعيّن على إحدى أكبر كتلتين في البرلمان الجديد (دولة القانون والتحالف الكردستاني) أن تتحالف مع واحدة أو أكثر من الكتل الكبيرة التالية (الأحرار، متحدون، المواطن، الوطنية)، فضلاً عن عدد من الكيانات الصغيرة، لتشكيل الكتلة البرلمانية الأكبر المؤهلة للتكليف بالتشكيل الحكومي الجديد والنجاح في انجاز هذا التشكيل بحيازة أكثر من 164 مقعداً برلمانياً.
تحالف دولة القانون ما انفك يُعلن انه الوحيد القادر على تحقيق هذه المهمة، فقد صرّح أحد القياديين في هذا التحالف أمس بان تحالفه سيكون له أكثر من 125 مقعداً بعد ظهور نتائج الطعون المقدمة الى مفوضية الانتخابات. هذا العدد حتى، لو تحقق بالفعل، فان قيمته لا تتجاوز قيمة الصفر (0) ما لم يقترن بعدد (40) في الأقل من المقاعد البرلمانية ليضمن دولة القانون حيازته نسبة 50 بالمئة زائداً واحداً اللازمة لتشكيل الحكومة.
لبلوغ دولة القانون حلمه العزيز لابدّ له من التحالف مع واحدة أو أكثر من الكتل الكبيرة الأخرى.. التحالف الكردستاني؟ مستحيل.. وكذا الوطنية... متحدون؟ شبه مستحيل. الأحرار؟ صعب للغاية... المواطن؟ .. ليس مستحيلاً ولا شبه مستحيل ولا صعب للغاية. كتلة المواطن التي رفعت قبل الانتخابات من مستوى خطابها ضد فكرة الولاية الثالثة للمالكي، يبدو موقفها الآن مرتخياً بعض الشيء، فهي لجأت في ما يبدو الى مبدأ التقيّة.. نحن نعرف ان قادة المواطن لا يرغبون بالتجديد للمالكي، لكن تصريحاتهم خلال الاسابيع الثلاثة المنصرمة لا يُستفاد منها انهم سيكونون عند كلمتهم قبل الانتخابات.
المواطن، الى جانب بعض الكيانات الصغيرة والفردية، يُمكنها أن تؤمّن لدولة القانون تشكيل الحكومة برئاسة المالكي أو غيره من دولة القانون، أي انها الآن هي بيضة القبّان التي تساءل عنها الزميل السوّاد... لكن، هل يجازف قادة المواطن بالإقدام في الآن نفسه على خطوتين قاتلتين: الأولى، خيانة وعودها لناخبيها الذين منحوها أصواتهم على أساس برنامجها المتضمن نبذاً للولاية الثالثة، والخطوة القاتلة الثانية هي تشكيل حكومة شيعية خالصة لا تحالف كردستانياً فيها ولا متحدون السنية؟
من الصعب تصور ان قيادة سياسية واعية أو حتى بنصف الوعي يمكنها أن تنزلق الى هاوية سحيقة كهذه تقودها الى فقدان صدقيتها لدى جمهورها ولدى القوى السياسية الأخرى، وتحوّلها في نهاية المطاف الى جمعية خيرية لسقاية "المشّاية" الى كربلاء والكاظمية.
نعم ، المواطن هي بيضة قبّان الحكومة، إن مع دولة القانون أو مع خصومها ومعارضيها.
بيضة قبّان الحكومة الجديدة
[post-views]
نشر في: 27 مايو, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 4
كاطع جواد
سيبتلع المالكي كل القوائم الشيعية في التحالفات كما أبتلعها في الانتخابات ( بوسائله المعروفة ) و السبب واضح هي السلطة و الكرسي و ما تدر على من يمسك بها من مال و جاه و قوة و نفوذ و عدم استطاعة اي احد على محاسبته لقد فقد العراق كل مقومات الدولة .. فلو كان ا
اكرم حبيب
باختصار اهدي هذا المقال الى السيد الطائي مع احترامي
ابو اثير
أستاذنا الفاضل.. التحالف الوطني بكل كتله المنظوية فيه لا تزال تتأثر وتخضع بشكل مباشر أو بآخر بتوجيهات الجارة أيران والجارة صاحبة النفوذ القوي على التحالف الوطني لا تريد أن يفرط وينقسم التحالف الوطني لأن في أنقسام التحالف الوطني ستفقد أيران السيطرة والهي
اسامة
ولماذا لا تقول ان الاتحاد الكردستاني هي بيضة القبان ؟!! لأنه لا احد من الكتل يعترض على ان يكون منصب رئاسة الجمهورية منهم .. ويمتلكون صفة مكون كردي وهذه الصفة ضرورية لتشكيل الحكومة