الرباط / محمد خلفيواجه المغرب تحديات امنية جدية مع تنامي الجماعات الارهابية في دول منطقة شمال افريقيا والصحراء الكبرى، واستمرار انهيار الدولة الليبية و دخولها في مرحلة الصراعات الداخلية المسلحة التي تلعب فيها التيارات الدينية المتشددة و العنفية الدور
الرباط / محمد خلف
يواجه المغرب تحديات امنية جدية مع تنامي الجماعات الارهابية في دول منطقة شمال افريقيا والصحراء الكبرى، واستمرار انهيار الدولة الليبية و دخولها في مرحلة الصراعات الداخلية المسلحة التي تلعب فيها التيارات الدينية المتشددة و العنفية الدور الاكبر من دون نسيان الاوضاع المضطربة في مصر المجاورة التي هي الاخرى اضحت هدفا لعمليات ارهابية تنفذها فصائل ترتبط بحركة الاخوان المسلمين و القوى الاسلامية المتطرفة المتحالفة معها ،وهي كلها مؤثرات وعوامل ساعدت على ارتفاع منسوب التطرف العنيف داخل البلاد.
ويمتلك المغرب سجلا حافلا في مجال مكافحة التطرف العنيف داخل البلاد ،بما يتضمنه ذلك من تفكيك لعدة خلايا مرتبطة بنواة تنظيم (القاعدة) او بفرعها في شمال افريقيا، وتنظيم (القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي). وفي هذا السياق يكشف مسؤولو الامن عن توقيف الالاف من المشتبه بهم في جرائم الاغتيال و الاعتداء و السرقة، ومصادرة كميات ضخمة من الاسلحة الثقيلة في مخابئ عديدة، ويشيرون الى "احباط عدة محاولات لمهاجمة الاجهزة الامنية والمرافق السياحية والبعثات الدبلوماسية واماكن العبادة للمسيحيين و اليهود" اضافة الى "تفكيك شبكتين لتجنيد الجهاديين في مالي في اواخر العام 2012"، و"شبكة اخرى عابرة للحدود الوطنية تجند الجهاديين للقتال في سوريا ومالي وذلك بالتعاون مع السلطات الامنية الاسبانية".
شبكات عابرة للحدود
ويقول المندوب العام لـ(ادارة السجون واعادة الادماج) في المغرب السيد التامك" ان صعوبة مكافحة الارهاب في الصحراء الكبرى و الساحل الافريقي تكمن في الشبكات الواسعة متعددة الجنسيات التي انبثقت في تلك المناطق مستفيدة من الحدود سهلة الاختراق"، موضحا "ان هذه الشبكات تحافظ على روابط وثيقة مع المجتمعات المحلية، ما يوفر الدعم اللوجستي للمهربين وتجار المخدرات و المنظمات الاجرامية العابرة للحدود" ومن بينها " تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي" الذي حافظ على صموده ،بل وحتى ضاعف اعماله ونشاطاته الاجرامية و الارهابية على الرغم من الخسائر الفادحة التي تكبدها خلال العملية العسكرية الفرنسية في مالي" واضاف " ان شبكة علاقاته وتحالفاته تتسع لتضم تنظيم ( انصار الشريعة في ليبيا) و جماعة ( بوكو حرام) في نيجيريا ،وحركة ( الشباب الاسلامية ) في الصومال".
جهاديون مغاربة في " شام الاسلام"
ويشير التامك الى " ان المغرب يعمل الان مع شركائه الاقليميين على مكافحة التطرف العنفي في المجالات السياسية و الدينية و الاقتصادية و الامنية ،وذلك من اجل تأمين الاستقرار السياسي وسلامة الاراضي في دول الصحراء الكبرى والساحل الافريقي" مشددا على ان هذا لا بد ان يقترن بتقديم الشركاء الغربيين الدعم التقني و الاستثمارات التنموية للحكومات الضعيفة في دول الصحراء الكبرى و الساحل الافريقي ،وان تقوم هذه الدول بتدريب القوات الخاصة وتبادل المعلومات الاستخبارية مع سلطات الامن المحلية". ووفقا لتقارير رسمية فأن ما يقارب الالف مغربي غادروا البلاد للقتال في سوريا ،وان معظمهم التحق هناك بحركة " شام الاسلام" التي اسسها مغربي،ويحصل مقاتلوها على تدريبات مكرسة لصنع المتفجرات و استخدام الاسلحة الثقيلة قبل اعادتهم الى المغرب".