لا ارغب بكلمات ثرثرة حول ما جرى وما مر من أحداث . رغم الحقيقة الفاضحة حد الوجع .
الآن .. كل ما مر بنا غدا تاريخا .
لقد طرحت كل وريقات اللعب التي بحوزتي ..وأنت كذلك ، لعبت بكل ما في جعبتك من أوراق ، بدهاء واقتدار .
لا شيء أمامنا لتقوله او أقوله . ما من ( زار ) اخر او قطعة ( نرد ) اخيرة نرميها مجددا ..اللعبة انتهت .
انتهت اللعبة ، والفائز يأخذ كل شيء ، والخاسر ، يقف مدحورا ، ضئيلا أمام نشوة الانتصار .
كنت احسب أنني انتمي إليك ، كنت احسب إن ذاك الأمر وحده يكفيك . كنت أظن إنني أقمت سياجا يحميني . ورنوت لبيت عامر آمن يحتويني ،
ولكن … أواه ، كم كنت مغفلة حين حسبت انني العب اللعبة وفق أحكام القانون .
ربما ، ربما القدر شارك معك برمي نرد الفوز …. والفائز يستولي على كل شيء . والخاسر يقف صغيرا مخذولا أمام المزهو بالانتصار .
الآن ..لا مجال للشكوى ، لن انبس ببنت شفة . وأنت تصافحني ، وتتجاهل ما بدا لك من حزني ، فالفائز يأخذ كل شيء . والخاسر يقف صغيرا أمام قواعد اللعبة !
سطور الاستهلال أعلاه مستلة - بتصرف - من أغنية مؤثرة كانت شائعة إبان الثمانينات لفرقة ( آبا ) الغنائية . إستعرتها - سيما عنوانها المعبر —( الفائز يأخذ كل شيء) لأمدها بالطول والعرض على عملية الانتخابات وتداعياتها . وما حام حولها من شكوك وشوائب. قيل ثمة تزوير، قيل بيع ضمائر . قيل شراء اصوات ، قيل بعث الموتى من الأجداث للتصويت ، قيل تكريس قناعات ، قيل التلويح بمناصب ومكاسب وعقود ، قيل أجهزة بصمة عاطلة ، قيل إضافات بسيطة جدا جدا أثناء عمليات العد والفرز ، فالمئة تصير ألفا، بمجرد إضافة صفر لا اكثر . والعشرون تغدو مئتان ، قيل ، ويقال : لتختلط الحقائق بالأوهام بالأضاليل، ولتختل المعادلة قبل المطلوب إثباته ، او التأسي بالبرهان .
انتهت اللعبة الديموقراطية سواء بأسمالها او بحليها وزركشتها . ليستيقظ المواطن البسيط ، غير المسيس ، غير المؤدلج ، غير الطائفي، غير المسنود بظهر أب ، او عم او خال او ذوي قربى . ليجد نفسه على الطوى — كما كان — يتوق لشربة ماء دون غصة ، ولرغيف دون منّة ، ولفرصة عمل دون ابتزاز ، ولسقف آمن دون تهديد او تهجير ، و،،، و،،
لا لوم ولا عتاب، فهذه هي الديموقراطية … الفائز فيها يأخذ كل شيء ، وليس أمام الخاسر إلا تجرع شراب الخيبة ، او رفع عريضة ( تظلم ) بوجه ممثل بعثة الأمم المتحدة ببغداد والتي يسمونها ( يو .. نامي ) وترجمتها الحرفية نجدها في احد أبيات الجواهري الخالد ( نامي، جياع الشعب نامي ).
فوز بطعم الخردل
[post-views]
نشر في: 28 مايو, 2014: 09:01 م