العاصمة الأردنية عمان تحتضن اجتماعا لقوى عراقية سُنية برعاية إقليمية، لبحث سبل الحصول على وزارتي الدفاع والداخلية ، وفد من ائتلاف دولة القانون يتوجه الى ايران ويبحث مع المسؤولين في طهران ضمان حصول نوري المالكي على الولاية الثالثة ، انقرة تستقبل وفدا عراقيا للاتفاق على خريطة طريق تحدد ملامح المرحلة المقبلة ، وبما يحقق التوازن بين المكونات العراقية ، هذه الأخبار وغيرها ، تبثها يوميا وكالات أنباء محلية ومواقع الكترونية ، فضلا عن فضائيات وصحف كلها تعتمد المصادر المطلعة، فيما تأخذ المؤتمرات الصحفية مسارا اخر يتعلق بشكل الحكومة الجديدة ، وأصحاب التصريحات حتى هذه اللحظة لم يضعوا "النقاط على الحروف" كما يقال لكي يعطوا صورة واضحة عن توجهاتهم ومواقفهم.
المشهد العراقي اليوم يعكس صورة ضبابية لخطوات ما بعد اعلان نتائج الانتخابات التشريعية ويبدو ان المشهد بحاجة الى المزيد من الوقت، لتبديد الغيوم ليرى العراقيون ضوء الشمس ليترسخ ايمانهم بقادتهم السياسيين ، عندما يتخلى الأقوياء عن مخالبهم ، ويتم الاتفاق المبارك على تشكيل الحكومة الجديدة ، بحيث لا تكون رحما لاندلاع الأزمات ثم المكوث الطويل في المربع الاول في اشارة الى وصف العملية السياسية بانها عرجاء لاتستطيع السير خطوة نحو الأمام .
الصورة الاخرى في المشهد تكشف عن وجود عشرات المراكب ترسو بجوار "سفينة العملية السياسية " وكل مركب يقوده سياسي ، يعتقد بانه الربان الوحيد القادر على قيادتها الى بر الأمان ولحين الاتفاق على ربان واحد ، ستظل السفينة تنتظر الإبحار، والعملية تحتاج الى سقف زمني طويل حتى يتخلى أصحاب المخالب والمراكب عن مواقفهم المتشددة، ويقتنعون بان مهمتهم الحفاظ على السفينة من الغرق ، والدفاع عنها من هجمات القراصنة.
قبل استحداث هيئة رسمية تشرف على تنظيم المرائب في بغداد ، كان سائقو السيارات العاملون على خطوط بغداد ومحافظات الجنوب ، يعتمدون على مشرف كراج ساحة الوثبة المدعو خليفة سلمان في تنظيم حركة انطلاق باصات الخشب المتوجهة الى الكوت والناصرية والبصرة والعمارة ، ولم يكن احد يشكو فوضى التنظيم ، لان المشرف كان دقيقا جدا في تنفيذ مهمته بكل مهنية وحيادية وإخلاص فنال المرحوم خليفة إشادة سائقي باصات الخشب ، لدوره في فرض النظام وحل النزاعات ، والمشاجرات.
ركزت بعض وسائل الإعلام التابعة الى أحزاب وقوى مشاركة في الحكومة الحالية ولها الصوت الاعلى في السلطة التنفيذية على دور زعيم سياسي يترأس تحالفا كبيرا في حسم الخلافات وتقريب وجهات النظر والمواقف بين اصحاب "المراكب الصغيرة" ليلتحقوا بالسفينة والزعيم المعروف عنه بانه في اشد الأزمات يصور للعراقيين بان" الدنيا ربيع والجو بديع" والمشاكل سحابة صيف سرعان ما تتبدد ، تنظر اليه اطراف اخرى بانه اختار الربان الأوحد قبل اعلان نتائج الانتخابات ، ويحاول حاليا إقناع الحلفاء والشركاء بقبوله مرشحا لتشكيل الحكومة الجديدة ، بغض النظر عن الملاحظات والانتقادات ، ومواقف دول خارجية ، متهمة بتحشيد القراصنة للاعتداء على السفينة العراقية .
الإشادة بدور صاحب نظرية "الجو بديع" تتطابق مع الأخبار المستندة الى المصادر المطلعة التي تتناول الاتصالات واللقاءات في عواصم خارجية ،وفي ظل فوضى ضياع الحقيقة يحتاج أصحاب المراكب الى خدمات شخص يتولى مهمة الراحل خليفة سلمان لينظم الأمور وبما يضمن حقوق الجميع ، قبل افتراسهم من أصحاب المخالب.
مخالب الأقوياء
[post-views]
نشر في: 28 مايو, 2014: 09:01 م