لعل يوهان هاينريش شْمَلتْسر هو أول الموسيقيين النمساويين الكبار، وواحد من أوائل عازفي الكمان البارعين في النمسا وألمانيا، بعد أن كانت هذه الحرفة حكراً على الموسيقيين الطليان. لا يعرف وقت مولده بالضبط، لربما في مطلع عشرينات القرن السابع عشر، كما يعرف
لعل يوهان هاينريش شْمَلتْسر هو أول الموسيقيين النمساويين الكبار، وواحد من أوائل عازفي الكمان البارعين في النمسا وألمانيا، بعد أن كانت هذه الحرفة حكراً على الموسيقيين الطليان. لا يعرف وقت مولده بالضبط، لربما في مطلع عشرينات القرن السابع عشر، كما يعرف القليل عن بدايات حياته. لكنا نعرف أنه كان يعمل في كنيسة شتيفان (وهي الكنيسة الأشهر في فيينا اليوم) في 1643. عمل في بلاط آل هابسبورغ في فيينا وهو يافع في حوالي 1635 أو 1636، خدم لدى الإمبراطور فرديناند الثاني، ثم فرديناند الثالث بمعية أشهر موسيقيي عصره مثل يوهان ياكوب فروبرغر والإيطاليان جوفاني فالنتيني وانتونيو برتالي. وكانت له حظوة عند الإمبراطور ليوبولد الأول راعي الفنون المعروف الذي رفعه إلى مصاف النبلاء في 1673، ثم عينه قائداً للفرقة الموسيقية في 1679 قبل أشهر من وفاته بالطاعون سنة 1680.
كان له تأثير كبير على تطور موسيقى الكمان في النمسا، وكان الموسيقار الكبير هاينريش إغناتس فون بيبر (1644-1704) من تلاميذه على الأرجح. ويعرف عن بيبر أنه من أمهر عازفي الكمان في وقته. كان لشملتسر دور كبير في تطوير شكلي المتتابعة والسوناتا الباروكي (والأخير يختلف عن شكل السوناتا الكلاسيكي التقليدي الذي بدأ مع كارل فيليب إيمانويل باخ، لكن تطويره الفعلي وإيصاله القمة يرتبط باسم النمساوي فرانس يوزف هايدن).
عادت موسيقى شملتسر إلى الحياة بفضل تسجيلات فرقة الموسيقى القديمة في كولونيا قبل حوالي عشر سنوات، وأكملت فرقة فرايبورغ الباروكية المهمة ليأخذ هذا الموسيقار المنسي موقعه الذي يستحق في تاريخ الموسيقى. وتعتبر الفرقتان الألمانيتان من بين الفرق الطليعية في إعادة إحياء نوادر الموسيقى القديمة.