اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > النساء يزاحمن الرجال في استخدام المنشطات الجنسية

النساء يزاحمن الرجال في استخدام المنشطات الجنسية

نشر في: 1 يونيو, 2014: 09:01 م

تهامس بشار مع صديقه بكر( 26عاماً) في ليلة زفافه  بشأن قدرته هذه الليلة على أن يكون (رجال وكدع) واضعا بين يديه  شريطاً من الحبوب الزرقاء طالباً منه ان يتناول حبة  لتساعده في قضاء ليلة سعيدة وهو بكامل العنفوان ! بكر همس في أذن بشار (أني

تهامس بشار مع صديقه بكر( 26عاماً) في ليلة زفافه  بشأن قدرته هذه الليلة على أن يكون (رجال وكدع) واضعا بين يديه  شريطاً من الحبوب الزرقاء طالباً منه ان يتناول حبة  لتساعده في قضاء ليلة سعيدة وهو بكامل العنفوان ! بكر همس في أذن بشار (أني متخوف من هذه الليلة ) طالباً منه ان يضع الشريط في جيبه وهي حبوب الفياغرا وبنوعية فاخرة. المخاوف انتهت بعد ساعة من زفاف بكر من دون الاستعانة بالحبوب  بكر تساءل : هل نحن في الاتجاه الصحيح بعد أن استطاع العديد من  الشركات العالمية الدوائية  إنتاج العديد من المنتجات تحت مسميات المنشطات الجنسية للرجال والنساء واستخدام أشكال مختلفة في الإعلان والدعاية ، بل وصل الأمر  في اتباع وسيلة جديدة لإثارة النساء والفتيات جنسياً من خلال عبوات مصنعة خصيصاً للنساء تشبه النسكافيه وغيرها من العبوات و أنواع مختلفة. 

تساؤل بكر أتاح لـ( المدى ) أن تجري تحقيقاً عن أهمية وكيفية وحقيقة هذه المنتجات لاسيما أن تجارتها تجاوزت عشرات المليارات من الدولارات سنوياً نصيب البلدان العربية الأوفر منها حسب دراسات متخصصة، والمجتمع العراقي أحد المجتمعات التي وصلت إليها تلك المنتجات وتباع في الأسواق المحلية والصيدليات ومن دون محاذير، بل يعــد القائمون في تجارة المواد الدوائية انها تجارة وفيرة ولها أرباح كثيرة والسوق العراقي محتاج لها بشكل مستمر.

المنشطات لا تكون علاجاً للضعف الجنسي
الدكتور الاختصاص بالأمراض القلبية بدري فاضل أشار لـ ( المدى ) أن ظاهرة استخدام المنشطات الجنسية من قبل جميع الشباب أصبح أمراً شائعاً جداً ونستغرب من استخدامه من قبل الشباب الذين لا تتجاوز أعمارهم 24 سنة ، ووصل الأمر في استخدامه ليلة الزفاف . بدري اشار الى أن تناول هذه الاصناف من دون وصفة طبية ستسبب آثاراً جانبية ليصل الامر الى فقدان السمع او تعرض نوبات القلب الى ارتفاع فى النبض مما يتطلب الذهاب به الى صالات الطوارئ في المستشفى القريب. 
وحذر أطباء بريطانيون من أن عقار الفياغرا والعقاقير الأخرى المشابهة المنشطة جنسيا كان لها علاقة بآثار جانبية . وبالرغم من التحذيرات التي يطلقها الاطباء عن إمكانية إصابة مستخدمي هذه العقاقير لمشاكل سمعية بفقدان السمع الحسي العصبي وهو فقدان سريع للسمع بإحدى أو كلتا الأذنين قد تم ربطها بتعاطي الفياغرا وعقاقير مشابهة هي سيليس وليفترا.
بدري اوضح أن استخدام هذه المنشطات لا تكون علاجاً للضعف الجنسي مهما كانت أسبابه فلهذه المنشطات استخدامات طبية ولكنها محدودة لعلاج بعض حالات الضعف الجنسي الناتج عن نقص الهرمون الذكري في الجسم أو المصاحب لحالات الضعف العام ولا يتم استخدامها إلا بعد تشخيص السبب الذي أدى إلى الضعف الجنسي . بدري رأى أن زيادة القدرة الجنسية لا تزيد بالمنشطات الجنسية لأنها صفة من الصفات الطبيعية لكل رجل تدخل في اكتسابها عوامل عديدة منها العوامل الوراثية للجنس والأسرة ومنها البيئة وطبيعة المعيشة وبنيان الجسم والتغذية وغيرها وقد تكون من هذه العوامل قدرة الشاب الجنسية التي تظل صفة من صفاته طوال حياته وتتأثر هذه القدرة الجنسية بالعوامل النفسية التي يمر بها الإنسان على مدى حياته فنجد أنها قد تزداد وتنقص بتأثير عوامل نفسية معينة إلا أنه بزوال هذه العوامل تعود القدرة الجنسية إلى صورتها الطبيعية.
الظاهرة عالمية وهي أحــد عيوب الانترنيت
الدكتور محمد رحيم حسن اختصاص طب نفسي يشير لـ ( المدى ) أن هذه الظاهرة ليست محلية بحسب، بل هي ظاهرة عالمية انتشرت بشكل سريع وواسع خصوصاً في البلدان العربية لكننا وبسبب عزلنا عن العالم الخارجي لسنوات طوال لم نطلع على هذه الامور . رحيم أوضح أن الانفتاح في مجال عالم الانترنيت والفضائيات وامكانية الدخول الى أي موقع او أية محطة عالمية جاءت بالمساوئ للعديد من المجتمعات المحافظة ولا ننكر اهمية الانترنت ومميزاته العديدة الا اننا ايضا نعيب عليه بعض أضراره وعيوبه إلا أن للإنترنت عيوبه وأضراره فهو يسبب العزلة الاجتماعية فالجلوس على الانترنت لساعات طوال للتصفح او الاطلاع على الأخبار وكذلك الدخول إلى غرف الدردشة والشات لساعات طوال وكذلك قيام بعض الشركات الاوروبية والأجنبية بالغزو الثقافي في مجتمعنا عن طريق الانترنت وترسيخ العادات والقيم السلبية في مجتمعنا وتغيير وجهة النظر السليمة في قضايا الوطن والدين الى وجهة النظر الخاطئة فلا بد من التوعية الموضوعية للشباب والاطفال ولابد من ذكر ان عيوب الانترنت ترجع الي الاستخدام الشخصي وليست كل من يستخدم الأنترنت فهو منعزل او هو يُقلد عادات غير سليمة وغير مطابقة لعاداتنا وتقاليدنا، بل لابد من متابعة ابنائنا متابعة جيدة حتى لا نعطي الفرصة ليسلكوا سلوك مَن يستخدمون الانترنت وينعزلون عن المجتمع ، مشيراً الى ان الاستخدام المفرط للمنشطات الجنسية واحدة من هذه الأمور مثل استخدام المنشطات الهارمونية في بناء الاجسام، بل وصل الامر الى صرف أموال طائلة على هده المواد المنشطة وهي موجودة ومتاحة للجميع في الاسواق .
أسعارها تصل إلى 120 ألف دينار
الدكتور الصيدلاني ياسر عشير صاحب صيدلية يوضح لـ (المدى) ان انتشار هذه الادوية وبيعها في الشوارع من دون رقابة أمر خطير جداً على صحة متعاطيها. محذراً من استخدامها لاسيما انها تباع بأسعار ما يبن الف وخمسة آلاف دينار للشريط وهي غير مرخصة من قبل وزارة الصحة بالإضافة الى معرفة جهة المستورد او المصدر الذى ادخلها للبلاد. عشير أشار الى ان العديد من الشركات المحلية تتنج هذه الادوية وهي مرخصة وهناك انواع اخرى تباع فى الصيدليات وهي مواد مفحوصة وتصل اسعارها ما بين الف ومائة وعشرين ألف دينار .
منشطات جنسية للنساء
وأضاف عشير أن الشركات العالمية بدأت بإنتاج انواع اخرى من المنشطات الجنسية تستخدم من قبل النساء وهي موجودة في الصيدليات ومرخصة ، ولا نخفي سراً أن المواد لها اقبال شديد من قبل افراد المجتمع من النساء والرجال ولمختلف الاعمار . موضحاً أن المجتمع العراقي يفتقر الى العديد من الامور بسبب الاوضاع التي تعيشها البلاد كالوضع النفسي وان التوجه لاستخدام هذه المنشطات تعــد كأحد الأمور التي تسهم في سعادة الانسان . محذراً من مساوى الاستخدام المفرط اذ تترك آثاراً جانبية تتباين من فرد لآخر مثل ان يكون ضيقاً في التنفس مع ارتفاع ضربات القلب أو الإصابة بأزمات قلبية والشعور بهبوط عام في الدورة الدموية. مشيراً إلى ان تناول مثل هذه المنشطات يجب أن يكون تحت الإشراف الطبي الذى يحدد الجرعات، وفقاً لطبيعة الحالة وذلك لضمان تجنب الأعراض التي قد تحدث إما لتناول منشطات غير أصلية أو تناولها بشكل خاطئ آو ربما تناول المنشطات غير الأصلية أو المغشوشة التي قد لا تحتوى على المادة الفعالة كما قد تؤثر بشكل ضار على صحة الإنسان، وقد تصل في بعض الأحيان إلى الوفاة.
فيما كنا نبحث على معلومات تعطي للتحقيق أكثر أهمية فوجئنا أن المنشطات الجنسية الخاصة للنساء تباع بشكل معلن وان كميات كبيرة يتم شراؤها من قبل النساء تحديداً والمتمثلة بالقهوة والعلكة والقطرات التي تضع مع العصائر وغيرها من المشروبات . جاسم محمد يعمل في صيدلية رفض الكشف عن اسمها أوضح ان أستخدم تلك المنشطات من قبل النساء محدودية استعمالهن . جاسم أكــد ان هذه المنشطات تباع بأسعار متفاوتة ولكن استخدامها الكثير يسبب أمراضاً جانبية .
لا وجود للمنشطات في المناطق الريفية
المهندس احمد نائل 36 عاماً يشير لـ ( المدى ) ان استخدام المنشطات الجنسية فى العراق يكثر استخدامها فى مناطق المدن تحديداً وتناولها عند الشباب نتيجة عوامل عدة مثل البطالة او الترف الموجود لبعض العوائل وتوفر وسائل الاتصال والنت وغيرها من الامور ونتيجة متابعتي لهذا الموضوع شاهدت ان المناطق الريفية وغيرها من المناطق المحددة بالعوامل الدينية والاجتماعية بصفون من يستخدم هذه المنشطات بالإنسان الفاشل عكس ما يشاع في المناطق الاخرى . نائل اشار الى أن هذه الظاهرة بدأت في الاستخدام المتكرر لكبار السن ايضاً ليرى ان السعادة تكمن في ممارسة الجنس المتكرر خصوصاً للأشخاص الذين يقيمون علاقات جنسية مع شابات ليبرهن لها انه قادر على فعل كل شيء! في حين يرى المواطن دريد شاكر 46 عاماً انه اضطر الى الاستعانة بهذه المنشطات بسبب وضعه الصحي وقد استشار طبيب في هذا الامر . دريد يروى لـ ( لمدى ) أنه مصاب بمرض السكر والضغط وهو متزوج وبدأت حياته تصاب بالعديد من الازمات ومنها النفسية وقد لجأ الى احد الاطباء وطرح أمره بذلك ونصحه الطبيب ان يستخدم نوعاً من هذه المنشطات وقد حققت رغباتي .
صالات الطوارئ تستقبل العديد من متناوليها 
مدير إعلام صحة بغداد الرصافة قاسم عبد الهادي اشار لـ ( المدى ) ان صالات الطوارئ المنتشرة في عموم المؤسسات الصحية التابعة للدائرة تستقبل العديد من الحالات الحرجة مثل ارتفاع ضغط الدم او أعراض اخرى تشير الى استخدام كميات من ادوية المنشطات وحين يُسأل ينكر المريض لها بسبب وضعه الاجتماعي خصوصاً للمتزوجين وكذلك الشباب وقد اصبحت حالة عادية . قاسم أوضح ان اللوم سيقع على الطبيب او المؤسسة الصحية في حال عدم إسعافه بشكل سريع لكن التساؤل هنا كيف يمكن ان بعرف الطبيب حقيقة متناوله من كميات ربما يصل الامر الى أكثر من حبة في الساعة او استخدام ثلاث حبات في وقت واحد وربما يصل الى حالة الوفاة .
الأدوية الداخلة للبلاد غير مرخصة 
مصدر في قسم المؤسسات غير الحكومية في مكتب المفتش العام في وزارة الصحة أوضح لـ ( المدى) أن جميع الأدوية التي تباع في البسيطات والاماكن غير المرخصة هي أدوية مهربة دخلت للبلاد عن طريق التهريب لاسيما ان هناك تجارة تعمل منذ عشرات السنين في هذا المجال . المصدر اشار أن مسؤوليتنا مشتركة ما بين الوزارة والمواطن وبرغم نداءاتنا المتكررة عبر وسائل الإعلام على تجنب المواطن من شراء الادوية من الاماكن غير المرخصة نرى العكس.. وعن ادوية المنشطات الجنسية فهناك تصنيف لها ألاولوية التي يتم استيرادها من قبل القطاع الخاص او المنتج المحلي وهذا يخضع للفحوصات المختبرية وتمنح بها الإجازة والصنف الثاني وهي عن طريق التهريب وتباع بأسعار رخصية.
الصين تتصدر المنتجات في العراق
سجاد عامل في أحد المـذاخر الدوائية في الطالبية يوضح أن استيراد هذه المنشطات يتم من دولة الصين الشعبية وبعض الدول العربية وهي المصدر الرئيس لهذه المنشطات حيث تصنع هناك او تعبر من دول أخرى وهي معروفة للمتعاملين بها والأنواع الشائعة للمنشطات الجنسية منها (ملك النمر) و(الخرتيت) وأنواع (البخاخ) وكذلك عقار (الشهوة) الحاوي على كبسولات اذ لا تتجاوز أسعارها الخمسة آلاف دينار فيما توجد عقاقير اخرى تستخدم كالبخاخ الموضعي للرجال والنساء و(سائل العذراء) الذي يزيد الافرازات المهبلية. وان ما يثير القلق ان الكثير من هذه العقاقير مزيّف ومغشوش وبعضها يباع على الرغم من انتهاء صلاحيته سنويا.. أطناناً من الأدوية الجنسية المغشوشة وأغلبها على شكل أقراص تقلد المنتج الأصلي لكنها لا تؤدي وظيفته التي صُنع لأجلها. سجاد أشار إلى ان البضاعة الصينية تتصدر قائمة المبيعات في الاسواق المحلية بالرغم من وجود كميات كبيرة منها مهربة .
إذن ... حكاية المنشطات الجنسية ستبقى بلا حلول ما دامت تجارة الادوية باقية بلا حلول ، لذا لابد من السيطرة على استيراد الادوية التي غالبا ما تدخل البلد وهي منتهية الصلاحية ، والامر هنا يتعلق بالجهاز المركزي للتقييس والسيطرة النوعية اضافة الى اهمية تنشيط عمل الاجهزة الرقابية في المناطق الحدويدة لنوقف دخول تلك الأدوية او على الأقل التقليل من دخولها .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram