آمال العراقيين في استقرار الأوضاع الأمنية والقضاء على الجماعات الإرهابية ، حققتها فضائية تابعة لاحد الأحزاب المتنفذة ، اعتادت على بث "صور من المعركة" ونقل تصريحات مسؤولين أمنيين عن تحقيق إنجازات كبيرة في ملاحقة وقتل جرذان داعش في محافظة الأنبار وقضاء الفلوجة ، وفيما تواصل جهات رسمية اتصالاتها بشخصيات عشائرية وسياسية ومسؤولين محليين في الانبار ، لعقد مؤتمر لإنهاء الأزمة، تعرض الفضائية برامج أسلحة "الشتم الشامل" الموجه لسياسيين كانوا حتى وقت قريب، يشغلون مناصب وزارية في الحكومة الحالية .
العراقيون يتطلعون الى استقرار امنهم ، فجعلوا هذا الملف يحتل صدارة اهتماماتهم ، فعلى مدى السنوات الماضية كانت تصريحات أصحاب القرار، تشير الى ان التنظيمات الإرهابية تلقت ضربات موجعة ، جعلت نشاطها ينحسر بشكل ملحوظ في اغلب المدن العراقية ، وما يحصل من خروقات هنا وهناك هي مجرد رفسة أخيرة لجرذان داعش ، وفي الأيام القليلة المقبلة سيشهد العراقيون تحقيق النصر الكبير ، ثم الانتقال الى صفحة البناء والإعمار .
شريط الفضائية الإخباري يعلن على مدار الساعة أنباء تؤكد اعتقال وزير زراعة داعش ، وقبله مقتل رئيس جهاز المخابرات ، واعتقال العشرات من عناصر التنظيم الإرهابي في محافظات صلاح الدين ونينوى والأنبار وديالى ، في عمليات استباقية تستند الى معلومات استخبارية ، وبقدر ثقة العراقيين بالمؤسسة الأمنية ينتاب بعضهم الشك، عندما تصر وسائل إعلام تابعة لجهات متنفذة الترويج لانتصارات وهمية ، والوقائع على الأرض تشير الى ان مدينة الفلوجة ومناطق حزام بغداد مازالت تشهد تواجد عناصر جماعات مسلحة، وفي صباح السبت الماضي شيع أهالي حي البياع بجانب الكرخ جثمان نائب ضابط قتل في احدى قرى اليوسفية أثناء مواجهة مع عناصر داعش ، والأمر يبدو طبيعيا جدا ولاسيما ان الجيش العراقي يخوض معركة منذ اشهر لتطهير مناطق العراق الغربية من الإرهابيين، ويترقب جميع العراقيين حسم المعركة بأسرع وقت ممكن، وهناك من ينتابه القلق من استمرارها استنادا الى حقيقة ان الحروب في التاريخ العراقي طويلة ، تستمر لسنوات ومخلفاتها تترك تداعيات اقتصادية واجتماعية ، تحتاج هي الأخرى الى سقف زمني طويل لحلها ومعالجتها ، فالحرب العراقية الإيرانية بملفاتها المتعلقة بترسيم الحدود وتبادل رفات المفقودين وإزالة الألغام مازالت قائمة واللجان المشتركة لم تنجز أعمالها بعد ،والأمر ذاته ينطبق على غزو الكويت.
الخبراء والمعنيون بالشأن الأمني لطالما حذروا وسائل الإعلام من بث ونشر أخبار تتعلق بمجريات العمليات العسكرية تتعلق بتحقيق انتصارات لاعتقادهم ، بان تجاهل البيانات الرسمية قد يسهم في تضليل الرأي العام وإعطاء صورة مشوهة عما يجري في ساحة المعركة، وفي كل دول العالم يوجد ناطق عسكري هو المسؤول عن إعطاء المعلومات والبيانات الدقيقة ، ومنذ اندلاع معركة الجيش العراقي ضد المجاميع الإرهابية ، تبرع شيوخ عشائر ومسؤولون محليون في الأنبار بتولي مهمة الناطق العسكري ، ورسخ هذا التوجه نقل تصريحاتهم عبر فضائية "أم المصايب".
جميع التعليقات 1
سعيد فرحان
وهناك فضائية اخرى تبث من بلاد العم سام يبدو ان مراسلها في الانبار متعاقد مع احد الشيوخ على ان يكون هو المتكلم الوحيد والدائم مع كل تقرير يبث من هناك ليبشرنا بنهاية داعش مع تجديد الولاء لولي النعم وأن صبغة الشعر التي يستخدمها لصبغ لحيته من أجود الانواع.