تعدد زوايا النظر الى الحكومة الجديدة ، استنادا الى حقيقة كونها جهة تنفيذية ستحقق مكاسب ومنجزات تاريخية وردت في برامج القوائم الكبيرة ، سيدفع مراقبي الاداء الحكومي الى استخدام نواظير نهارية وليلية لمتابعة خطوات الانجاز ، وعلى الرغم من ان هذه المهمة، تقع على عاتق البرلمان طبقا لصلاحياته الدستورية ، تبقى الرقابة الشعبية بمنظمات المجتمع المدني المدعومة بخطاب اعلامي مستقل ، سلاحا اخر لتشخيص "الاعوجاج" ووضع الحصان امام العربة فمنذ اكثر من عشر سنوات ،عجزت القوى الممثلة في الحكومة عن حل مشكلة اضطراب العلاقة بين الخيول والعربات ولم تستفد من "فروسية العرب " في تحقيق "الاهداف الوطنية" وهز شباك مرمى الخصوم ،وقد توفرت فرصة امكانية وصول مرشحين الى البرلمان الجديد ، وضعوا صورهم ودعاياتهم في ساحة سباق الخيل، ولم يحالفهم الحظ في ان يكونوا ضمن الفريق السياسي المكلف والمسؤول بضمان حياة سياسية مستقرة بنظرية العربة والحصان.
من حق العراقي النظر الى حكومته الجديدة بمنظاره الخاص ، وفي ضوء ذلك ، سيخرج بمحصلة نهائية لتقويم الاداء ، وعادة ما تكون متباينة بين شخص واخر ، مستخدم الناظور النهاري سيراها قوية رصينة بحكمة قائدها الهمام ، قادرة على ادارة الملف الامني، وتحسين الخدمات ، وستجبر بعض دول الجوار العربي على احترام التجربة الديمقراطية في العراق ، وستضطر الى فتح سفاراتها في بغداد ، اما مستخدم الناظور الليلي المتخصص برصد مجريات ما يحدث في الغرف المغلقة ، وابرام الصفقات ، فلا يرى في حكومته الجديدة اي مؤشر ايجابي لبقاء السيطرات الامنية في شوارع العاصمة ، واستمرار العمل بنظام القطع المبرمج للكهرباء، واتساع الخلاف السياسي نتيجة تعطيل حسم الملفات الشائكة ، وظهور جيل جديد من المتورطين بالفساد المالي والاداري من ابناء واتباع المسؤولين المتنفذين وقادة احزاب وتنظيمات سياسية ، سخرت خدمتها الجهادية وتراثها النضالي وقربها من صانع القرار في نشاطاتها التجارية باستيراد السجائر و"البيرة الاسلامية " من الخارج مقابل الحصول على عمولات مالية .
النظرة الشخصية لا تعني بالضرورة كشف مظاهر الفشل والنجاح ، ولكنها قد تعكس جانبا من القلق والمخاوف من استنساخ تجربة ثماني سنوات سابقة من الاخفاق الحكومي ، اسبابه تلخصت بتبادل الاتهامات ، وظل كل طرف يعلن انه متمسك بالدستور، فضلا عن ذلك برزت دعوات لاجراء اصلاحات سياسية وقضائية ، تفضي الى تغيير جذري في الحياة السياسية ، سرعان ما فشلت فتحولت الى شائعات تروج لها وسائل اعلام حزبية .
ابو سعيد عامل التنظيف في امانة بغداد بموجب عقد مؤقت ، له منظاره الخاص الى الاشياء والرجل المعروف بحي البياع بحرصه الشديد على رفع النفايات من شارع عشرين ، لطالما اعرب عن اسفه لحمله كنية لاتعبر من قريب او بعيد عن اوضاعه المزرية ، فهو يسكن في عشوائية تقع في ضاحية باطراف الكرخ ، ودخله الشهري مع مفردات البطاقة التموينية لايسعفه في تلبية احتياجات اسرته الصغيرة ، ولابي سعيد قول يردده دائما ان سعادته تتحقق بدخوله الى المنطقة الخضراء بوصفه عامل تنظيف من نوع السوبر .
كناس الخضراء
[post-views]
نشر في: 2 يونيو, 2014: 09:01 م