أقرت وزارة التربية في حكومة إقليم كردستان، امس الاول الأحد، بأن ظاهرة ترك الأطفال للدراسة سواء للعمل أم التسول وغيرها من الأسباب، تشكل "ثغرة" لا بد من معالجتها لإعادة دمجهم في المدارس الاعتيادية أو تلك المخصصة للكبار، في حين أكدت منظمة خيرية أنها توا
أقرت وزارة التربية في حكومة إقليم كردستان، امس الاول الأحد، بأن ظاهرة ترك الأطفال للدراسة سواء للعمل أم التسول وغيرها من الأسباب، تشكل "ثغرة" لا بد من معالجتها لإعادة دمجهم في المدارس الاعتيادية أو تلك المخصصة للكبار، في حين أكدت منظمة خيرية أنها تواصل جهدها لتوعية أولئك الأطفال بالمخاطر التي تهددهم وصقل مواهبهم وإكسابهم مهارات مفيدة.
جاء ذلك خلال المعرض الذي نظمته مؤسسة (روانكة) الخيرية في قصر سعد عبد الله للمؤتمرات، وسط أربيل، بمشاركة مئة من الأطفال الذين تركوا الدراسة، إما للعمل أو لغير ذلك من الأسباب، بما فيها التسول، بمناسبة اليوم العالمي للأطفال، وحضرته (المدى برس). وقال وزير التربية في حكومة الإقليم، عصمت محمد خالد، في حديث إلى (المدى برس)، إن "المعرض تضمن أعمالاً فنية مؤثرة لعدد من طلبة المدارس، والأطفال الذين تركوا الدراسة، تعبر عن معاناتهم ومشاكلهم وطموحاتهم"، مشيراً إلى أن "المشاركين أوصلوا رسالة قوية تقتضي مراجعة الإحصائيات الخاصة بالأطفال غير الملتحقين بالمدارس والتاركين لها، وإعادة النظر في كيفية تأهيلهم ودمجهم في المدارس الاعتيادية أو الخاصة بالأعمار الكبيرة".
وأضاف خالد، أن "وزارة التربية بذلت جهوداً كبيرة إلا أن هناك ثغرات لم تتم ملاحظتها، من جراء نزوح المواطنين من منطقة لأخرى في الإقليم، بدون مراعاة السنة الدراسية، أو لعدم رغبتهم الحاق أبنائهم بالمدارس"، مبيناً أن ذلك "يشكل مشكلة ينبغي معالجتها".
إلى ذلك قال مدير مشاريع الأطفال في مؤسسة (روانكة) الخيرية، خلات كريم شيرواني، في حديث إلى (المدى برس)، إن "المشروع بدأ منذ ثلاثة أشهر، لتنظيم دورة لمئة من أطفال الشوارع وأولئك العاملين في مدينة أربيل وأطرافها"، مبيناً أن "أكثر من خمسين طفلاً منهم تركوا المدارس". وأوضح شيرواني، أن "المؤسسة وضعت خطة للقضاء على هذه الظاهرة السلبية التي أصبحت متفشية، تضمنت فتح دورات خاصة لأولئك الأطفال بمساعدة ثلاثة من مدرسي الفن"، مؤكداً أن "المشروع تضمن تقديم حصص توعية إلى جانب تلك الخاصة بالفنون، تبين لهم مخاطر التواجد في الشوارع".
وتابع مدير مشاريع الأطفال في مؤسسة (روانكة) الخيرية، أن "المشروع أثمر عن 160 لوحة و150 عملاً يدوياً تعرض اليوم في المعرض"، مستطرداً أن "عائدات بيع تلك الأعمال ستخصص للأطفال المشاركين". وذكر شيرواني، أن "المشروع سيستمر حيث سيتم افتتاح دورة أخرى لمدة ثلاثة أشهر لمئة طفل آخر"، وزاد أن "وزير التربية في حكومة الإقليم، وافق على إعادة أولئك الأطفال إلى مقاعد الدارسة"،
بدورها قالت مدرسة الفنية سارة هادي، وهي واحدة من المشاركات في المشروع، في حديث إلى (المدى برس)، إن "المدرسين الذين اسهموا في المشروع قدموا للأطفال المشاركين معلومات فنية لصقل مواهبهم بنحو يومي مكثف على مدى ثلاثة أشهر، لتعليمهم ما يمكن أن يفيدهم مستقبلاً"، مبينة أن "المشاركين في الدورة استعملوا النفايات في أعمال الفنية، بعد إعادة تدويرها وصناعة مواد مفيدة منها".
يذكر أن الجمعية العامة للأمم المتحدة قررت في العام 1954، أن في يكون الأول من حزيران، يوماً عالمياً للطفل في البلدان كافة، يحتفل به بوصفه يوما للتآخي والتفاهم على النطاق العالمي بين الأطفال.