بكل فخر واعتزاز حققت الكرة العراقية قبيل أيام قلائل طفرة نوعية في مسارها بعد أن شهدت عرساً انتخابياً جميلاً سادته الروح المعنوية العالية لجميع الحاضرين واتسم بالشفافية وبأجواء ديمقراطية برغم سوء التنظيم الذي كان السمة الغالبة على أجوائه، إلا إن ذلك لا يُعكـِّر صفو الجو العام الذي خرجنا به نهاية المطاف إلى انتخاب مكتب تنفيذي جديد بعد مخاض عسير دام فترة طويلة ما بين شــدٍ وجذبٍ بين الأطراف المتناحرة والمتقاطعة إزاء ما رافق عملية الانتخاب السابقة في عام 2011 .
الانتخابات الجديدة لم تغيـِّر شيئاً بخارطة المكتب التنفيذي السابق برغم الاعتراضات الحاصلة والطعون المقدمة من قبل كتلة المعارضين، بل نجد أن أغلب المتواجدين في الاتحاد القديم هم مَن حققوا الفوز في الانتخابات الجديدة، فقط أنها أطاحت برئيس الاتحاد ناجح حمود، في الوقت الذي حصل النائب الأول عبد الخالق مسعود على منصب رئيس الاتحاد وحصل النائب الثاني شرار حيدر على منصب النائب الأول كما حصل عضو الاتحاد علي جبار على منصب النائب الثاني فضلاً عن بقاء الأعضاء السابقين أنفسهم ضمن التشكيلة الجديدة وهم: محمد جواد الصائغ وكامل زغير ويحيى زغير، فيما أُضيف بعض الأعضاء الجدد إلى التشكيلة الجديدة بضمنهم العضو القديم - الجديد كاظم محمد سلطان.
لذا لا نرى أن ثمة تغييراً سيطرأ على منهاج الاتحاد وطريقة عمله باستثناء إننا قد نرى أن حالة التفرد باتخاذ القرار التي كانت تُتخذ من قبل شخص واحد قد زالت بزوال المسبب بحسب ما وردنا من اغلب أعضاء الاتحاد السابقين ، ما يجعلنا نأمل من التشكيلة الجديدة للاتحاد اعتماد مبدأ المشورة باتخاذ القرار الذي بكل تأكيد انه بالمحصلة سيصبّ بصالح الكرة العراقية ، وما أفرزته تلك الانتخابات أنها أطاحت بحمود جراء انفراده باتخاذ القرار وإهماله لعدد كبير من أعضائه يتسربون الواحد تلو الآخر ملوحين باستقالاتهم من دون أن يهتم بدارسة واقع الحال غير آبهٍ لما يدور في أروقة الاتحاد لتكون النتائج سلبية عليه، والدليل انه لم يستطع إقناع العدد الأكبر من الأعضاء لمنحهم ثقتهم له والعودة به إلى كرسي الرئاسة الذي تخلى عنه خلال دقائق معدودة لتصبح القيادة التي تعتمد على المشورة الجماعية درساً قاسياً سيتعلم منه بقية الأعضاء عِبّرا كثيرة وينأون بكرة العراق إلى الضفة الآمنة بعيداً عن إرهاصات الظروف التي تعاقبت عليها تراكمات الحقبة الماضية لنبدأ العــد التنازلي لمستقبل كرتنا على أن يضعها القائمون الجدد عليها في مكان آمن خصوصا أنها الآن مترنحة في المركز 100 بحسب آخر تصنيف للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لشهر أيار الماضي عسى أن يُنفــذ ما وعد به مَن تصدوا اليوم لمهمة قيادة دفة الكرة العراقية لنرى ربان السفينة الجديد الذي وعدنا خيراً، هل سيكون أهلاًَ للثقة التي مُنحت له من قبل 42 عضواً فضلاً عن الدعم الذي تلقاه من الإعلام والصحافة بحسب ما جاء ببرنامجه الانتخابي للفترة المقبلة الذي اطلعنا عليه من خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده لوسائل الإعلام ، ونناشده بالابتعاد عن الانفراد باتخاذ أي قرار كوننا لم نجنِ منه سوى تقهقر مصير الكرة العراقية ، لنا نقول نتمنى أن نرى اتحاداً بلا انفراد بكل شيء لتعم الفائدة على كرة العراق من شماله إلى جنوبه.
اتحاد بلا انفراد
[post-views]
نشر في: 2 يونيو, 2014: 09:01 م