اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > لغز اسمه فاضل الدباس

لغز اسمه فاضل الدباس

نشر في: 2 يونيو, 2014: 09:01 م

ضحكت وأنا اقرأ بيان ائتلاف العراق والذي يخبرنا فيه أصحابه بأن رسائل التأييد والمؤازرة لمشروع رئيس الائتلاف فاضل الدباس الاقتصادي والوطني تتواصل لما أولاه من اهتمام وشعور بالمسؤولية والامانة الكبيرة التي أنيطت به وبائتلافه، ولم ينس اصحاب البيان ان يبشرونا بأن التاريخ سيكتب وقفتهم الشجاعة بحروف من ذهب، ولانني اجهل فلسفة التاريخ التي يقوم عليها مشروع السيد الدباس، فقد حاولت ان اعود الى فكرة البطل المنقذ التي حاول المرحوم ارنولد توينبي ان يشرحها لنا والتي تتلخص في ان اي قفزة الى الامام لا تتم الا عندما يسمح المجتمع لنفسه بتقبل فكرة "البطل" ويضيف توينبي ان هؤلاء هم اعظم من كونهم رجالا عاديين، ففي وسعهم انجاز ما يظنه غيرهم "معجزات".
ولأننا شعب يحب المعجزات، فاننا صدقنا ان السيد الدباس سيعيد العراق إلى أمجاد مضت، مثلما أعاد الينا الأمن من خلال جهاز كشف المتفجرات ، والذي اثبت انه احدث صيحة في الضحك على الشعوب.
قبل اكثر من أسبوعين اخبرنا السيد فاضل الدباس بأن " عمليات الفرز والعد لأصوات الانتخابات النيابية ليست نزيهة وشابتها خروقات كون موظفي الفرز والعد تابعين لأحزاب متنفذة لا تسمح بمنافسة قوى أو كتل سياسية جديدة وتعدها صغيرة مثل ائتلافنا الذي يضم رجال أعمال واقتصاديين عراقيين " .. وقبل اكثر من شهرين خرج علينا الدباس نفسه ليقول: "إن ائتلاف العراق ليس قائمة من قوائم المالكي، بل نحن نريد ان نصحح المسيرة لان العراق يعيش في ظل نظام عاجز على التوافق"، مؤكدا: "ان العراق يعيش في المجهول الآن."
ولاننا شعب طيب فمطلوب منا ان نصدق دموع السيد فاضل الدباس التي ذرفها على حال العراق واحوال شعبه، ولماذا لا نصدق والرجل كان يريد ركوب الموجة والظهور بمظهر المدافع عن مصالح الجماهير فخرج علينا رافعا رايته، مطالبا رئيس الحكومة بعدم الترشح لولاية ثالثة حيث ثبت – حسب تصريح للدباس - انه غير قادر على إدارة حكومته بالشكل الذي يستجيب لمطالب العراقيين، لكن ما ان حطت الانتخابات أوزارها وحصل ائتلاف العراق على 6 مقاعد عدا ونقدا ، حتى أتحفنا أصحاب هذا الائتلاف وعلى راسهم الدباس بخطب جديدة وهتافات تهلل وتمجد للولاية الثالثة باعتبارها الحل الأمثل لازمات البلاد.
لعل المشكلة الحقيقية التي كشفت عنها تصريحات الدباس وأركان ائتلافه تثبت لنا أننا مازلنا نعيش عصر السياسي الموافق والمعارض في الوقت نفسه، الطيب والشرير، العالم والجاهل، سياسي لا يرغب في أي تغيير من أي نوع، وأن التغيير بالنسبة له كارثة يجب مواجهتها قبل أن تقع، وأزمة يجب العمل على وأدها وهي في المهد.
هذه الأيام نعيش عصر ساسة لا صبر لهم على مواقف الناس ومطالبهم، ولهذا ما أن تسنح الفرصة لهم حتى يرجمون الشعب بأقسى أنواع الحجارة كي يتراجع ويرحل عن فكرته في الإصلاح السياسي ولا يقترب من أسوار السلطة فهي حكر على من يشغلها ولا يجوز ملامستها أو حتى الدعوة لإعادة تنظيمها، أما التفكير في الإصلاح فهذا هو الكفر بعينه الذي لا يمكن السكوت عليه.
وبالنظر إلى حالة السيد الدباس الذي وعدنا بانهار من العسل ومصانع تفوق مصانع اليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة، فإن ما يجري هو نوع من الألاعيب التي يحاول بها البعض ارتداء قناع الثورية والدفاع عن حقوق الفقراء والتغني بشعارات مشروخة، ناسين أن بضاعتهم غالبا ما تكون رديئة ومغشوشة مثلها مثل جهاز كشف الروائح الذي اطلق عليه "تحببا" اسم جهاز مقاومة التفجيرات، والذي كان للسيد الدباس – مشكورا - الفضل الاول في تعرف العراقيين على هذه المعجزة العلمية.
هل هذا اذن هو مشروع الدولة العملاقة الذي روج له الدباس منذ اشهر؟ دولة يعتقد البعض ان مفاتيحها واسرارها يجب ان تبقى بيد "ائتلاف دولة القانون" تحديدا، فهم وحدهم الذين يعرفون مصالحها واسرار تشغيل ماكنتها، متناسين ان مثل هذه الماكينات لن تنتج في النهاية الا دكتاتورا يمتص مشروع الدولة التي يراد لها ان تبقى دوما تحت الإنشاء وبرعاية مافيا الفساد.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 6

  1. علي العراقي

    اخي العزيز .. لا يخفى على احد مدى التناقض الذي يعيش الوضع السياسي في العراق والصور في هذا الصدد كثيرة من تصريح السيد عمار الحكيم بان السيد النجيفي هو رمز من الرموز الوطنية في العراق وهو يعلم علم اليقين انه شخص طائفي الى تفاهمات (شراكة الأقوياء) والتي تعني

  2. أبو مؤمل

    الأستاذ الفاضل علي هذا الرجل الغير فاضل انا اعرفه شخصيا وقد حكم عليه بالأعدام في زمن النظام السابق لأسباب أحتفظ بها وقبل تنفيذ الحكم بيومين صدر عفو عام ومعلومات أخرى كثيره وقد ركب الموجه ليصعد على ظهورنا وفوق أجساد القتلى الأبرياء الذين قتلوا بجهاز السونا

  3. حسين العبادى

    كنت سابقا اتسئل مع نفسى كيف استطاع صدام ان يحكم العراق كل هذه السنين ويقوده من حرب الى حرب ومن جوع الى جوع وبعد سقوط صدام وهدوء العاصفه رايت الشعب لايحب الحريه بقدر حبه لصنم يصنعه لايهم ان كان هذا الصنم فاسد اوقاتل المهم ان يكون كاذبا ومخادع قبل الانتخابا

  4. حنا السكران

    المسألة اصبحت حرامية تحتاج للحماية للحفاظ على مكاسب سابقة وربما مكاسب جديدة وابسط طريقة للحماية هي قبة البرلمان الذي اصبح يضلل شذاذ الافاق والمجرمين والارهابيه واللصوص والدلالات وبالقانون والمضحك ان الشعب يخرج متحديا المخاطر ليختار من يتدبس بهم .

  5. سلام الجبوري

    بسم الله الرحمن الرحيم ان شر البليه مايضحك ان كاتب المقال البائس قد ضرب مثلا في الحقد والحسد والكذب ليس له مثيل واقول لمثل هؤلاء ان الرجل شجره مثمره والشجره المثمره تضرب بالحجار وللاسف انها في هذه الحاله تضرب لكن ليس من رجال . لقد تناسى او تغابى بتعبير اص

  6. سامي الرازق

    كأنه لا يوجد غير فاضل الدباس في العراق، فأنتم تنتهزون الفرص لكسب بعض الدولارات على حساب تشويه سمعة اناس كلنا نعرف انهم شرفاء ولكن كما عودتومنا دائما انتم توجهون سهامكم على من يخاف الله وتتركون من نهب العراق ودمره لانكم تخافون بطشهم ، حسبي الله ونعم الوكيل

يحدث الآن

"الأبنية متدهورة".. سجون العراق تعاني اكتظاظاً يفوق 300% من الطاقة الاستيعابية

اجتماع هام لديكو لحسم صفقة جديدة لبرشلونة

العمليات المشتركة تكشف تفاصيل هجوم "الفصائل" على قاعدة عين الأسد

السجن 15 سنة بحق مدان أطلق النار على مفرزة أمنية

آفة تتفاقم.. الداخلية تعلن القبض على (31) متسولاً في بغداد

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

مقترح تعديل قانون الأحوال الشخصية العراقي.. في المنطق القانوني

العمودالثامن: درس تشرين ودرس بنغلاديش

 علي حسين ما هو الفارق بين ما جرى في تشرين عام 2019 في بغداد والمحافظات.. وما جرى في البلاد الفقيرة بنغلاديش خلال الأيام الماضية؟ في العراق جرى قتل أكثر من 700 شاب.. وجرح...
علي حسين

متى تتكلم الأغلبية الصامتة؟ وماذا بعد قانون الأحوال الشخصية؟

د.غادة العاملي يثار جدل واسع حول تعديل قانون الاحوال الشخصية وخطورة التداعيات الاجتماعية التي تسبب بها، ويبدو من السجالات والمناظرات والندوات التي ترافق النقاشات المرتبطة بقانون الاحوال الشخصية، ان حزمة قوانين اخرى تنتظر التمرير...
د.غادة العاملي

عشر أفكار حول تطييف قانون الأحوال الشخصية

علي المدن لا أحد يعلم على وجه الدقة انطباعات العراقيين حول مقترح تطييف قانون أحوالهم الشخصية، وأنا شخصيا لم أقرأ حتى الآن أي أستطلاع للرأي العام حول هذا الموضوع المعقد، وعليه؛ ستبقى مسألة مقاومتهم...
علي المدن

في مواكبة الـ (المدى)..

لاهاي عبد الحسين يوافق الاحتفال بالذكرى الحادية والعشرين لانطلاق "المدى" كمشروع ثقافي واعلامي وطني مسؤول مع الضجة التي أحدثها تقديم مشروع تعديل قانون الأحوال الشخصية المرقم 188 لسنة 1959 في مجلس النواب العراقي. هذا...
لاهاي عبد الحسين
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram