كم اشفق على أولاد وأقارب المسؤول ، الذي يزجهم في أتون تنور مستعر النيران طلبا للتمتع بالدفء ومغانم الخبز المحلى. ليلاقوا حتفهم احتراقا!
قبل ثلاثين سنة -١٩٨٤- زين لي خوفي على ابن يافع اسمه راجيف ، كتابة رسالة مفتوحة عبر مجلة لندنية ، إلى امه التي كانت ملء السمع والبصر آنذاك ، أتوسل إليها ان تجنب ابنها سوء المصير .
استدرجت انديرا غاندي ابنها الذى كان يدرس الهندسة في جامعات إنجلترا للانخراط في معمعة السياسة بعد وفاة الابن الذي كانت تعول عليه في الحفاظ على نسل جواهر لآل نهرو متربعا على عرش السلطة في الهند . يقينا لم يبلغ خطابي ذاك عتبة بيت انديرا ، لكن خشيتي من مصير مأساوي يحيق بالابن تحقق بعد سنوات قليلة ، الموت اغتيالا.
في رسالتي تلك ، توسلت إليها ان تبعد وحيدها عن شراك السلطة : إن هو اغلق بابا شرقيا ، جاءته الريح جنوبية ، إن سد نافذة غربية ، وأتته عاصفة شمالية . زينت لها ان تتركه يمارس هوايته في علوم اللاسلكي ، يؤلف جمعية خيرية ، يكتتب لبناء مستشفى ، يتعلم العزف على الجوزة ويفض اسرار الفرح في رقص الافاعي ، يلبس قلنسوة معلم يعلم الجهال كنه التمرغ في صبابات المعرفة . يفتتح محلا للبقالة يعرض فيه التوابل والمحار، ناشدتها ، إبعاده عن شبح يترصده . بطعنة من الخلف ، بسم يدس في طعام او شراب . حذرتها من دسائس الجيران وألاعيب من يحركون الدمى خلف الستائر المسدلة .همست بحذر : هذا زمن مر ، زمن الركوع للأقوى ، السجود لغير الإله ، زمن حني الرؤوس وعض الشفاه ندامة ، وثني الركب امتثالا . ابتهلت علنا: ان تتركه يعيش حياته ، لا يتحكم بحيوات الناس . لا يضطر للتوقيع على سجن بريء او إعدام دون محاكمة .توسلت بها ان تجنبه اتباع الملك ( ريتشارد الثالث ) ساعة حوصر قصره الشامخ من جهاته الأربع . وكيف ضاقت به الأرض بما رحبت ، وغدا الأفق الفسيح أمامه أضيق من خرم الإبرة ، وصرخته التاريخية تلك ،التي ينبغي ان يستعيدها كل الجالسين على الكراسي او الذين سيجلسون . والذين حلموا بها ويحلمون . صرخته الملتاعة تلك إذ بحث عن منفذ للخلاص بالهرب : حصان، حصان . مملكتي كلها لقاء حصان!
## هذي الحلقة كانت معدة مسبقا كتتمة لحلقة الإسبوع الماضي الموسومة (هذا ما جناه علي أبي) والتي لاذت بقناطر العزيز طالب عبد العزيز . اكتب هذا التنويه لعقد الصلة بين المقالين، ليس غير .
غواية اكل الحصرم
[post-views]
نشر في: 4 يونيو, 2014: 09:01 م