منذ الصغر كنا نتغنى بمآثر جيشنا. صار حبه فينا كما الفطرة. كانت الأم توصي ابنتها التي تدرس في محافظة أخرى حين تعود لأهلها أيام العطل ان لا تركب سيارة نقل عامة الا اذا كان بين الركاب جندي. وجوده يعني ان لا أحد سيتجرأ على التحرش بالبنات. انه أبو خليل اخو اخيته الشريف.
جاء صدام ونصّب نفسه، بعد ان قلدها اعلى الرتب، قائدا عليه وصار يفرض عليه قيمه. فـ "البيرية" التي يضعها العسكري على رأسه لم يكن القصد منها ان تحميه من الرصاص. تلك مهمة الخوذة. اما هي فلها قيمة معنوية كقيمة العقال عند رئيس العشيرة. اذا سقطت عن رأس العسكري يشعر بالإهانة. يسمونها تاجا على الرأس. ما ذا فعل صدام؟ سفّط الرتب على كتفه ووضع اليشماغ على رأسه بدلا عنها. استهتار لا غير. نادى البعث انه جيش صدام، وردد النداء بعدهم بغباء معارضو صدام. غباء جر علينا الويلات حتى اللحظة.
كنت ضمن مجموعة من الشعراء والمثقفين في المنفى نتابع بألم ما حل بجيشنابعد طرد صدام من الكويت. بكيت بأعلى صوتي على حال جنودنا الذين تركهم"القائد" في العراء واختبأ بجحره. استنكر عليّ احد الشعراء بكائي: أتبكي على جيش صدام، انهم يستحقون هذا وأكثر؟ لم امتلك اعصابي فصرخت به: انه جيش العراق يا هذا وليس جيش صدام. على هذه العقلية استندت أمريكا وحلت الجيش العراقي وسط تصفيق احبابها. لم يدفعوا ثمن تصفيقهم بل قبضوا بفعله المليارات مختبئين بجحر الخضراء وظل الشعب وحده بالعراءيدفع الثمن دما كل يوم.
اليوم صرنا نسمع الأسطوانة ذاتها بشكل آخر. البارحة استمعت الى احدى الفضائيات التي تعرض نفسها على انها لسان حال ضحايا الطائفية تسميه "جيش المالكي". الا تتعظون؟ يتقطع القلب على هذا الجيش الذي لم يرحمه الظالم ولا "المظلوم". انه جيش العراق. هكذا كان وهكذا ينبغي ان يكون اسمه.
عن أي مالكي يتحدث هؤلاء ليجيروا جيش العراق باسمه؟ أليس هو الذي أسكرته نشوة الفوز حتى نسي نفسه وصار يهدد كل من يهين الجيش بتهمة "الخيانة العظمى"، ناسيا ومتناسيا انه هو أول من اهان الجيش علنا!
أهناك إهانة ابشع من ان تصف القوات العسكرية بانها "خوّافة" وانت قائدها؟ عندما تقول ان القوات تخاف من ان تذهب لتلقي القبض على تاجر ثم تصف ابنك فقط بأنه الشجاع، هاي شتسميها؟ خيانة عظمى أم لا؟ أتدرك معنى قولك "الكل يخاف" إلا ابنك؟ أليس هذا اتهاما بالجبن؟
ان كنت ناسياً افكرك. اتفضل:
http://www.youtube.com/watch?v=amp7iW4Hlwg
قف عند حدك فقد امعنت بالضحك على عقولنا. صرت تتجرأ علينا وتهددنا بما هو فيك. نحن نعرف جيشنا اكثر منك ونعرف ان الدغش ليس فيه ولا من طبعه. لكن حظه، الذي مثل حظنا العاثر، سلّط عليه من لا يرحمه او يقدره حق قدره.
قال عريان ابن سيد خلف:
تجسّر واكح اليدريك .. واشخص ماين بعينه
واخذ نوبك .. ولو للنوب والنچلات ما بينه
وحكوشلة توالينا .. لشاچچ عيني ابعينه
وكلله الدغش بهواك .. وك موش الدغش بينه
جيشنا .. درّة بيد فحّام
[post-views]
نشر في: 4 يونيو, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 3
سعيد فرحان
لكنك ياسيدي قلت استندت امريكا وحلت الجيش العراقي اي ان الجيش الذي بكيته ليس هو الجيش الحالي رغم احترامنا له بالرغم من طريقة تشكيله ولااحترافيته .اتعرف اي اعلام يرفعون على آلياتهم ناسين ان العراق ليس لطائفة واحدة ولا لقومية واحدة وان الجيش ليس الشرطة وان
ابو سجاد
اولا قضية الانبار كان حلها سهلا الموافقة على طلبات مدنيين وليس مسلحين اي من الممكن حلها مع اهلها مباشرتا ولكن المختار اراد طريقة الحرب بدلا عنها وهذا ماحذرنا منه ووصلنا الى مالايحمد عقباه وهذا اكبر دليل على استهتار المختار ورهطه اما قضية الجيش المعروف عنه
د. شيرزاد
اخي العقابي. هناك اسطوره كبيره في بلدانا هذه هو ان الجيش كاءن نضيف وكاءن منصف ويجب ان يحترم. في حين اذا فكرت منطقيا الجيش لا فرق له من الشرطة او ايه مواسسه اخرى. سابقا في عهود الدكتاتورية كانت مؤسسه الجيش موءسسه عبيد وكما تعلم كان أعداد كبيره من الشباب يس