صدم عدد من وكلاء مؤسسات ثقافية عربية وعراقية، مشاركة في الدورة العاشرة لمعرض كربلاء للكتاب الدولي، منع بيع كتب الشعر والروايات التي تشتمل على الغزل والحب، وحظر  أفكار الديانات غير المسلمة والأفكار الشيوعية والقومية، ويقول احد مالكي دور النشر الم

صدم عدد من وكلاء مؤسسات ثقافية عربية وعراقية، مشاركة في الدورة العاشرة لمعرض كربلاء للكتاب الدولي، منع بيع كتب الشعر والروايات التي تشتمل على الغزل والحب، وحظر  أفكار الديانات غير المسلمة والأفكار الشيوعية والقومية، ويقول احد مالكي دور النشر المحلية ان إدارة المعرض صادرت منه كتاب "الأسود يليق بك" للروائية الجزائرية أحلام مستغانمي، و"الحرب العراقية ـ الإيرانية: مذكرات مقاتل 1980-1988"  .
وكربلاء مدينة تقع في وسط العراق وتصنف ضمن أحد المدن المقدسة لدى المسلمين الشيعة، وذلك لوجود ضريح الإمام الحسين بن علي وأصحابه الذين استشهدوا معه في معركة الطف، ويزور كربلاء الملايين من العراق ولبنان والبحرين وسوريا والهند وباكستان وإيران والكويت وبعض الدول الأخرى.
ويصف ستار محسن صاحب دار "سطور" للكتاب، مشاركته في المعرض بـ "المكبلة"، نتيجة ما وصفه بـ"فرض قيود فكرية" حجبت عرض عديد من مؤلفات سياسية وثقافية صادرة عن دور نشر عربية جاءت غير متوافقة مع معايير ضوابط إدارة العتبة الحسينية في كربلاء.
وتتجنب المناطق المقدسة في العراق إشاعة الثقافة الاشتراكية "الشيوعية" و"القومية"، وتصنفها ضمن المحرمات التي تناهض مبادئ الدين الإسلامي والفقه الشيعي تحديدا.
ويقول محسن ان رجال دين مشرفين على فرض معايير عرض الكتب قامت بمصادرة كتاب "الحرب العراقية ـ الإيرانية: مذكرات مقاتل 1980-1988"، احد منشورات المركز العربي التي تدون مذكرات الفريق الأول الركن نزار عبد الكريم فيصل الخزرجي رئيس أركان الجيش العراقي الأسبق، ويروي فيها الخزرجي عن حرب الثماني سنوات العراقية-الإيرانية متوقفًا بشكل مفصل عند الفترة الممتدة من الاشتباكات الحدودية في 4 أيلول/ سبتمبر 1980 ولغاية 8 آب/ أغسطس 1988، بما فيها مرحلة الغزو الإيراني للفاو الفاصلة في تاريخ الحرب.
ويلفت محسن الى ان المنظمين للمعرض صنفوا الخزرجي من اتباع نظام صدام حسين، والحقبة الدكتاتورية التي حكمت البلاد لأكثر من 3 عقود .
ويعبر الكتبي محسن عن استغرابه من قيام إدارة المعرض بمصادرة كتاب "الأسود يليق بك" للروائية الجزائرية احلام مستغانمي، والتي تدور حول قصّة حب مليونير لبناني ناهز عمره الخمسين سنة، بدأ رحلته مع عالم المال والبذخ والثراء من البرازيل تزوج وأنجب ابنتين، وأعجبته مطربة جزائرية في السابعة والعشرين من عمرها شاهدها مصادفة في برنامج تلفزيوني فقرر أن تكون له.
وحصلت "المدى" على وثيقة رسمية صادرة عن إدارة معرض كربلاء للكتاب الدولي تلزم صاحب المطبوعات بالتعهد بعدم نشر ما لا يليق بالمبادئ الإسلامية و"بقداسة البقعة المطهرة في جوار مرقد ابي عبد الله الحسين".
وتمنع عرض أي كتب "تروج للعقائد الظالّة والمنحرفة والبعيدة عن روح الاسلام، والتي ترويج الشعر الماجن الغزلي الخليع، والتي تشوه الرموز الدينية والإسلامية وطلبة العلم، او التي تمجد الديانات اليهودية والأفكار الشيوعية والقومية والصوفية، او التي تشيع ثقافة المسرحيات الماجنة المبتذلة، وكتب الأبراج، وكتب الحب والجنس والغرام والميوعة، وكتب الأساطير والخيالات، وكل كتاب او مجلة يحوي غلافه على صورة مبتذلة".
ويشمل حظر بيع الكتب في المعرض أي عنوان يتضمن "السحر والشعوذة، وقراءة الكف الفنجان والعوذة، الاستعانة بالجن والشياطين والتسخير، وترويج الظلال وإحياء البدع".
وتوعدت إدارة المعرض بحضر المؤسسة او المركز بالمنع من المشاركة في السنين القادمة، في حال عدم التزامها بما ورد في مضمون التعهد .
ويقول الشاعر النجفي فارس حرام، "مثل هذه المعارض لا تخرج عن مصالح المؤسسة الدينية المتعلقة بجمهورها، فهي غالبا ما تشيع ثقافة مريديها دون ان تتجاوز منطقتهم المقدسة".
ويرى حرام ان "المثقف يعيش في منطقة بعيد عنها المجتمع"، بينما لا يجد أي "تعارض بين المقدس وتناول المعرفة ضمن الشعر والرواية والمسرح".
ويذكر حرام ان في النجف أماكن كبيرة لتسويق الكتب بصنوف متعددة ولا تتعرض الى أي مضايقات من المؤسسة الدينية الحوزة على الرغم من تناولها قضايا فلسفية تشكك بالذات الإلهية، بل ان العديد من مراجع الدين لا يعارضون مطالعة تلك الكتب ضمن سياق تناول آراء الآخرين .