اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > ألعاب الفيديو السلبية تهدد الأطفال والأمن الاجتماعي

ألعاب الفيديو السلبية تهدد الأطفال والأمن الاجتماعي

نشر في: 8 يونيو, 2014: 09:01 م

الإقبال المتزايد من أولياء الأمور على اقتناء أحدث ألعاب الفيديو وإهدائها لأطفالهم خلال المناسبات والأعياد، ينذر بكارثة حقيقية على المدى القريب. تعمد مصممو معظم ألعاب الفيديو إدراج تصرفات سلبية كثيرة مثل السرقة والقتل وتعليم فن الهروب من مطاردة رجال ا

الإقبال المتزايد من أولياء الأمور على اقتناء أحدث ألعاب الفيديو وإهدائها لأطفالهم خلال المناسبات والأعياد، ينذر بكارثة حقيقية على المدى القريب. تعمد مصممو معظم ألعاب الفيديو إدراج تصرفات سلبية كثيرة مثل السرقة والقتل وتعليم فن الهروب من مطاردة رجال الشرطة، وإحراق دور العبادة وإضرام النار في رجال الدين، وهذه الألعاب ليست مجرد أدوات للتسلية والمتعة فقط، بل قد تخفي بداخلها غالبا الكثير من المخاطر التي تهدد الأمن الاجتماعي، حسبما أكده علماء اجتماع.
فألعاب الفيديو تحمل مسميات مثيرة مثل لعبة سرقة السيارات الكبرى، التي تدل البيانات الإحصائية على أنها من أكثر ألعاب الفيديو رواجا، فهي تضع الشاب الذي يستخدم اللعبة في موضع سائق سيارة مسروقة يهرب بها في شوارع المدينة المزدحمة، ولكن هروبه ليس مجرد هروب بالمسروقات، إذ عليه أيضا أن يكسب نقاطا من خلال نجاحه في إطلاق الرصاص على المارة ورجال الشرطة الذين يظهرون له تباعا في الفيلم، وتحسب له النقاط وفق معدلات نجاحه في إصابة المارة الأبرياء وسيارات الشرطة التي تلاحقه، وحتى تكتمل الإثارة يقال للشاب الذي يستخدم هذه اللعبة، إنه في واقع الأمر يعمل لحساب عصابة كبرى، وأن رئيس هذه العصابة قد كلفه بعدد من المهام الخطيرة، ويكون عليه في بعض مراحل اللعبة أن ينجح في عدد من الأعمال الإجرامية.
وهناك ألعاب تتجلى المهارة بها في أساليب تهريب المخدرات بطرق خفية وخبيثة، وألعاب أخرى حول أنجح وأفضل أساليب اختطاف الطائرات والاختطاف من أجل الفدية، وقد استلهم مصممو هذه الألعاب خططهم من عصابات التهريب الكبرى والمافيا العالمية. أما أخطر الألعاب التي تم طرحها مؤخرا في الأسواق، فهي لأصحاب الميول الأكثر عدوانية وعنصرية، وتدور أحداث اللعبة حول تمكُّن الشاب من إشعال النار في بيوت العبادة ورجال الدين . يقول الدكتور كريم حمزة أستاذ علم الاجتماع في جامعة بغداد انه لابد أن تكون الأسرة على وعي بالآثار الخطيرة التي يتم زرعها في أذهان الصغار بواسطة هذه الألعاب، فقد لا يدرك الآباء طبيعة هذه الألعاب التي عرضت خصيصا لموسم الأعياد، وليس من المنطقي أو المفيد أن نسمح لأطفالنا وشبابنا أن تكون المثل الأعلى للمتعة لديهم تجربة سرقة السيارات أو ممارسة التهريب أو الاختطاف أو حرق دور العبادة. ويؤكد أنه لابد أن يكون للأسرة دور في اختيار الألعاب الخاصة بأطفالهم، وضرورة توجيههم إلى الطريق الصحيح إذا قاموا بممارسة مثل هذه الألعاب في غفلة منهم، وأن هناك ألعاب فيديو كثيرة يغلب عليها الطابع الخيِّر والشخصيات النبيلة التي تتحلى بالأخلاق، وهذه النوعية هي التي يجب توجيه الأطفال إليها. وفي رأي الدكتور محمود شمال أستاذ علم النفس بالجامعة المستنصرية فإن هذه النوعية من الألعاب تعمق إحساس الطفل، نتيجة عدم إدراكه لممارسة الجريمة، ومن هنا تمثل خطورة بالغة على عقلية الأطفال؛ خاصة ممن لديهم دوافع نفسية أو اجتماعية لممارسة العنف، فيحب اللعب بهذه الألعاب ويستمتع بها كثيرا، وقد يسعى لتجريب بعض الأشياء والمواقف التي شاهدها في اللعبة على أرض الواقع مع إخوته وأصدقائه. والخطورة أن يصبح السلوك العدواني لديه هواية مرضية يصعب علاجها، فكثيرا ما نسمع عن رجل أعمال يسرق أدوات السفرة من الفنادق أو شخصية مرموقة هوايتها سرقة العاملين معها، وهذا يرجع إلى أنهم كانوا يلعبون في صغرهم ألعاب المطاردة واستمتعوا بأدوار اللصوص . ويضيف، أن مثل هذه الألعاب تؤدي إلى ظاهرة في منتهى الخطورة، وقد يسعد بها الآباء دون وعي منهم، وهي أن ممارسة مثل هذه الألعاب لفترات طويلة وباستمرار تؤدي إلى عزلة يعيش فيها الطفل طوعا عن أسرته وعن المجتمع الذي يعيش فيه، وبالتالي يسهل غرس مبادئ الجريمة في وجدانه وقد تسعد الأم بهذه العزلة لأن الطفل يكون صامتا باستمرار، وتعتقد أن طفلها هادئ بطبعه دون علمها وأنه قد يتحوّل بين لحظة وأخرى إلى لص مثلا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

القبض على عشرات المتسولين والمخالفين لشروط الإقامة في بغداد

لهذا السبب.. بايدن غاضب من صديقه اوباما 

في أي مركز سيلعب مبابي في ريال مدريد؟ أنشيلوتي يجيب

وزارة التربية: غداً إعلان نتائج السادس الإعدادي

التعليم تعلن فتح استمارة نقل الطلبة الوافدين

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram