هناك الكثير من أفلام هوليوود التي تقدم فيها شخصيات مختلفة الجنسيات، وهي لا تقدم بشكل صحيح، بل تضاف اليها بعض الصفات السيئة مع تضخيمها. ومن المفروض ان تكون أفلام هوليوود تقدمية، لا تسخر من الشعوب الأخرى، وهي قد انتبهت الى هذا الأمر مؤخراً. فوجدنا فيل
هناك الكثير من أفلام هوليوود التي تقدم فيها شخصيات مختلفة الجنسيات، وهي لا تقدم بشكل صحيح، بل تضاف اليها بعض الصفات السيئة مع تضخيمها.
ومن المفروض ان تكون أفلام هوليوود تقدمية، لا تسخر من الشعوب الأخرى، وهي قد انتبهت الى هذا الأمر مؤخراً. فوجدنا فيلم (دجانغو بلا قيود) وحقق نجاحاً. ونجح مخرج أسوَد بالحصول على جائزة الأوسكار عن فيلم آخر (ستيف ماكوين عن فيلم 12عشر عاماً في العبودية) ، وفاز مخرج مكسيكي (الفونسو غارون) عن فيلم (جاذبية) وهذا يعني ان هوليوود بدأت تعكس الشخصيات الأخرى من أجناس مختلفة بشكل صحيح للعالم.
ويبدو ان كافة اتجاهات تلك السياسة العنصرية التي اختفت عن أفلام هوليوود، قد وجدت لها موقعاً في أفلام (الكرتون) وهذه الأفلام التي تطورت كثيراً وبدأت تستفيد من التقنيات الجديدة التي شهدتها صناعة السينما. فالتكنولوجيا المتقدمة جداً تتلاءم مع هذه الأفلام. ومع ذلك، نجد ان هذه الأفلام تلجأ الى السياسة العنصرية التي كانت سائدة في أفلام السبعينات من القرن الماضي. ونجد ان الآباء والأمهات يتجاهلون مدى خطورة مثل هذه الأفلام العنصرية على نفسية أطفالهم قبل ذهابهم الى المدرسة.
و خلال هذا الشهر، عرض الجزء الثاني من فيلم الكرتون (ريو 2)، وتدور أحداثه في بلد اجنبي (المخرج برازيلي)، ويعمل في الفيلم ممثلون بيض وآخرون من امريكا اللاتينية وأفارقه امريكيون. وان كنت لم تشاهد الجزء الاول من (ريو) فان القصة تدور حول آخر زوج من الببغاوات الزرق (صوت الذكر بلو هو للممثل جيسي ايزينبيرغ اما صوت الانثى فهو للمثلة آن هاثاوي) .. وفي الفيلم يكتشف الاثنان ان هناك قطيعاً مفقوداً من الببغاوات الزرق في غابات الأمازون الممطرة ويطيران الى هناك للالتقاء بهم.
والجزء الثاني من فيلم (ريو1) يدور حول تلك الرحلة. ونجد هنا ان الشخصيات الرئيسية، تتحدث بأصوات امريكيين بيض ، والأمر يبدو مقبولاً في حالة (بلو) الذي نشأ في مينيسوتا (أي انه متأمرك) وهو لايقدر على الرقص مثل سائر الطيور البرازيلية. واما بالنسبة للطيور من أقاربهما والذين تاهوا في الغابة مدة طويلة / فان فيلم (ريو – 2) يستخدم من أجلهم ممثلين غير بيض. واضافة الى ذلك فان الناس في (ريو – 2) كلهم ذوو بشرة غامقة انحدروا بشكل طارئ من اصول افريقية.
والتاريخ الطويل لوالت ديزني مع العنصرية تم توثيقه جيداً: الكسلان، غربان أفارقه وامريكيون أميون، عمال ذوو بشرة سوداء وسباستيان، الذي يؤدي دور السرطان في (عروس البحر الصغيرة) والعرب ذوو الوجوه السود في (علاء الدين) والضباع في فيلم (الأسد الملك) : السكان الاميريكون في فيلم بيتربان، والقائمة تطول. ودون ان ننسى (أغنية من الجنوب لديزني في عام 1946 وهو فيلم ملون يغني فيه العبيد السود مع طيور من الكرتون في المزارع الجنوبية) ودعت منظمة التجمع الوطني للملونين الى مقاطعة الفيلم، ونشرت بياناً عنه يشير الى (فيلم العبودية الذي تم امتداحه) وسيمضي نصف قرن آخر قبل ان يقدم ديزني بطلاً اسود البشرة، في عام 2009 في فيلم (الأميرة والضفدع).
عن: الاوبزرفر