أنا الذي أننت قبل عشرين عاما:
انزل يا دمع مبخوت أظل ابجيك
واليبجي وطن وك دمعه شينشفه؟
صرت اليوم انتحب.
صار حتى فرح الآخرين يبكيني. غبطة؟ لا أظن. حسد؟ لا أظن. غيرة؟ لا أظن. ما يبكي المفطوم ليس الجوع بل الحرمان. والمفطوم شيصبره؟
قرأت في صحيفة "الشرق الأوسط" مقالا لحاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم. الرجل فرحان لان الإمارات فازت بالمرتبة الأولى عالميا. ليس بالأداء الحكومي بل لأنها أيضا الأولى على دول الكون في استقطاب العقول المهاجرة. حتى جمله كانت ترقص من الفرح. أما أنا، الذي اقرأه، فكنت كما الأم المحرومة من الإنجاب وتسمع ان جارتها ولدت توأما.
كل مقومات الفرح في بلده لدينا مثلها أو افضل. لا ينقصنا غير حاكم يحمل عقلا مثل عقله وضميرا مثل ضميره. كتب في أول فقرة من مقاله انه في العام1968 وأثناء سنوات دراسته ببريطانيا، احتاج لمراجعة أحد المستشفيات. تفاجأ بأن الطبيب المعالج كان عربيا. يقول المكتوم "سألته عن حياته وإن كان ينوي البقاء طويلا أم العودة قريبا لوطنه، فقال لي: وطني حيث لقمة عيشي". ثم يضيف "بقيت هذه الكلمة عالقة في ذهني طويلا، مع كل ما تحمله من تناقضات نفسية وفكرية مع مفهوم الوطن".
عذرا أيها الشيخ الإنسان الجليل فانك، وان أبكيتني، لكني، وحقك، وقفت على قدميّ المتعبتين إجلالا لك.
أما انتم أيها القراء الطيبون، فلا تتوقعوا مني ان أقارن هنا بين الشيخ والحجي. دعوني بحالي الله يخليكم:
ما عايز معزياتحزني اعله كدي
نعم لا احتاجكم أيها المعزون فقد عزتني قبلكم الكاتبة اللبنانية راغدة درغام وكفّت ووفت. كتبت بعد ان قرأت أنباء تفوق الإمارات في جريدة "الحياة" متذكرة العراق:
"يحلم المواطن في العراق أن يتخذ رئيس الحكومة نوري المالكي خطوة سبّاقة مدهشة ويغادر السلطة طوعاً علماً منه أن بقاءه مفتاح الخراب. يحلم، لكنه يستفيق إلى واقعية السلطة، فيلتقط أنفاسه ويعود إلى الأرق".
ليته كان جبلا من الأرق يا راغدة لتحملناه، لكنه بحر من الدم والأسى والدموع.
"وطني حيث لقمة عيشي"
[post-views]
نشر في: 10 يونيو, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 1
د علي نجفي
نعم كل ما ذكرته صحيحا والامارات وشيوخها زايد رحمه الله ومن بعده اولاده واحفاده هم مثال الانسان المتكامل اما في من كنا نسميه وطننا هو الان مغتصب والفاشل الفاسد الجاهل معزز مكرم اما العالم الشريف النزيه مهان والقائمين على الحكم هدفهم اخلاء العراق من ابناءه