بعد أن حطت المنافسة الانتخابية أوزارها وأصبح لكل مجتهد نصيب من هذه المنافسة الرياضية التي أنتجت هيئة إدارية قديمة - جديدة لاتحاد كرة القدم، هذا الحدث الذي انتظره الجميع وهم في حالة ترقب وحذر شديدين توزعت أعينهم واحدة على (فيفا) وأخرى على الانتخابات ووضعت الجماهير الرياضية أيديها على قلوبها مخافة أن يحدث ما لم يحمد عقباه في اللحظات الأخيرة وتؤجل أو تلغى الانتخابات ويضاعف (فيفا) العقوبات علينا ويزيد جروحنا الغائرة ألماً ونرجع للمربع الأول كما يقول السياسيون .
برغم كل التجاهل والتعالي اللذين اتسمت بهما علاقة الاتحاد السابق التي استمرت حتى اللحظات الأخيرة مع الإعلاميين الرياضيين من خلال التعقيدات التي فرضت عليهم سواء منها بشروط التغطية والمشاركة أو المكان الذي خصص لهم الذي لم يمكنهم من الاطلاع الدقيق على التفاصيل ، برغم كل ذلك فقد حضر الصحفيون الرياضيون مبكراً وهيأوا أوراقهم وتأكدوا من صلاحية أقلامهم للكتابة ومنوا أنفسهم بمادة صحفية دسمه عن هذا الحدث الحيوي وحضرت معهم وسائل الإعلام المرئية الأرضية والفضائية ولكل منها واجباتها في حوارات ومشاهدات لإشباع رغبات الجماهير المتعطشة لمعرفة عن كل ما يحدث في أروقة الانتخابات لأهمية هذا العرس الكروي الذي انتظرته جماهير الرياضة طويلاً حتى انقسموا بسببه بين مصدِّق بإلغائها ومشكك بإقامتها حتى اللحظات الأخيرة مستندين في مواقفهم هذه على ما حدث في أيام خلت وأشعلت فتيل الصراع بين أعضاء الاتحاد ليحولوا الهيئة العامة إلى كتلتين تنظران بعين الريبة أحداهما إلى الأخرى، وكادت حادثت اعتقال احد أعضاء الهيئة العامة تطيح بآمال المتفائلين في عقد المؤتمر الذي تأخر بعض الوقت استجابة لهذا الموقف الآني لولا عناية الله ورعاية مَن حضر لتلافي هذا الموضوع .
قيل الكثير ولكل رأيه في تنظيم الانتخابات واتفاق اللحظات والأيام الأخيرة على إقامتها بعد إن تم جس نبض رئيس الاتحاد الآسيوي من خلال زيارة بعض الاتحاد له على تأجيلها وتذكير رئيس الاتحاد الآسيوي بصوت العراق الذي ذهب إليه علـَّه يرد لهم الوفاء بالوفاء ليطيل وجودهم على كراسي المسؤولية لكنه أشعرهم أن القرار في تحديد الانتخابات لا يمكن تجاوزه أو تغيره ولا صلاحيات لأحد في تغيير قرارات محكمة (كاس).
إن الذي ساعد على تنظيم الانتخابات سبب لا يقل أهمية عن ما ذكر هو إن الكتلتين والمرشحين لرئاسة الاتحاد كانت لديهما ثقة عالية بالفوز، فقبل الانتخابات أكد الرئيس السابق بثقته بالفوز وكذلك الرئيس الجديد وبسبب هذا الشعور والثقة بالفوز من قبل الطرفين غلق باب التفكير في البحث عن أسباب تأجيل أو تعطيل الانتخابات مادام كل منهم يرى إن الفوز في متناول يـــده.
إن المنافسة هي جوهر كرة القدم وسر جمالها وشعبيتها حتى قيل إن هذه الكرة الصغيرة أصبحت في حياة الشعوب بحجم الكرة الأرضية وأصبحت نتائجها تمس كبرياء الشعوب والأمم فهي تمثل كل القيم النبيلة التي تعكس الروح الرياضية..ومن هذا المنطلق يمكن القول إن الذين دخلوا الانتخابات وهم كتلتان تتنافس أصبح لزاماً عليهما الآن أن يكونوا كتلة واحدة تتسابق من اجل تجاوز أخطاء الماضي والنهوض بكرة القدم العراقية يساعدهم في ذلك معايشتهم للأخطاء ومعرفتهم بأدق تفاصيلها كما ليس المهم إن ينجزوا برنامجهم الانتخابي خلال عام كامل ولا أظن أنهم قادرون على ذلك، بل مطلوب إن يقطعوا أشواطاً وخطوات صحيحة وحريصة بالاتجاه المطلوب.
وأخيراً أقول لكل من نأى بنفسه وتسامى من أعضاء الهيئة العامة من أي انتماء مذهبي أو طائفي أو مناطقي ودخل قاعة الانتخابات بعد أن مرّ أمام عينيه شريط من الذكريات عن كل تلك الرموز والأسماء التي نضحت عرقاً على أديم الملاعب دفاعاً عن شرف الكرة العراقية ووضع مصلحة العراق فوق كل الاعتبارات، أقول لهم كنتم أحراراً استجبتم لضميركم الواعي وتستحقون أن يُقال عنكم :
حـرّ ومذهبُ كلِّ حـرٍّ مذهبي .. ما كنتُ بالغاوي ولا المتعصب ِ
يأبى فؤادي أن يميل إلى الأذى .. حبُّ الأذيةِ مِن طِباعِ العقرب ِ
تسابقوا لتجاوز الأخطاء
[post-views]
نشر في: 10 يونيو, 2014: 09:01 م