نينوى تحت سيطرة داعش ، بعد ساعات من نشر محافظها اثيل النجيفي صوره حاملا بندقيته لتطهيرها من "الغرباء " ، فأثار التعليقات والتفسيرات فهناك من أشار الى ان المحافظ يريد ان يمثل دور البطولة في فيلم من نوع "الكاوبوي " واخر انصفه ففسر الصور بانها رسالة الى المسؤولين الأمنيين ليقوموا بواجبهم في الدفاع عن المدينة وسكانها ، وبغض النظر عن التعليقات والتفسيرات المتباينة ، فان عناصر داعش سيطروا على الموصل ، وقتلوا عناصر الأجهزة الأمنية ، واستولوا على أسلحة ومعدات عسكرية وحتى طائرات مروحية ، كلاشينكوف النجيفي ظهرت بالوقت الضائع ، وبمفردها لا تستطيع مواجهة الغزاة الغرباء .
الجهات الرسمية لطالما سجلت اعتراضها على بعض وسائل الإعلام حين تبث أخبارا وتقارير تؤكد تدهور الأوضاع الأمنية في العديد من المدن العراقية ، والمسؤولون يعترضون على "التدهور الأمني" لاعتقادهم بانه يقلل من دور القوات المسلحة ، ويصيب عناصرها بالخيبة والإحباط ، ويجعلها تفقد معنوياتها ،والمحافظ اثيل النجيفي بحمله الكلاشنكوف ربما كان يسعى لتعزيز الروح المعنوية، لكن رسالته جاءت متأخرة ولم تحقق أهدافها .
الأوضاع الأمنية أصبحت بمنعطف خطير باعتراف كبار المسؤولين ، بانتقال نشاط الجماعات المسلحة من الأنبار الى الموصل ، وفتح جبهات متعددة في مدن اخرى ، فبرز سؤال العراقيين الموجه للمسؤولين والساسة ، هل حركت دماء الضحايا والاف النازحين ضمائركم لتجاوز خلافاتكم ثم الاتفاق على موقف موحد ينقذ البلاد من الكارثة، قبل التوجه الى الأمم المتحدة ، والإدارة الأميركية ، ومجلس الأمن ، وجامعة الدول العربية لمساعدة العراق في حربه ضد الإرهاب .
الإرهاب لادين له ، ومن يحاول الإساءة للمؤسسة العسكرية وزجها في حروب خاسرة ،هو الآخر لادين له ، وفضح المتاجرين بالدم العراقي مسؤولية أخلاقية ، تقع على عاتق الجميع قوى سياسية ومنظمات المجتمع المدني ، والإعلام المستقل ، فالوضع الأمني بات مهددا ، ويتطلب تضافر كل الجهود للاتفاق على صيغة عمل مشتركة تكون منطلقا وخطوة حقيقية صادقة لمواجهة الإرهاب وتوطيد السلم الأهلي .
بيان الحكومة الأخير على خلفية أحداث نينوى تضمن الإشارة الى هيكلة القوات العسكرية ، فهل يعني ذلك محاسبة القادة والضباط الكبار المكلفين بواجب الدفاع عن المدينة ؟ ام ينتهي الأمر بنقلهم الى مقرات آمنة في بغداد، وربما منحهم الأوسمة والأنواط لموقفهم البطولي في ملاحقة الإرهابيين ؟ في حين ذكر رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي في مؤتمره الصحفي يوم الثلاثاء ان القادة العسكريين يجب ان يخضعوا للتحقيق، وقد نشرت مواقع التواصل الاجتماعي صورا لملابس عسكرية وبساطيل في شوارع الموصل تركها أصحابها وفروا هاربين الى جهات مجهولة .
في بغداد حمل مسؤولون أمنيون وقادة عسكريون وضباط كبار "كلاشنكوف النجيفي " لإعطاء صورة واضحة عن استعدادهم لمواجهة اي طارئ بتشديد إجراءات التفتيش ، واطلاق زعيق صفارات مركبات الدفع الرباعي حتى وصل الاعتقاد لدى البغداديين بان بيان دعوة المواليد للمراجعة دوائر التجنيد سيصدر في غضون الساعات المقبلة.
كلاشنكوف النجيفي
[post-views]
نشر في: 11 يونيو, 2014: 09:01 م