على معظم الشاشات العربية شاهدنا امس صورة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وهو يحمل بيده باقة ورد يقدمها لسيدة مصرية زارها في المستشفى ، بعد ان تعرضت لحادث تحرش في ميدان التحرير ، الرئيس المصري لم يتهم جهات اجنبية بتشويه سمعة مصر ولا قال للفضائيات ان هناك مؤامرة امبريالية يقودها الغرب ضده حكومته ، فقط لخص الامر ببعض كلمات قال فيها للسيدة : انا اسف واعتذر منك ومن كل سيدة مصرية باسمي وباسم الحكومة المصرية ، ، ونحن لن نسمح بذلك وسنتخذ إجراءات في منتهى الحزم، والقانون سيُنفذ في منتهى القوة" ، مع هذه الحادثة التي حصلت في القاهرة قبل ايام ، عليك عزيزي القارئ ان تطالع معظم صحف العالم لتجد على الصفحات الاولى صورة نصف مليون عراقي من اهالي الموصل يبحثون عن سبل النجاة بسبب سيطرة تنظيم داعش الارهابي على مدينتهم .
والان ألا تعتقدون معي ان هذا الوطن دائما ما يدهش العالم ، ، نادراً ما تجد فيه هذه الأيام مسؤولا أو سياسياً يعتذر او يقول انا اسف ، بل ونادراً ما تجد فيه حزباً أو تنظيماً تواضع ودخل العملية السياسية من أجل الخدمة العامة، حيث تطغى المنفعة الشخصية فوق كل الخطب والشعارات.. فهناك اليوم وفرة هائلة من اللصوص والانتهازيين ومشعلي الفتن.
لو سألت أي مواطن عراقي عن موقف الرئيس المصري ، فقد يموت قهرا أو ضحكا، أما لو سألت أي مسؤول عراقي عن رأيه لسارع على الفور باتهام السيسي بأنه إما ساذج أو مجنون!.
هل هناك مسؤول او سياسي يشعر بالحرج، وإذا شعر هل يفكر في ان يعتذر من الشعب ، هذا في عرفنا أقصى حالات التطرف، فالعاقل من يترفع على المواطن ويشيد حاجزا بينه وبين الناس لا تتسلقه الا شلّة من المنتفعين من أبناء عمومته وعشيرته .
في بلاد الواق واق "العراق" لدينا إعلام يوجه أطنانا من تهم التقصير كل لحظة للعديد من القادة الأمنيين ، لكن معظمهم يطبقون حكمة "لا أرى لا أسمع لا أتكلم" ومفادها ترك الإعلام يتحدث كما يشاء حتى لو كان الخراب مقرونا بوثائق، بل ان بعض الفاشلين يتباهون علنا بفشلهم .
منذ ايام وفضيحة هروب عبود كنبر وعلي غيدان ومعهم مهدي الغراوي من ساحة المعركة في الموصل هي حديث الإعلام العربي والأجنبي، وتوقعت الناس أن يخرج القادة " الكبار " الى الشعب يعتذرون وذلك أضعف الايمان، وضربت وسائل الإعلام أخماسا في أسداس وهي تخمن رد الفعل الذي سيقوم به القائد العام للقوات المسلحة حتى جاءهم الفرج بالأمس في حديث الاربعاء حيث بشرنا المالكي بإن "القادة الذين تخاذلوا لابد ان تتخذ اجراء بحقهم، وتكريم من صمدوا وملاحقة من انسحب " ولم تمض دقائق على البشرى حتى خرج علينا السيدين عبود كنبر وزميله علي غيدان بتصريح ناري يؤكدان ان "الانباء التي اوردتها وسائل الاعلام عارية عن الصحة ، وان القائدين لم ينسحبا من الموصل ولم تنقلهم طائرة من اربيل الى بغداد فهذه كلها صور واخبار يفبركها الاعلام العميل .
اذن خبر محاسبة القادة المقصرين عن الصحة لأنه لن يحاسبوا ولم يحاسبوا ومازالا يجلسان تحت التكييف في مقر القيادة العامة للقوات المسلحة ، اما النصف مليون مهجر فلهم رب ينقذهم ويحميهم ، واما الجندي العراقي الذي ترك لوحده يواجه مصيره ، فهذه ضمن ستراتيجيات الحروب التي لا يعرف سرها الا السيد قائد القوات البرية.
اذن ايها العملاء شعبا ووسائل إعلام ، ما انتم الا ثلة حاقدة تريدون ان تبيعوا البلاد للأجنبي، وتخططون في الخفاء لتشويه سمعة قادتنا الأمنيين المؤمنين الذين يؤدون الفرائض ولا يأكلون مال اليتيم، ولايسرقون لقمة الأرامل .
ايها الشعب المغرر به.. السيد رئيس مجلس الوزراء لن يعتذر ولن ينطق كلمة آسف وان القادة باقون في مناصبهم إرضاءً للجماهير المؤمنة - حصرا - التي تطالب بتعميم اغاني قناة العراقية ، والاهم انها لا تنام الا وهي تضع صورة السيد القائد العام للقوات المسلحة تحت "المخدة".
جميع التعليقات 2
ابو احمد
استاذ علي اعتقد انهم يعدون الاناشيد الوطنية اللائقة لتحويلها في الاعلام الى انتصار , ويطلقوا عليها ( ام الكوارث 2 ). الا تلاحظ ان مايسمى بالقادة الفاشلين يحولون نكساتهم الى انتصار من خلال الاعلام المطبل الفاقد للون والطعم والرائحة, مع الاسف تحول الى اعلام
عساكم بخير
نحن جميعا نعرف حقيقة ونفسية العراقيون اللذين تسلقوا هذة المناصب الرفيعة في غفلة من الزمن واحدهم لايفقه حتى كتب الدراسة الابتدائية ولكن العجب اليوم وهذا التجيش الطائفي المقيت ناس مهموسون بحمل السلاح وقتل وتهديد الابرياء في احياء بغداد وبعض المحافظات اريد ا