لم يسجل أي عمل من أعمال الألماني كريستوف غراوبنر (1683-1760) لغاية سنة 1998، ولم يسمع بوجوده إلا قلة من المختصين في العلوم الموسيقية، ولم يُعرف عنه سوى أنه كان منافس باخ على منصب منشد كنيسة توماس في لايبتسج سنة 1723، وقد فاز غراوبنر في المنافسة، لكنه
لم يسجل أي عمل من أعمال الألماني كريستوف غراوبنر (1683-1760) لغاية سنة 1998، ولم يسمع بوجوده إلا قلة من المختصين في العلوم الموسيقية، ولم يُعرف عنه سوى أنه كان منافس باخ على منصب منشد كنيسة توماس في لايبتسج سنة 1723، وقد فاز غراوبنر في المنافسة، لكنه اعتذر عن شغل المنصب فحصل باخ عليه من بعده لحسن حظنا، فقد كتب باخ أغلب أعماله الرائعة بصفته منشد كنيسة توماس ومدير المدرسة الموسيقية الملحقة بها.
أما الآن وبعد أن بدأ الموسيقيون يتبارون في تسجيل أعماله، وجدناه من الموسيقيين الذين لا يستحقون الاهمال الذي طالهم لقرون. فموسيقاه جذابة ومثيرة وفيها الكثير من الأصالة والتجديد، ولديه أسلوب مميز في التوزيع الموسيقى واستعمال الاوركسترا (التي قادها في بلاط دارمشتات حيث عمل لمدة خمسين سنة). وبرز في استعمال الأدوات الموسيقية الغريبة، وكذلك الأدوات النحاسية وأكثر من استعمال أدوات الايقاع (الطبل الكبير أي التمباني)، فقد كتب مثلاً كونشرتات لمختلف الأدوات مع الطبل. ولعل الكثير منا لا يعرف أن التمباني في الفرقة الموسيقية يدوزن على نغمات ثابتة.
له ما يقرب من ألف عمل موسيقى للأدوات، وأكثر من 1400 عمل غنائي ديني أو لمناسبات مشابهة، وثماني أوبرات. وكل أعماله محفوظة في مكتبة جامعة دارمشتات التقنية وجرى مسحها رقمياً ويمكن الوصول إليها على موقع مكتبة الجامعة ULB على الانترنت، وقد نشر تصنيف أعمال غراوبنر سنة 2005. تشهد اعماله انتشاراً كبيراً في الآونة الأخيرة على الخصوص ابان الاحتفال بالذكرى 250 لوفاته سنة 2010. وتعتبر عازفة الهاربسيكورد الكندية جنفييف سولي من أهم الموسيقيين المتحمسين لنشر أعمال هذا الموسيقار الكبير، وهي أول من بدأ بتسجيلها سنة 1998.
هناك موسيقار ألماني آخر يحمل نفس اللقب، هو (يوهان كريستيان) غوتليب غراوبنر، ولد في هانوفر سنة 1767، هاجر إلى أمريكا حيث أسهم في تطور الحياة الموسيقية في بوسطن وأمريكا على العموم وشارك في تأسيس الجمعية الفيلهارمونية الأمريكية.